كشف تقرير جديد لمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف)، صدر الأربعاء، أن النزاعات والحروب التي تشهدها العديد من مناطق العالم تسببت في تهجير نحو 50 مليون طفل من ديارهم. وأبرز التقرير، الصادر بعنوان «المشردون: الأزمة المتفاقمة للاجئين والمهاجرين الأطفال»، أن 28 مليونا من بين هؤلاء الأطفال نزحوا من ديارهم بسبب نزاعات لا يد لهم فيها، فيما هاجر الملايين أملا في العثور على حياة أفضل وأكثر أمنا. وذكر المدير التنفيذي لليونيسف، أنتوني ليك، بالصور الصادمة للعديد من الأطفال، الذين يعانون من التشرد بعد تدمير منازلهم أو الذين رمى البحر بجثثهم، مشددا على ضرورة «ترجمة تعاطفنا مع صور الأطفال الفردية إلى أعمال ومبادرات من أجل جميع الأطفال.» ويمثل الأطفال، الذين يشكلون نحو ثلث سكان العالم، نصف عدد اللاجئين. وأوضح بيان لمنظمة (اليونيسيف) أن هناك عشرة ملايين طفل من طالبي اللجوء لم يتم بعد تحديد وضعهم كلاجئين، مشيرا إلى أن 17 مليون طفل نزحوا داخل بلدانهم، كما أنهم في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية والوصول إلى الخدمات الأساسية. وأكدت اليونيسف أن عددا متزايدا من الأطفال يعبرون الحدود غير مصحوبين ببالغين، مبرزة أن أزيد من 100 ألف من هؤلاء القاصرين قدموا خلال سنة 2015 طلبات للحصول على اللجوء في 78 دولة، وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف العدد المسجل سنة 2014. ولفت التقرير إلى أن الأطفال غير المصحوبين يظلون أكثر عرضة لخطر الاستغلال وسوء المعاملة، كما أن الكثير منهم لا يستفيدون من المزايا المحتملة للهجرة، مثل التعليم، أحد العوامل الرئيسية لكثير من هجرة الأطفال والأسر. وتابع أنه حتى في حال التحاقهم بالمدرسة، فمن المرجح أن يواجهوا التمييز. أما خارج الفصول الدراسية، فإن الحواجز القانونية تمنع الأطفال اللاجئين والمهاجرين من تلقي الخدمات أسوة بالأطفال من السكان الأصليين في بلد ما. ودعا التقرير إلى حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين، لا سيما الأطفال غير المصحوبين، من الاستغلال والعنف، وإنهاء احتجاز الأطفال من طالبي اللجوء أو الهجرة من خلال تقديم مجموعة من البدائل العملية. كما شدد على أهمية عدم فصل أفراد الأسرة وتمتيع الأطفال بالوضع القانوني، وتوفير التعلم والحصول على الرعاية الصحية، علاوة على تعزيز التدابير لمكافحة كراهية الأجانب والتمييز والتهميش. نيويورك (الأممالمتحدة) (ومع)