تتويج «مسافة ميل بحذائي» بجائزة لجنة تحكيم مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

بعد فوزه مؤخرا بجائزة لجنة التحكيم بمهرجان السينما الأفريقية بمدينة خريبكة الاسبوع الماضي، يعود الفيلم السينمائي المغربي» مسافة ميل بحذائي» للمخرج سعيد خلاف ليتوج بالجائزة نفسها (جائزة لجنة التحكيم) بمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بالجزائر، التي اختتمت فعاليات دورت التاسعة مساء الأربعاء الماضي.
و وتروي أحداث الفيلم المغربي، الذي يجسد أدواره كل من الفنانين أمين الناجي، ونفيسة بنشهيدة، إلى جانب راوية، وسناء بحاج، والعديد من الأسماء المعروفة، قصة «سعيد»، شاب يعيش في أحد الاحياء الأكثر هشاشة وحرمانا بالدار البيضاء، حيث ذاق أصنافا من المعاناة منذ نعومة أضافره: في البيت حيث كان زوج أمه يعنفه ويعنف شقيقته وأمه بشكل مستمر. وفي الشارع كان يتربص به عدد من المنحرفين من أجل الاعتداء عليه جنسيا واستخدامه من أجل جلب المال، وفي ورشة العمل، كان سعيد ضحية لأكثر من محاولة اغتصاب من طرف مشغليه. وحتى في السجن لم يسلم من مسلسل الاعتداءات التي ظلت تلاحقه أينما حل وارتحل. في كل مرة كان سعيد يجد نفسه في موقف الضحية الذي يبحث عن أقل اعتراف من طرف الآخر، أو أدنى شعور بالأمان من جانب المجتمع، لكن بدون جدوى، حتى تولد لديه الشعور بالانتقام..
وعلى مستوى الفائز بجائزة الوهر الذهبي لمهرجان وهران الدولي، فقد توج به الفيلم المصري «نوارة» للمخرجة هالة خليل، كما فازت بطلته منة شلبي بجائزة «أفضل ممثلة» في المهرجان فيما ذهبت جائزة أفضل ممثل للبناني آلان سعادة عن دوره في فيلم «كتير كبير».
وتدور أحداث فيلم « نوارة» حول فتاة من حي شعبي تدعى نوارة، والتي تعيش قصة حب خلال الفترة التي اندلعت خلالها ثورة 25 يناير وما بعدها، مستعرضًا أثر ما كان يجرى في مصر خلال هذه الفترة على نوارة وعلى قصة حبها.
وفاز بجائزة «أفضل مخرج» الجزائري لطفي بوشوشي عن فيلم «البئر» فيما ذهبت جائزة «أفضل سيناريو» للسوري جود سعيد عن فيلم «بانتظار الخريف». كما قدمت اللجنة تنويها خاصا للفيلم العراقي (صمت الراعي) إخراج رعد مشتت.
هذا، وكان المهرجان بدأ يوم الجمعة الماضي بمشاركة 34 فيلما من 14 دولة تحت شعار «الآخر في السينما العربية» وقسمت الأفلام إلى 12 فيلما روائيا طويلا و12 فيلما روائيا قصيرا و10 أفلام وثائقية.
ففي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، التي شارك فيها الفيلم المغربي القصير « يوم العيد» للفنان و المخرج رشيد الوالي، فقد فاز بجائزتها الأولى الفيلم المصري «حار جاف صيفا» إخراج شريف البنداري فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم الجزائري «قنديل البحر» إخراج داميان أونريه.
وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، التي شارك فيها الفيلم الوثائقي المغربي « رجاء بنت الملاح» للمخرج عبد الغله الجوهرين فقد فاز بجائزتها فيلم «في راسي دوار» للمخرج الجزائري حسن فرحاني ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لفيلم «أبدا لم نكن أطفالا» للمخرج المصري محمود سليمان.
وللتذكير فقد ترأس لجنة التحكيم لفئة الأفلام الطويلة لهذه الدورة المخرج السينمائي السوري محمد ملص وتضم أيضا كل من الممثلة والمخرجة فاطمة بلحاج من الجزائر والممثل المصري آسر ياسين والممثلة الفلسطينية ربى بلال وجون باتيست.
وكان المخرج الجزائري رشيد بن علال على رأس لجنة التحكيم للأفلام القصيرة التي ضمت أيضا الممثلة المغربية ميساء مغربي والممثلة اللبنانية-الفرنسية ليتيسا ايدو.
كما أشرف على تقييم الأفلام الوثائقية لجنة تحكيم يرأسها المخرج مراد بن شيخ من تونس وتتشكل من الممثلة والمنتجة اللبنانية كارول عبود من لبنان والمخرج والمنتج الاذاعي جمال حازولي من الجزائر وميشال صارصو من فرنسا.