تفعيلا لمقتضيات المذكرة الوزارية 046×11 بتاريخ 26/01/2011، والقاضية بتنظيم أيام دراسية حول السبل الكفيلة بدعم الإدارة التربوية بالتعليم الابتدائي، وذلك من خلال مناقشة وتدارس محورين أساسين هما: 1) تحديد معا يير وصيغ دعم الإدارة التربوية للمؤسسات الابتدائية. 2) تقييم تجربة المدير المساعد بالمجموعات المدرسية. وفي هذا الإطار، وبعد أن نظمت الأيام الدراسية على مستوى نياباتها الأربع (سطات،برشيد،خريبكة،بنسليمان)، نظمت أكاديمية جهة الشاوية ورديغة يوم الجمعة 18 فبراير 2011 يوما جهويا لتدارس التقارير والتوصيات الواردة عن النيابات المذكورة، وقد شهد هذا اللقاء تفاعلا قويا فيما بين المشرفين على اللقاء والعاملين بالإدارة التربوية والمدراء المساعدين، وانخرط الجميع في تشخيص مستفيض لواقع الإدارة التربوية بالابتدائي، الذي تشوبه اختلالات جمة، تكمن في هزالة وتردي البنيات التحتية للمرافق الإدارية، وعزلة الإداريين والإداريات بالابتدائي، وافتقارهم(هن) لأبسط شروط العمل والكرامة، إضافة إلى غياب التحفيز والدعم المادي والمعنوي، وشيوع الأنامالية في أوساط نساء ورجال التعليم، والنظرة الدونية للوزارة لهذه المهمة في ارتباطها بمثيلاتها ببقية الأسلاك التي تتوفر على مواصفات وتجهيزات تمكنها من الاشتغال في ظروف كريمة وصحية. نفس الشيء بالنسبة للمدراء المساعدين، الذين أكدوا على ضبابية مهمتهم، والشرخ الحاصل بين المهمة في أبعادها التربوية والاجتماعية والإدارية، واختزالها في تتبع الحضور والغياب لهيئة التدريس بالوحدات المدرسية. وغياب التكوين، وتدني التعويضات، وانعدام التجهيزات وسبل الاتصال... وقد تم الاشتغال على المحورين السالفي الذكر من خلال ورشتين اهتمت الأولى بتشخيص واقع الإدارة التربوية بالابتدائي ودراسة سبل دعمها وتلبية حاجياتها، بينما انكبت الثانية على تقويم تجربة المدير المساعد وتدارس سبل تطوير أدائه، لتخلص كل واحدة منهما إلى نتائج بمثابة توصيات يتم نقلها إلى الوزارة للتدارس على مستوى اللقاء الوطني آخر شهر فبراير2011. توصيات نذكر منها: 1) على مستوى الإدارة التربوية بالابتدائي: 1) توصيات مرتبطة بالجانب الاعتباري: إحداث إطار مدير مِؤسسة تعليمية ابتدائية. تسطير برنامج سنوي للتكوين المستمر يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات الإدارية. تفويض صلاحيات إعداد وأجرأة التنظيم والبنية التربويين. أخذ المصالح الإقليمية، الجهوية والمركزية بالآراء والتقارير المرفوعة من الإدارة التربوية بالابتدائي. إطلاع المديرات والمديرين بالابتدائي على تفاصيل مشاريع الإحداث أو الترميم الخاصة بالمؤسسة التي يديرونها. التدقيق في مسطرة الإعفاء من المهمة مع منح المدير(ة) حق الدفاع والمصاحبة. إشعار وإشراك المدير(ة) في لجن التتبع والتأطير والمراقبة. إشراك هيئة الإدارة التربوية في المجالس الإدارية للأكاديميات. تلبية طلبات الالتحاق للأزواج في الحركات الانتقالية. 2) توصيات مرتبطة بالجانب المادي: الرفع من التعويضات النظامية بالإدارة الابتدائية توازي الأعباء والمهام الكثيرة. فتح مجال الترقي خارج السلم. ترقية إلى السلم الموالي بالموازاة مع تسلم المهمة. 3) توصيات مرتبطة بالطاقم الإداري المساعد: تمكين كل مؤسسة من مساعدين اثنين على الأقل مع مراعاة خصوصيات المؤسسة من حيث المرافق والتلاميذ... تعميم تجربة المدير المساعد على الوحدات فوق ثلاثة أقسام، مع تكوين هذه الفئة. 4) توصيات مرتبطة بتأهيل المؤسسات التعليمية الابتدائية: تمكين كل مؤسسة ابتدائية من مرفق إداري يراعي مواصفات الجودة ويحقق الكرامة المهنية. تجهيز الإدارة بوسائل العمل الكفيلة بمواكبة المستجدات. تأهيل المؤسسة من خلال التسييج، الماء، الكهرباء، الصرف الصحي، الأنترنيت، توفير المطاعم المدرسية المراعية لظروف السلامة الصحية... مع ضرورة تأمين الممتلكات من خلال توظيف أعوان أو تعاقدات خاصة بذلك. تحمل النيابات الإقليمية مسؤوليات النقل للتجهيزات والوسائل ومواد الإطعام للمؤسسات. ... أما بالنسبة للمدراء المساعدين، فقد نصت الورشة على توصيات منها: التفرغ لممارسة هذه المهمة. أعادة النظر في شروط الانتقاء، وجعلها ذات مصداقية باعتماد مايلي: 1) تقديم مشروع+ نهج السيرة. 2) اجتياز مقابلة أمام لجنة نيابية. ج) منح نقطة إدارية مدعمة بتقرير من طرف الرئيس المباشر. الرفع من قيمة التعويض المخصص لهذه الفئة. إصدار دليل توجيهي للمديرين المساعدين: أعداد برنامج تكويني للمدراء المساعدين يتوج خلال السنة الأولى بإقرار في المنصب احترام مقتضيات المذكرة 132، واعتبار التراتبية، وعدم تجاوز المدير المساعد في علاقته بهيئة التدريس بالوحدة. توفير وسائل الاشتغال بالنسبة للمديرين المساعدين، وتزويدهم بالحواسيب والهواتف منح الأولوية في إسناد مناصب الطاقم الإداري المساعد للمديرين المساعدين حاليا بهدف تحضيرهم لتولي إدارات تربوية عن طريق منح نقط جزافية تخول لهم ذلك. ... وقد أجمع الحضور، على أن هذا اليوم الذي امتد من التاسعة صباحا إلى السادسة مساء، كان مناسبة لنقاش موضوعي، يستهدف تبيان واقع الإدارة التربوية بالابتدائي، ويرمي لتقريب المصالح المركزية من الظروف الصعبة والإكراهات المعيقة لتحقيق جودة على مستوى الأداء الذي تطمح له هذه الفئة، أسوة ببقية الأسلاك التي نالت وتنال اهتماما يجعل الوزارة غير عادلة في قراءتها لمفهوم الإدارة التربوية، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالتعليم الابتدائي.