انتقل إلى عفو لله صبيحة أمس الأحد بإحدى مصحات الدارالبيضاء الفنان القدير أحمد الرداني بعد معاناة طويلة مع المرض الذي يمهله.. ويعتبر أحمد الرداني من القامات الفنية الوطنية التي تركت بصمات واضحة في مجالات المسرح والسينما والتلفزيون، لعشرات من السنين، حيث كانت انطلاقته في الستينيات من القرن الماضي، جانب خلالها نخبة من الرواد وشارك في العديد من الأعمال الجيدة التي كشف فيها عن مهارته ومخزونة الفني اللافت في عالم التمثيل.. الفنان أحمد الرداني ارتبط اسمه فنيا بمدينة الدارالبيضاء، وبالضبط بالمدينة القديمة، حيث رأى نور الحياة بدرب السوينية، وترعرع في حي بوطويل، الذي سينطلق من خلاله إلى عالم الفن، عبر بوابة فرقة الفنان عبد الرحمن الصويري المسرحية، وهو أحد أعضاء مجموعة بوشعيب البيضاوي التمثيلية التي كانت تقدم أعمالها إذاعيا، ومن ثمة اكتشف الرداني عشقة وولعه بعالم المسرح و الأداء الدرامي عموما، الذي سيفتح له أبواب الانخراط في تجارب فنية أخرى منها فرقة مسرحية تابعة للاتحاد المغربي للشغل، إلى جانب الراحل مصطفى سلمات، وفرقة الفنان عبد العظيم الشناوي، الذي شارك إلى جانبه في العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية منها "خبز للجميع" و"الخوف صمت القلق"، كما شارك إلى جانب الأخوين عبد القادر وعبد الرزاق البدوي في السلسلة التلفزيونية "لالة عمارة" وغيرها من الأعمال رفقة صديقه الحميم الفنان المقتدر عزيز الفاضيلي .. وقد عزز الراحل ولعه بكل ما هو فني بتعلم الموسيقي، حيث سيلتحق بالمعهد الموسيقي البلدي لأجل اكتساب مهارة العزف على آلة العود، وقد كان هذا الالتحاق بوابة أخرى سيلج من خلالها لصقل موهبته في عالم التشخيص في مصلحة التمثيل المسرحي على يد الراحل أحمد الطيب العلج .. هذا، وقد طبع الفنان أحمد الرداني مسيرته الفنية الطويلة بصفة الفنان الثابت في الأداء، والهادئ في العطاء ، والمتمكن في إتقان الأدوار التي تقدر بالعشرات.. نذكر من بينها مسلسل "أولاد عمي معاشو"، سلسلة "كاريكاتور"، فيلم "المعلمة"، سلسلة "لاتبحثوا عني"، والمسلسلات العربية التاريخية "ملوك الطوائف"، "ربيع قرطبة" و"عمر بن الخطاب" .. وبهذه المناسبة الأليمة .. تتقدم " الاتحاد الاشتراكي" بالعزاء إلى عائلته الصغيرة وإلى أصدقائه وزملائه في عالم الفن.. وإنا لله وإنا إليه راجعون