تسميحة يحيى من اليمن حاصلة على ماجستير ترجمة تعمل في مجال الترجمة مع جهات إعلامية مختلفة ..وحاليا متطوعة للتدريس في كلية اللغات جامعة صنعاء، وأحدى الجامعات الخاصةوهي إلى ذلك باحثة في مجال التداولية والترجمة. لا تظن سميحة يحيى أن هناك مكانا أتفه من الفايسبوك،التافهون يملؤون العالم. وهم أكثر تفاهة في الفايسبوك، وهم وحدهم يشعرونك بأن المكان الواسع ضيق، وأنك لا يمكن أن تعيش دون سفهاء،ومرضى، وأدعياء ومعوقين، لتعرف قيمة المعافين وأصحاء النفوس الرضية، والأسوياء. نعم..العالم يقوم على الثنائيات، ومن سوء حظه أن الطحالب هي التي تطفو على نهر الحياة هذه الأوقات. تبآ! يالسوء ما نحن فيه! وما نحن عليه، كما أردف الشاعر والجمالي الدكتور العزيز سعد الدين كليب.. "إعلام وتواصل" حاورتالأستاذةسميحة يحيى فكانت الورقة التالية: p كيف تقرئين كناشطة تواصلية انجذابك نحو مواقع التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك؟ n حقيقة، أنا ممن يتصفحون الفايسبوك بشكل شبه يومي، وذلك للمرور وتصفح كتابات البعض، والتماهي مع الصفحات الهادفة والممتعة، بالإضافة للإطلاع على آخر الأخبار وكذا تفاعلات الأحداث السياسية بالبلاد وخارجها خاصة هذه الأيام، وأحيانا أتواصل لمجرد التسلية وكسر الملل. وعلى العموم، يظل موقع التواصل الاجتماعي حاجة يومية ومتنفسا حداثيا للتفاعل مع تحولات العالم وإيقاعاته.. p هل لديك وصفة تقدميها لشباب اليوم من أجل استثمار إيجابي للعالم الافتراضي؟ n الاستثمار الإيجابي لهذه الوسيلة في تقديري، يكمن في البحث عن الصفحات الهادفة التي تنشر معلومات قيمة في شتى المجالات سيما العلمية، وهي متوفرة وبغزارة ، كما أن الاطلاع على المنتديات الفكرية والتفاعل الإيجابي مع المفكرين الذين يحملون رؤى تهدف إلى انتشال الأمة من الواقع المزري الذي تعيشه يظل أمرا مرغوبا فيه ليس لشبابنا فقط وإنما للإنسان العربي من المحيط إلى الخليج. هذا طبعا بالإضافة إلى نشر وتعميم وتقاسم "بوستات" تعمل على توعية الشباب والكبار بخطورة بعض المنشورات، وبالسلبيات التي تملأ مجتمعاتنا ...وتعرية المتنفذين والمستغلين للبسطاء من ذوي المعارف المتوسطة ... p هل تأثر أسلوبك انطلاقا من التفاعل الدائم مع عالم الافتراض؟ n لاشك أن التفاعل المستمر مع أنماط تواصلية متباينة في تكوينها ومرجعياتها الفكرية والسياسية، والتداول مع عقول مختلفة البنى والتكوين وقراءة أفكارهم والتماهي الدائم مع شكلها ومضمونها يؤثر فينا شعرنا بذلك أم لم نشعر ..أكيد، لقد تغير أسلوبي كثيرا، هناك قناعات تغيرت منذ أن دخلت الفايسبوك، فمنهم من لفت أنظارنا إلى مغالطات كنا نعدها من المسلمات، فبحثنا وفهمنا ..هذا بالإضافة أن القراءة الدائمة والاطلاع المتواصل يؤثر بشكل جلي في أسلوب الشخص مع مرور العمر.. " p من الناحية النفعية إلى أي مدى يستفيد التاريخ والجغرافيا العربيين من هذا الزخم المعلوماتي ؟ وكيف تقرئين حياة الكاتب العربي من خلال تدويناته أو تغريداته على المواقع الاجتماعية؟ n حقيقة رغم الزخم المعلوماتي في النت، إلا أني أجد العرب وخاصة بلادنا اليمن، لم يستثمروه بشكل جيد في تطوير قدراتهم وأفكارهم، بل ما نزال محتفظين بتراكمات وقناعات الماضي، وكآنها "تابوهات" لا يمكن تجاوزها ...هذا فضلا عن أننا أمة تتكلم دون أن تعمل، ويحبون المقتطفات كوجبات سريعة، دون التعمق في القراءة...ما زلنا بحاجة للوعي بكيفية استغلال هذا الكم الهائل من المعلومات. p هل يصير للأدب معنى حين ينشر على الانترنيت ؟ ما الرسالة التي تودين تقديمها للأجيال القادمة من خلال تدويناتك الشبه يومية الأدبية والفكرية القيمة على الفايسبوك؟ n جميل أن ينشر الأدب وخاصة في عصر النت، حتى لا يكون حبيس الكتب التي لا يكلف العربي نفسه تصفحها ....ولكن، هذا لا يعني الاكتفاء بالنشرفقط، فالنشر قد يكون آنيا ويذهب مع وقت الإصدار، لكن، يظل فعل التوثيق جميلا مع الاحتفاظ بنسخ ورقية بالإضافة للنشر، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من المجلات التي لها مواقع الكترونية رديفة ...وبشكل عام، الأدب القيم والكتابة الرائعة هي من تمتلك الجمال في حد ذاتها، سواء نشرت في النت أم لم تنشر. أتمنى من الشباب اليمني خاصة والعربي على نحو عام استثمار مواقع التواصل الاجتماعية في التنمية الفكرية، ومحاربة الأفكار السلبية التي حبس العربي نفسه فيها، ومن أهمها رفض الاختلاط، وعدم تقبل الآخر بمعتقده وشكله وفكره. كما أنصحهم بأن يعملوا أكثر مما يقولوا، ويكتبوا ويجعلوا من هذه الوسيلة وسيلة فائدة لا لإسراف الوقت دون جدوى."