الكاتبة المصرية سماح ابو بكر عزت كاتبة الأطفال بامتياز ..ساهمت في إقامة ورشات عبر مختلف الدول العربية والأجنبية ..وقدمت عدة أعمال فنية منها الفيلم المقتبس عن أشعار احمد شوقي كما قدمت فوازير مدينتي للأطفال ومسلسلات.سماح أبو بكر عزت أو ماما سماح كما يلقبها الأطفال ابنة الفنان العملاق الراحل ابو بكر عزت ..هذا الفنان الذي غرس في ابنته حب الأدب والفن. التقيناها، فكان لنا معها هذا الحوار : o لم أدب الطفل بالذات ؟ o لم أختر الكتابة للطفل ، لم تكن قراراً اتخذته بل حلماً عشته في البداية، استهوتني الحكاية ... أو الحدوتة ..لا يزال صدى صوت جدتي وحكاياتها التي سكنتني منذ أعوامي الاولى .. معها كانت أول حدوتة ، بحضنها الرحب كنت أغفو كل يوم على صوتها الحنون ، تحكي لي حدوتة أكمل أحداثها في الحلم .. و عاماً بعد عام ، ترسخت قيمة الحدوتة بوجداني فكنت أجمع أطفال العائلة و أحكي لهم حدوتة بكل مرة أغير أحداثها ، نهايتها ، ولم اكن أدري أنها البداية .. بدايتي مع عالم الكتابة للطفل الذي أعشق . o يدعي الكثيرون الكتابة للطفل وهم يجهلون عالمه ماهي يا ترى العوالم المكونة للطفل؟ n الصدق و الخيال الرحب مفتاحا الكتابة للطفل .. وبالنسبة لي وقود حكاياتي .. الطبيعة ، الطيور .. باختصار كل الكائنات حتى الجماد ... قناعتي أن لكل كائن حتى الجماد لغة لكننا لا ندرك مفرداتها . ومع مرور السنون .. أدركت إنني أكتب أولا للطفلة التي لم تغادرني .. فنحن نشعر بوقع الزمن حين تغادرنا طفولتنا o ماهي المواضيع التي ترين أنها تشكل مخيال الطفل المصري أولا والعربي ؟ n الطفل كائن شفاف يتأثر بكل ما حوله من مفردات ومتغيرات، وحالياً تشغلني مسألة انغماس الاطفال في عالم من صنع التكنولوجيا وانفصاله عن محيطه الاسري .. لذا كتبت مجموعة قصص تتناول تلك المشكلة التي باتت تؤرق كل الأسر بمختلف الجغرافيا .. أولها قصة «المنزل الأزرق الصادرة عن دار البنان ، و قصة حبيبة وسر الحقيبة الصادرة عن دار البستاني و قصص أخرى قيد النشر بمختلف الدور .. o هل الكتابة للطفل تراعي الفضاء بمعنى هل الطفل في الريف مثله مثل طفل المدينة ؟ n هناك قضايا عامة أو مُثل و مبادئ لا نفرق في تعاطيها بين طفل الريف وطفل المدينة كتلك التي تغرس في نفوس الطفل حب الخير وترسيخ القيم الإيجابية ، و بالتأكيد الخطاب الموجه لطفل الريف يختلف عن طفل المدينة وكوني ألتقي أطفالاً بمختلف الجغرافيا و البيئات من خلال ورشات الحكي التي أنشطها بمصر ومختلف الدول العربية والأوروبية. التقيت أطفالاً ولمست تضاريس المدن من خلالهم.. بالطبع لكل بيئة مفرداتها التي أحرص أن اخاطب الطفل من خلالها . o الكتابة للطفل في الشرق هي نفسها للطفل في المغرب العربي أم أن الجغرافيا تلعب دورا هاما في مخيال الطفل؟ . n الأطفال بكل مكان تجمعهم كثير من المشتركات ، الدهشة و البراءة و الفضول الطفولي اللطيف ..للجغرافيا دور أكيد، لكنه ليس بالدور الكبير و لذا نجد كثيرا من القصص الأجنبية تتم ترجمتها للعربية و العكس. o أدب الطفل هل نستطيع بواسطته ان نخلق أدب الرجل يعني قارئا في المستقبل ؟ n بالتأكيد و لي تجربة أعتز بها جداً ، كوني أحرر أول صفحة متخصصة للطفل هي صفحة (بدأت الحدوتة مع ماما سماح) بجريدة الوطن المصرية ، أنشر مشاركات الاطفال من قصص ورسوم وقصائد من إبداعهم ، لمست عدداً بعد عدد تطور أسلوب الأطفال المشاركين معي بالصفحة في الكتابة حد أنني رشحت بعضهم للاشتراك في مسابقات تقيمها هيئات للطفل وفاز البعض الحمد لله . لدي كتيبة من الأطفال أعدها للمستقبل كتاب وشعراء ورسامون .. سيرسمون بالكلمة واللون لوحة للمستقبل المشرق بإذن لله . o هلا سلطت لنا الضوء على علاقتك بوالدك الفنان الكبير ابو بكر عزت وانت طفلة؟ n أبي حكاية حنان لا تنتهي ، نبع حب لا ينضب. علمني أن شفرة الفن أن تظل طفلاً محتفظاً بنضارة روحك ، بدهشتك على الدوام .. علمني أبي أن أحب ما اعمل حتى أتقنه . مفتاح شخصيته هو الحب و الإتقان .. حملت الكثير من ملامحه الروحية و الشكلية .. o كيف وجدت أدب الطفل ؟ n الكتابة للطفل مأزق .. هي العمق من دون تعقيد ، البساطة من دون سطحية أو مباشرة .. وكاتب الأطفال الناجح برأيي ، هو طفل يكتب للكبار .. لم تغادره طفولته مع الأيام ، يكتب بروح طفل تدهشه كل المفردات ، فالدهشة هي بداية المعرفة ، يسكنه قلب طفل، وعقل حكيم ، وروح شاب مغامر طموح . o مشاريعك المستقبلية n حاليا أعكف على كتابة سلسة بعنوان (سلسة الأسرار ) وهي قصص تتخللها أسئلة علمية من نوع مشوق عن كل ما يحيط بنا من ظواهر في الطبيعة ألفنا رؤيتها، وربما لم نسأل عن سرها .. o الا تفكرين في الكتابة للكبار؟ n اخترت الطريق الاصعب و الأحب لقلبي .. الكتابة للطفل... مازلت طفلة اكتب لنفسي . o الا تحولين قصصك لأفلام كارتون n بدأت علاقتي بعالم الطفل من خلال الأعمال الدرامية و الكارتون .. كتبت العديد من المسلسلات للطفل من إنتاج شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ونلت عنها عدة جوائز بمهرجان الإعلام العربي ، أيضا لدي مسلسلات خيال ظل وعرائس وفيلم عن أشعار أمير الشعراء احمد شوقي مع المخرجة زينب زمزم نفذ بتقنية الصلصال .. o كلمة حرة n احبائي أطفال المغرب الساحر .. سكنتم القلب .. معكم كانت أول ورشة حكي .. بمعرض الدارالبيضاء الدولي للكتاب في دورته العشرين بفضاء الطفل كانت أول ورشة حكي نشطتها .. تفاعلكم أذهلني وشجعني أن أستمر وتوالت الورشات .. أهديتكم مجموعتي القصصية (جواد الحلم ) وطبعت بالمغرب ورسمها الفنان المغربي المبدع أحمد البهلولي .. ثم توالت زياراتي لكم بأكثر من مدينة مغربية صافحتكم .. مراكش بمؤسسة (إلو)، مدرسة القدس بورزازت ، مدرسة المدينة غاندي بالدارالبيضاء .. كما التقيتكم من خلال المعرض الأول لكتاب الطفل بالدارالبيضاء نونبر 2014 .. وما زلت أحلم بلقائكم .. لكم مني كل الحب .