أسدل الستار نهاية الأسبوع الماضي على فعاليات مهرجان مشرع بلقصيري الوطني الثاني عشر للقصة القصيرة، الذي تنظمه جمعية النجم الأحمر، والذي عقد أيام 13-14-15 من هذا الشهر. وقد حملت دورة الملتقى اسم القاصة والروائية المغربية «ليلى أبو زيد»، صاحبة «بضع سنبلات خضر»، «الغريب»، «عام الفيل»، «رجوع إلى الطفولة»... وقد عرف يوم الافتتاح عرض شريط وثائقي عن مسار حياة المحتفى بها، تحدثت فيه ليلى أبو زيد عن علاقتها بالكتابة والإبداع، بالإضافة إلى ذلك، عرفت أمسية الافتتاح الإعلان عن أسماء التلاميذ الفائزين بجائزة الراحل، حميد شكراني، عضو جمعية النجم الأحمر، الجائزة التي أشرف عليها الراصد الوطني للقراءة والنشر، كما تم الإعلان عن جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة، والتي تشكلت لجنتها هذه السنة من كل من الحبيب الدايم ربي، ابراهيم الحجري وعز الدين الماعزي. وقد أشادت اللجنة بمستوى الأعمال التي تم ترشيحها خلال هذه السنة، أما عن المعايير التي اعتمدت عليها اللجنة لتصنيف النصوص التي تلقتها، فيقول الحبيب الدايم ربي منسق اللجنة « وصل عدد النصوص مائة وثمان وثلاثين(138) قصة متفاوتة الأطوال والقيم الفنية والجمالية.. قرأناها نحن الثلاثة، كل واحد على حدة، على كثرتها، قراءة أولية على سبيل الاستكشاف دونما إقصاء لكذا شرط وجيه أو غير وجيه. قبل أن نتفق على معايير مبدئية سيتم على ضوئها تصنيف النصوص تصنيفا فارزا. ومن بين هذه المعايير: الحكائية، أي أن تشتمل القصة على قصة أو لا تشتمل، التحبيك، أي يتم تحبيك الحكاية بشكل مقنع فنيا، التخييل ، أي أن تقوم القصة على التخييل الأدبي الذي يتعالى على الانطباع البسيط والسطحي عن الواقع، الجدة والتميز، بحيث يكون الصوغ الفني والرؤية الناظمة جديدة ومائزة، اللغة، أي أن تكون لغتها سليمة مبنى ومعنى وتشخيصا، وأن يكون توظيف الدوارج فيها مبررا فنيا. والواقع أن هذه المعايير، وعلى مرونة التعامل معها، ألزمتنا بإقصاء نصوص كثيرة لم يتوافر لها شرط أو شروط من شروطنا، لكنها(أي المعايير)، في المقابل، رشحت نصوصا أخرى بعضها أكبر من هذه المعايير والنصوص المستجيبة لهذه الشروط كانت أكثر من ثلاثة بكثير. فكان علينا أن نعيد القراءة من جديد، ونجند أذواقنا وحدوسنا لاختيار صعب، وكلما ضاقت الدائرة تعقّدت مهمتنا فرادى وجماعة، إلى أن توافقنا، في النهاية، على ثلاثة نصوص اعتبرناها فائزة، وفي أنفسنا غصة نصوص سواها لم نتمكن من اختيارها وفقا لقانون المسابقة..» وقد حصل على المرتبة الأولى في هذه المسابقة الكاتب المصري حسين منصور عن قصته «قصة أمنية لم يحققها البحر»، المرتبة الثانية حصلت عليها القاصة هبة الله محمد حسن السيد من مصر عن قصتها «عروسي الغامضة»، في حين ذهبت المرتبة الثالثة لمحسن الوكيلي من المغرب عن قصته «موت من زوايا متعددة». وقد صرح بنعيسى الشايب، رئيس جمعية النجم الأحمر لمشرع بلقصيري، في كلمة له في حفل الافتتاح: «...نعمل من خلال ترسيخ وترسيم هذه التظاهرة الثقافية على أن تصبح تقليدا سنويا يطرح أسئلة ومواضيع القصة القصيرة ويحتفي بمبدعيها. وما أحوج بلادنا إلى مثل هذه المهرجانات و الملتقيات في ظل الهجوم الكاسح للسطحية والتفاهة والابتذال ومحاوﻻت تبخيس قيمة الإبداع والفكر و الثقافة ...عموما إننا في جمعية النجم اﻷحمر نؤكد على أهمية الإبداع في حياة اﻷمم والشعوب لما له من أثر فعال في تحسين اﻷذواق وتعميق اﻷفكار وطرح اﻷسئلة ونشر الجمال والقيم وإغناء الحضارات..» مضيفا بأن جمعية النجم الأحمر لمشرع بلقصيري: «عازمة على المضي قدما في تطوير مهرجانها القصصي حتى نكون عند حسن ظن أصدقائنا من مسؤولين ومثقفين وغيورين، وحتى تظل مشرع بلقصيري كعبة للقصة القصيرة كما سماها ذات مهرجان صديقنا الكبير السي أحمد بوزفور...» وقد اختتم حفل الافتتاح بقراءات قصصية بصيغة نون النسوة، قراءات شاركت فيها كل من الكاتبة رجاء الطالبي، ليلى مهيدرة، ليلى بارع والقاصة ثريا البدوي. من جهة أخرى، عرف اليوم الثاني تنظيم ندوتين نقديتين، خصصت الأولى لقراءات نقدية في المنجز القصصي للمبدعة ليلى أبو زيد، بمشاركة كل من النقاد: محمد معتصم، حسن اليملاحي، ابراهيم الحجري، أحمد زنيبر وأحمد الجرطي، وهي الندوة التي عمل على تسييرها المبدع محمد الشايب، في حين خصصت الندوة المسائية الثانية لموضوع «القصة والحجم»، شارك فيها كل من النقاد، أحمد بوزفور، حميد لحميداني، الحبيب الدايم ربي، عمر العسري، محمد يوب، رشيد شباري، خالد أقلعي، ومحمد صولة...وعمل على تسييرها الكاتب والشاعر سعيد منتسب. كما عرف اليوم الثاني جلستين للقراءة القصصية، سيرهما كل من الكاتبة فاطمة الزهراء لمرابط و الكاتب أحمد شكر، شارك فيها عدد من القاصين والقاصات من مختلف المدن المغربية ، نذكر من بينهم أحمد بوزفور، أنيس الرافعي، المصطفى كليتي، علي أزحاف، محمد العتروس، فضيلة الوزاني، مصطفى أجماع، عبد السلام الجباري، محمد الحاضي، ، عبد الاله المويسي، ، عز الدين الماعزي، زكية حداد، عبد الهادي الفحيلي، حميد ركاطة، صخر المهيف، محمد الغويبي، نادية الأزمي، أحمد الحجام، محمد البغوري، بوشعيب عطران، محمد محقق، حسن برطال، سميرة المنصوري العزوزي، حميد الراتي، محمد العياطي، السعيد بن سعيد، رشيد امديون.... الملتقى لم يغفل الجانب التكويني والتربوي في فقراته، حيث استفاد تلاميذ بعض المؤسسات التعليمية الثانوية التأهيلية والاعدادية بمشرع بلقصيري من تأطير بعض المبدعين الذين حضروا اللقاء، ويتعلق الأمر بكل من رشيد الشباري، فاطمة الزهراء المرابط، وابراهيم أبويه، وهي الأنشطة التي يراد لها تمكنين الناشئة من أولويات كتابة القصة القصيرة والاطلاع على مدارسها وكتابها...