سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفنانة الشْريفة أيقونة الأغنية الأمازيغية رغم تحفظ العائلة ولجت عالم الغناء وعمري لا يتجاوز 13 سنة محمد رويشة أعجِب بصوتي، فانضممت إلى فرقته قبل أن نفترق سنة 1996
الفنانة الشْريفة أيقونة الأغنية الأمازيغية التي تغنت بالعديد من المواضيع، مازالت تصدح بصوتها، الذي أطرب الجميع. حينما ولجت ميدان الغناء، وهي لا تتجاوز سن 13، لوحظ أن لها صوتا جهوريا يتسلل إلى أعماق النفس في هدوء وانسيابية، ماجعل الفنان الراحل محمد رويشة ينتبه ويسارع إلى استقطاب هذه اللفتة الصوتية، وإنتاج العديد من الأغاني الرائعة قبل أن يفترقا. تصر الفنانة على مواصلة المشوار، لكن هذه المرة من خلال تأسيس فرقتها الغنائية. صوتها الأخاذ، جعل العروض تنهال عليها للتعاقد معها سواء من فرنسا أواسبانيا.. لكن أبت إلا أن تتابع مسارها الفني داخل الوطن. عن البداية، ومسارها الفني مع الراحل محمد رويشة وواقع الأغنية المغربية وغيرها، كان الحوار التالي: p الفنانة الشْريفة أعطت الكثير للفن المغربي، هل لنا أن نعرف كيف كانت البداية؟ n دخلت عالم الفن وسني لا يتجاوز 13 سنة، كانت البداية صعبة جدا، لكن كل هذه الصعاب هانت بحكم أنني كنت أعشق هذا الميدان، وهذا العشق هو الذي دفعني لكي ألج ميدان الغناء. p أنت من عائلة محافظة، ألم تكن هناك اعتراضات وعراقيل تحول دون ولوجك إلى هذا الميدان؟ n كان الاعتراض من طرف العائلة وكانت عراقيل صارخة، فوالدي رفض كليا.لكن بقيت مصرة على فرض ذاتي وتأكيد وجودي، مما جعل الوالد يرضخ للأمر الواقع، .وهكذا قام رحمه الله بتقديم النصح لي وحثي على أن أحتاط كثيرا حتى لا أهيم . وأتذكر أنه وضع أمامي تجربة الفنانة حادة أوعكي، مخاطبا إياي، ماذا استفادت هذه الفنانة؟ p بمعنى أن نصائح وارشادات الوالد كانت مرتبطة بما هو مادي أو بما هو أخلاقي بطبيعة الحال من وجهة نظره؟ n بالدرجة الأولى من منظور أخلاقي، كما أن البداية صعبة تماما مثلها مثل النهاية للفنان. p بين البداية والنهاية لنتكلم عن مسار الفنانة الشريفة، حديثا عن أول فرقة غنائية احتضنتك؟ n اسم «الشريفة» عرفه الجمهور، حينما كنت مع الفنان المرحوم محمد رويشة، إذ كان أول شريط تم التسجيل معه شريط بعنوان «الوردة وعلاش خالفتي وعدي». بمجرد أن خرج هذا العمل إلى حيز الوجود، حتى بدأ الكل يردد اسمي، مما أهلني لكي أكون محط انتباه الجميع، الشيء الذي جعلني مطلوبة للغناء من طرف الكل، أي «نخدم ونتخدم». ورغم أن هناك العديد من الأصوات النسائية التي كانت وقتها، إلا أن صوتي كان مميزا ومعروفا . بدا اسمي ينتشر في الأطلس، ومن بعدُ انتشربالمغرب انتشار النار في الهشيم. p هل صوتك هو من دفع الفنان المرحوم محمد رويشة، لكي يدعوك إلى الانضمام إلى مجموعته؟ n بطبيعة الحال، فهو يعشق صوتي، ويؤمن بقدراتي الفنية. كان زميل الدراسة لإخوتي، وكان يتردد على أحد المنازل المجاورة بمنزلنا.كان الاحترام والتقدير بيننا. «خدمني رويشة وخدمتو». p ما طبيعة العلاقة مع رويشة مقارنة مع الشيوخ الأخرين الذين تعاملت معهم، خاصة في الجانب الإنساني؟ n المرحوم الفنان محمد رويشة كان «مزيان» كان «شاد وقرو» .يختلف عن الكثيرين من هذا الجيل. p ماذا استفادت الفنانة الشريفة ماديا من التعامل مع محمد رويشة رحمه الله وما هي الإضافة التي أضافها إليك وأنت كذلك؟ n حينما التحقت به، كان هناك حضور للقنوات والانترنيت. الاستفادة كانت متبادلة، كما كان العمل آنذاك هو الصبر وكيفية التعامل في هذا الميدان الذي يبقى صعبا. p ما هي طبيعة وسبب هذه الصعوبة، هل لأنكما بعيدان عن الدارالبيضاء والرباط. وماذا لو كنتما مقيمين في العاصمتين (البيضاء والرباط) هل كان الأمر سيكون مختلفا؟ n نعم هناك البعد عن هاتين المدينتين، كما أن الفنان في ذلك الزمن عليه أن يكد ويجدّ ويراكم تجربة فنية كبيرة، حتى يمكن له أن يتعرف عليه الجمهور. وبعد ذلك سيجد نفسه في سن الستين، مما أثر على هؤلاء الفنانين، أما اليوم فكل شيء تغير،إذ يمكن للفنان أن ينتج ألبوما واحدا، لكي يكون مشهورا، بل إنتاج أغنية واحدة فقط، بحكم القفزة الحاصلة في المجال الإعلامي والانترنيت. p هل استمرت الفنانة الشريفة مع الفنان محمد رويشة إلى آخر مشواره الفني والحياتي؟ n لقد افترقنا سنة 1996، وأسست مجموعته الغنائية. p لماذا كان هذا الانفصال؟ n لقد عمرنا طويلا، إلى أن حان موعد الافتراق. p هل المشكل مرتبط برؤية كل فنان في هذا المجال، أم أنه كما يقول المثل المغربي لا يمكن لثعبانين أن يكونا في جحر واحد؟ n لقد كان الأمر مثل ذلك. لقد وجدت نفسي أمام جمهور يتكاثر يوما عن يوم، في حين أني محسوبة على «الكورال» في فرقة المرحوم، وعلى غرار باقي الأخريات، وليس هناك تمييز، لكن في الأيام الأخيرة قبل الانفصال، كان هناك نوع من التمييز لصالحي. p سنة 1996 أسست مجموعته الغنائية، ماهي الإضافة التي أضافتها الفنانة الشريفة إلى الأغنية الامازيغية؟ n المجموعة التي أسستها، كانت تضم رجلا وامرأة، اسمها مجموعة«الشريفة» وطبعا كانت هناك إضافة. p على المستوى المادي، هل كان تحسن مع مجموعتك؟ n الحمد لله، الأمر أحسن بكثير. p هل ركزت فرقتك على ترديد الأغاني التراثية.. هل هناك إنتاجات جديدة خاصة بفرقتك؟ n نؤدي الأغاني التراثية وغيرها، وكذلك ننتج أغاني جديدة، p كيف تقيمين الأغنية الحالية، سواء الامازيغية، او مايسمى بالاغنية العصرية التي عرفت انتشارا على المستوى العربي، هل سيستمر هذا الانتشار، أم أن الأمر مجرد موجة عابرة لن تعمر طويلا؟ n لن تستمر إلا الأعمال الحقيقية المبنية على أسس متينة. أما الموجة، فتبقى موجة كما عمل الاسم، هناك إنتاجات غزيرة، فيها الاعمال الصائبة والكثير منها لا يجوز وضعه في خانة الفن، فالاذن «تبرزطات». لكن الواقع لا يرتفع، والأغاني الكلاسيكية مازالت لها مكانته، وفي حاجة إليها، هناك إضافات، لكن مع ذلك يجب تجاوز العديد من السلبيات. p ماهي أولوية الفنانة الشريفة، هل الأغنية المغناة باللغة الامازيغية ام بالعربية؟ وما هو الصنف الذي تجدين فيه ذاتك، والتي لها حمولة اكثر من غيرها؟ n هناك مقام واحد مشترك سواء في العربية والاغاني بالامازيغية، الأمر مرتبط بطبيعة الكلمات وأي منهما أثارت إعجابي، أفضلها عن الأخرى، لكن تبقى الامازيغية هي المفضلة لدي؟ p سبق أن تم تكريمك بمدينة سطات عاصمة الشاوية وأنت القادمة من الأطلس من طرف جمعية المغرب العميق لحماية التراث في إطار المهرجان الوطني للوتار، كيف تلقيت هذه الدعوة؟ n كانت دعوة كريمة من اخوة إكرام، ويعجز اللسان عن التعبير، إذ كان التكريم في مستوى الطموح، ولقد سررت كثيرا بهذه المبادرة التي تمت فيها الالتفاتة إلي. p هل ترين هذا التكريم اعترافا من هذه الجمعية، في الوقت الذي لم يتم تكريمك من طرف الدولة ومؤسساتها لعطاءاتك الفنية؟ n هذا التكريم في سطات له طعم خاص، رغم أنه هو التكريم العاشر، ويأتي لتكريم الصدق والعطاء، p الصوت الذي تتميز به الفنانة الشريفة الم يدفع مؤسسات الانتاج سواء في المغرب أو العالم للمطالبة بالتعاقد معك؟ n كانت هناك عروض كثيرة، خاصة من فرنسا واسبانيا وغيرهما، وقدرفضت ذلك، بعد إحدى التجارب في هذا الميدان مع شركة إنتاج مغربية. p كلمة أخيرة n أشكر الجمهور وكل الجمعيات التي فكرت في تكريمي، ومنها جمعية المغرب العميق لحماية التراث بسطات.