لم يكن مانشستر سيتي قد قطع سوى خطوات بسيطة من التقدم حتى شق طريقه بنجاح في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، لكن ستكون أمامه فرصة لقطع خطوات عملاقة إلى الأمام، عندما يستضيف ريال مدريد يومه الثلاثاء في ظهوره الأول في نصف نهائي بطولة قارية منذ 45 عاما. ونجح سيتي - المدعوم من أبوظبي - في إنهاء إخفاقه في اجتياز دور الستة عشر، بعدما توقف عند هذا الحد في آخر موسمين، بينما فشل قبلها في اجتياز دور المجموعات بدوري الأبطال. وعند اللعب في دور الثمانية أمام فريق قوي من الناحية المادية مثل باريس سان جيرمان قدم سيتي عرضا قويا، وبلغ الدور قبل النهائي لبطولة أوروبية لأول مرة منذ خسارته أمام تشيلسي في كأس أوروبا للأندية أبطال الكأس في 1971. وحافظ سيتي أيضا على إمكانية خوض مباراة نهائية محتملة في ميلانو هذا العام أمام بايرن ميونيخ، الذي سينتقل مدربه بيب غوارديولا لقيادة سيتي خلفا لمانويل بليغريني، مدرب ريال مدريد السابق. وسيتعين على سيتي أولا التفكير في طريقة للحد من خطورة كريستيانو رونالدو وغاريث بيل وكريم بنزيمة في مباراة الذهاب في ملعب الاتحاد، حتى يملك فرصة في التأهل عند اللعب في مدريد. وسجل رونالدو 47 هدفا هذا الموسم منها 16 هدفا في عشر مباريات فقط بدوري الأبطال، لكن بليغريني قال إنه يعرف كيف يوقف هذا اللاعب. وقال بليغريني: «أعرف كل شيء عنه منذ لعبت أمامه عندما كنت أتولى تدريب فياريال، بينما كان يلعب في صفوف مانشستر يونايتد.» وأضاف «واجهته أربع مرات في دوري الأبطال، وانتهت كل المباريات بالتعادل دون أهداف، ولذلك من المؤكد أننا نفعل شيئا صحيحا في الدفاع.» ورغم تطور أداء سيتي في الفترة الأخيرة، لكن دون النجاح في منع ليستر سيتي من الاقتراب من إحراز لقب الدوري الإنجليزي لأول مرة فإن الريال يمر بحالة من التألق، وينافس برشلونة على لقب الدوري الإسباني. ومنذ بداية الشهر الماضي حقق فريق المدرب زين الدين زيدان تسعة انتصارات متتالية في الدوري الإسباني، ورغم الخسارة بهدفين دون مقابل أمام فولفسبورغ في ذهاب دور الثمانية بدوري الأبطال رد بطل أوروبا عشر مرات بالانتصار 3 – 0 في مدريد. وربما تمنح خسارة ريال أمام فولفسبورغ قدرا من التفاؤل لسيتي خاصة مع ارتفاع مستوى المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو ولاعب الوسط البلجيكي، العائد من الإصابة كيفن دي بروين. ولم يسبق لأغويرو - الذي بلغ مؤخرا حاجز المائة هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز - الفوز على ريال عندما كان يلعب في صفوف أتليتيكو، لكنه سيحاول تحقيق ذلك لأول مرة. وأرسل بيل لاعب توتنهام هوتسبير السابق تحذيرا لسيتي برغبة ريال مدريد - الذي يشارك في قبل نهائي بطولة أوروبية للمرة 27 - في الخروج بنتيجة إيجابية ذهابا لتصبح مهمته أكثر سهولة قبل لقاء الإياب في ملعب سانتياغو برنابيو الأسبوع المقبل. وقال غاريث بيل، الذي سجل هدفين وساعد ريال على تعويض تأخره إلى فوز 3 – 2 على رايو فايكانو يوم السبت الماضي «أعتقد أن أهم شيء هو التسجيل خارج أرضنا.» وأضاف: «نحن أقوياء جدا في سانتياغو برنابيو بكل تأكيد، وستسنح لنا العديد من الفرص. لو لم نخسر هناك ستكون لدينا ثقة كبيرة جدا في برنابيو.» وسيديرهذا اللقاء الحكم التركي جونيت تشاكر، وفقا لما أعلنه اليوم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا). وسبق لتشاكر، الذي يكمل في نونبر المقبل 40 عامًا، أن أدار هذا الموسم مباراة لريال مدريد في دور المجموعات أمام مالمو السويدي، والتي انتهت بفوز الملكي بهدفين نظيفين. وكان تشاكر قد أدار مباراة لريال مدريد في دور المجموعات بنسخة البطولة موسم 2012 – 2013 أمام بروسيا دورتموند والتي انتهت بالتعادل (2 – 2). كما أدار مباراة لمانشستر سيتي في دوري أوروبا نسخة 2011 - 2012 في دور 32 أمام بورتو، انتهت لصالح «السيتيزنز» بهدفين لواحد.