من المبرمج أن يقدم الفنان أحمد جواد عرضاً مسرحياًِ بمقهى فلسطين بسطات يوم 26 مارس الجاري تحت إشراف مسرح محمد الخامس وبتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة، وتنسيق مع فرع جمعية الشعلة، وهو العرض الذي يحمل عنوان" درس في الحب"« ويتخذ شكل قصص وحكايا وأشعار وأزجال ونوادر وطرائف من الموروث العربي والزجل المغربي عن الحب. الصديق والشاعر ياسين عدنان اعتبر عرض »"درس في الحب"« عرضا مسرحياً طريفاً وهو: »عمل من نوع خاص يصلح للعرض في المقاهي والصالونات والنوادي الصغيرة وحتى في جلسات السمر. لا يحتاج جواد في عرضه الفردي إلى خشبة ولا ديكور، يحتاج فقط سبورة وقطعة طباشير ليقف أمام الجمهور ببذلة نظيفة وربطة عنق وجذاذة في اليد، قلت له: لقد صرت معلماً يقدم درساً لا ممثلاً فوق الخشبة. فأجابني: هو كذلك، فعنوان العمل (درس في الحب) والحصة لا تأخذ أكثر من ساعة واحدة لكنها ساعة أخذت من جواد الكثير، فقد جمع طرائفها ولطائفها، أشعارها ومحكياتها من مراجع عديدة: من طوق الحمامة لابن حزم وأغاني أبي الفرج الأصفهاني ورسائل إخوان الصفا حتى تزيين الأشواق لداوود الأنطاكي وأسد الغابة لابن الأثير والشعر والشعراء لابن قتينة دون أن ننسى القصائد والأزجال التي رصع بها درسه، ومن بينها قصائد من عيون شعر الحب العربي ومقاطع زجلية منتقاة بعناية من دواوين »"غزيل البنات"« لمراد القادري و»"كناش مخ الصيكان"« لمحمد الزروالي«. أحمد جواد بهذا العرض يطمح إلى تحقيق معادلة صعبة، وهي عرض بدون جمهور، أي أن فكرته هو أن يذهب الممثلون للجمهور، وليس العكس، لأن العرض ليس للجمهور العريض، ولأحمد جواد أمنية أخرى وهو أن يتمكن ب "»درس في الحب"« من دخول بيوت المغاربة وتقديم عمله داخل هذه البيوت مع جمهور محدود مثلما كان يفعل الفنان بوشعيب البيضاوي والحسين السلاوي في أجواقهما الفنية. وتجدر الإشارة إلى أن الفنان أحمد جواد هو مناضل مسرحي وثقافي بكل ما تحمله لفظة المناضل من معاني ومعاناة، وشخص واسع الصداقات، يعرفه الفنانون والمثقفون والأدباء والمفكرون بما أسداه من خدمات جُلَّى للثقافة والفنون بالمغرب من خلال تجربته الناجحة في إدارة وتنشيط »نادي الأسرة« الذي كان تابعاً لمسرح محمد الخامس بالرباط، حيث عُقدت عدة لقاءات لمناقشة الاصدارات الجديدة، وفكراً وشعراً، وقصصاً وروايات وأزجالاً وحفلات للتوقيع، ومسامرات أدبية وأمسيات شعرية وموسيقية ولقاءات ثقافية مفتوحة...إلخ. وهو مناضل مسرحي، لأن الجميع يتذكر الحركة الاحتجاجية التي كان قد خاضها وحيداً، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، ضد قرار المجلس البلدي بالجديدة، بهدم المسرح البلدي، حيث نظم اعتصاماً مصحوباً بإضراب عن الطعام، ليتم اعتقاله من أمام بناية المسرح في اليوم العالمي للمسرح. وهو فنان مسرحي لأنه انسكن بهم أبي الفنون منذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي، مع مسرح الهواة وهو في أوج عطائه، إذ شارك في العديد من الأعمال المسرحية بالجديدة مع جمعية »"عروس الشواطئ"« كإحدى أقدم الجمعيات المسرحية بالجديدة والتي كانت تنشط سهرات صيفية في ليالي أصياف هذه المدينة، من مثل مسرحية »"الله يرحم مي طامو"« لأحمد الطيب لعلج و"»العين والخلخال"« لعبد الكريم برشيد ومسرحية "»البوهالي"« للمرحوم عبد الله النظام والذي خبر الاعتقال والسجون بسبب نصوصه المسرحية أكثر من مرة. مثلما شارك في مسرحية »"حلاق درب الفقراء"« ليوسف فاضل وشخص دور ميلود فيها، وأنجز ديكورها الذي كان كله من القصب، ليس بسبب الاجتهاد أو - التجريب - كما يقول - ولكن بسبب قلة ذات اليد ومن باب التقشف. وفي أواسط الثمانينيات وخاصة مع عودة مصطفى بوعسرية من فرنسا، والذي كان مع عفيفي في فرقة المسرح البلدي، شارك في مسرحية "»الفكرون"« التي كان تأليفها جماعياً ومن إخراج مصطفى بوعسرية، حيث سيلعب فيها جواد دور الكسيح وتم تقديمها لأول مرة بدار الشباب حمان الفطواكي وحضرها ادريس الشرايبي الذي أعجب بها وبأداء الممثلين، مثلما شارك مع محمد سعيد عفيفي في مسرحية "»إكسير الحياة"« لمحمد عزيز لحبابي ودراماتولوجيا محمد القباج وإخراج محمد عفيفي، وبمشاركة كل من حسن الفذ والسعدية أزكون وموسيقى عبد الفتاح نكادي وتم عرضها بالمسرح البلدي بالجديدة، وغيرها من الأعمال الأخرى التي لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعها.