اختتمت مؤخرا فعاليات المنتدى الأول للقراءة والإبداع الذي نظمه «الراصد الوطني للنشر والقراءة» بمشرع بلقصيري، سيدي قاسم، سيدي سليمان، القنيطرة، بندوة دراسية بالمركب الثقافي – القنيطرة، في موضوع «صورة المرأة في القصة: (ماذا تحكي أيها البحر) و(انكسار السراب) نموذجا» مع توقيع المجموعتين القصيتين موضوع الندوة. وقد عرفت الندوة مشاركة الناقد/القاص حسن اليملاحي (تطوان) بورقة تحدث فيها عن سمات المرأة في المجموعة القصصية «ماذا تحكي أيها البحر» للقاصة فاطمة الزهراء المرابط من خلال تناولها لمواضيع الزواج، الطلاق، الحلم، الحنين، حيث سعت المجموعة إلى حشد مجموعة من المواقف والآراء التي تخص المرأة في سياق تفاعلها مع أسئلة الحياة والذات والمجتمع والوجود، مشيرا إلى صورة المرأة من خلال المتن الحكائي للمجموعة: 1- صورة المرأة بين الحلم والواقع ، 2- جمال المرأة بين الواقع والتخييل 3- صورة المرأة المتأملة 4- صورة الرجل لدى المرأة، وهي صور تمتح من الثقافة المغربية والانسانية ومن خلال بعض نماذج المجموعة وتسعى إلى تعرية الواقع وما يتخلله من أعطاب واختلالات وتعرية العقلية الذكورية للرجل والتأكيد على الواقع المرير الذي تعيشه المرأة في ظل مجتمع ذكوري. في حين قدم القاص/الناقد الأستاذ الميلودي الوريدي (القصر الكبير) ورقة حول المجموعة القصصية «انكسار السراب» للقاصة زكية الحداد، تطرق فيها إلى بعض النماذج القصصية التي تجسد حضور المرأة (نزوة، انكسار، هاوية، عاصفة، جحود...) وهي نصوص قصصية تشخص واقع المرأة المحرومة الحالمة بكسرة خبز، والمتصيدة التي لم تجد إلا بحورا ملوثة لصنارتها والمستكينة لمعين الآخر، والثائرة المشرعة لآلامها في وجه التسلط والتحكم الذكوري والمصدقة والمكافحة الزاهدة والأرملة المخلصة والواهبة لنفسها في سبيل الآخرين، اللعوب، العنيدة، الملغية، المثقفةّ، المكبوتة، المسترجلة، مختتما ورقته بأن قصص المجموعة تعبر عن صوت المرأة ومعاناتها الخاصة ومحاولة نسج عالم خاص بها. وبعد الاستماع إلى المداخلتين تناولت الكلمة القاصة فاطمة الزهراء المرابط للحديث عن تجربتها الإبداعية تلتها كلمة القاصة زكية الحداد في السياق نفسه، وقد عرفت الندوة حضورا نوعيا من مبدعين ونقاد وطلبة ومهتمين بالشأن الثقافي ساهموا في النقاش ما شكل إضافة نوعية لموضوع الندوة.