على هامش افتتاح موسمه المسرحي الجديد الذي انطلق بعرض مسرحية من الريبرتوار الخاص "حمان الدنادني" مساء الخميس الماضي بالمركب الثقافي سيدي بليوط، عقد "مسرح البدوي" ندوة صحافية عشية الاثنين الماضي بالمركب نفسه ليسلط الضوء على ما اعتبره اختلالات تشوب مسيرة المسرح المغربي في السنوات الأخيرة.. "اختلالات تعيق تطوره ونموه الطبيعي، وخاصة ما يتعلق بالمسرح المغربي المحترف.. وذلك منذ إطلاق مسلسل دعم و تأطير هذا القطاع الإبداعي الفني قانونيا" وأيضا لأجل " تنوير الرأي العام و المهتمين بالشأن الفني و المسرحي بالمغرب، وكذا عموم الفنانين المغاربة في القطاعات و الإعلاميين بخصوص القضايا المتعلقة بهذا الفن.." وأبرز هذه الاختلالات التي ركزت عليها هذه الندوة، التي رأسها كل من الفنان و القيدوم المسرحي عبد القادر البدوي ، وابنتاه الفنانة كريمة البدوي، خريجة أكاديمية الفنون الدرامية بجمهورية مصر العربية، و الفنانة حسناء البدوي، خريجة إحدى الجامعات الأمريكية في شعبة الفنون الدرامية أيضا، هو الغموض الذي يلف هذا المشهد من جوانب عديدة، على مستوى توزيع بطاقة الفنان، وعلى مستوى تحديد مصطلح الاحتراف، الذي يتطلب ? يقول - أن يكون حامله متفرغا كلية للمسرح والإبداع المسرحي ، ولا شيء غير.. وهذا ما اعتبرته أسرة البدوي وثلة من الفنانين المسرحيين الحاضرين بالندوة من قبيل عبد القادر مطاع و سلوى الجوهري و مصطفى هنيني .. يتنافي والواقع المعيش على أرض الواقع.. إذ أن الكثير ممن ينعتون بصفة "المحترف" هم موظفون بقطاعات حكومية ولهم رقم تأجير خصوصا بوزارة الثقافة .. يستفيد بعضهم من الدعم ، الذي اعتبره البدوي "صدقة" أو "ريعا لا يخدم المسرح المغربي في شيء... بهدف ترويج مسرحيات يبقى أغلبها حبرا على ورق.. وحتى إن تم تنفيذها وإنجازها يبقى عرضها على الجمهور المغربي محدودا في إطار مناسبتي ضيق كاليوم الوطني للمسرح ومثيله من المناسبات.. وهو ما يتنافي جملة وتفصيلا مع دفتر التحملات.. والأمر نفسه ينطبق على مسالة " التوطين" المسرحي و تأسيس الفرق الجهوية المسرحية وغيرهما.. واستدرك الأب عبد القادر، والابنتان حسناء وكريمة البدوي في مداخلاتهم، أن توضيح هذه الاختلالات ليست ضد أشخاص معينين، وإنما ضد المسار المنحرف الذي أخذه ضبط وتأطير الشأن المسرحي بالمغرب منذ المناظرة الأولى حول المسرح الاحترافي في ماي 1992 ، التي توجت بالرسالة الملكية التي وجهها جلاله الملك الراحل الحسن الثاني آنذاك للمتناظرين، التي اعتبرها البدوي خريطة طريق كانت ستعلي من شأن المسرح و العاملين فيه باعتبار أنه تم تصنيف الفنان إلى محترف وهاو .. لكن يقول منظمو الندوة " للأسف عند صياغة قانون الفنان تم إقصاء الفنانين المحترفين الذي لهم تاريخ نضالي في تنظيم المهنة وإشراك الهواة من الموظفين في الإدارات العمومية و الشبه العمومية و المتقاعدين في صياغة قانون يخص مهنة الفن.. هذا الخطأ التاريخي - يضيف آل البدوي - نجم عنه قانون الفنان 99.71 لسنة 2003 الذي فتح المجال للهواة من موظفين و متقاعدين للاستيلاء على الحقوق المهنية للفنانين المحترفين في مختلف القطاعات الفنية..ّ وأضاف آل البدوي أن التصدي لهذا الانحراف عن المسار الصحيح الذي كان سيميز ما بين الفنان المحترف، الذي يقتات على ما يجنيه من عمله في المسرح، وما بين الفنان الهاو - الموظف الذي يستفيد من " ريع واضح لا لبس فيه".. جر على فرقة البدوي الكثير من الويلات و المضايقات، مشيرين إلى فرقتهم المسرحية لم تستفد من دعم واحد منذ أن تم التنصيص عليه لأجل تحريك العجلة المسرحية بالمغرب ، التي اعتبرها عبد القادر البدوي أنه اخترقها " مسرح الفرجة" بمفهومه السلبي، بدل المسرح الجاد و الهادف كما تبناه مسرح البدوي وفرق مسرحية أخرى ، وذلك لغرض في نفس يعقوب.. وعلى ضوء هذه المعطيات، أضاف آل البدوي أنهم قاموا "بمساعي ومبادرات في إطار النقاش الراهن بمجلس النواب حول " مسودة مقترح تغيير وتتميم قانون الفنان رقم 99.، وكذا مراسلة رئيس الحكومة ووزير الثقافة ووزير الاتصال ورئيسة لجنة التعليم و الثقافة و الإعلام ورؤساء الفرق البرلمانية ورئيسي مجلسي النواب و المستشارين حول " تاطير وتنظيم الممارسة الفنية الاحترافية وصياغة القوانين المنظمة لقانون الفنان في الصيغة الحالية.. " وذلك من أجل - يضيف آل البدوي - تصحيح المنظومة التشريعية التي تنظم وتؤطر وتحدد تصنيف الفنان المحترف كما يلزم بها أن تكون كممارسة قانونية لا كما تمت صياغتها من طرف النقابة الوطنية لمحترفي المسرح، وهي وإطار غير شرعي لتمثيلية الفنانين المحترفين بالمغرب (كذا) .." هذا، وقد اختتمت فرقة البدوي هذه الندوة بالتذكير بالجولة المسرحية التي ستقوم بها بالعديد من المدن المغربية وذلك احتفاء بالذكرى 64 لتأسيس مسرح البدوي الذي انطلق من الخمبس الماضي بالمركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء عبر عرض مسرحية " حمان الدنادني" وهي دراماتورجيا عبد القدار البدوي وإخراج كريمة البدوي وبطولة مصطفى اهنيني، حسناء البدوي، أحمد أولاد، كريمة البدوي، إبراهيم العماري، الصديق مكوار، هدى الحمزاوي، فاطمة أبليج..