أعلن البريطاني سيباستيان كو، الرئيس الجديد للاتحاد الدولي لألعاب القوى، يوم الخميس تخليه عن دوره كسفير لشركة "نايكي" للتجهيزات الرياضية، كما أقر في جانب آخر بأن إجراءات منح مدينة يوجين الأميركية شرف استضافة مونديال 2021 "لم تكن صحيحة"، بحسب مسؤول سويدي. وقال كو بعد اجتماع مجلس الاتحاد الدولي في موناكو "لقد استقلت من دوري كسفير لنايكي، الذي شغلته لمدة 38 عاما"، مضيفا أن الوضع "ليس جيدا بالنسبة للاتحاد الدولي ولنايكي". ويتردد أن كو كان يتقاضى راتبا سنويا من هذا الشركة بقيمة مائة ألف جنيه إسترليني. وكانت العلاقة بين كو ونايكي قد طرحت عدة تساؤلات منذ انتخاب كو، البطل الأولمبي السابق في 1500 م، رئيسا للاتحاد الدولي غشت الماضي خلفا للامين دياك (82 عاما)، الملاحق قضائيا بتهم فساد ورشى كبرى، من بينها قبض أموال للتغاضي عن تنشط رياضيين روس في بطولات عالمية. وبشأن مونديال 2021 في يوجين، قال بيورن إريكسون ممثل ملف غوتبورغ السويدية، التي لم تتح لها فرصة النزول ضد يوجين: "إذا كنت أفهم كو جيدا، فقد قال لي إنه يعترف بأن الإجراءات + لم تكن صحيحة + نافيا ضلوعه في الموضوع، وأن آخرين كانوا كذلك". وإريكسون هو عضو سابق في الأنتربول والرئيس السابق للاتحاد السويدي لألعاب القوى ورئيس ملف غوتبورغ لاستضافة مونديال 2021. وكان اختيار يوجين في أبريل الماضي مفاجئا، من دون دراسة معمقة للملفات المرشحة، وذلك قبل التصويت النهائي الذي كان مقررا في شهر نونبر من سنة 2016. وأضاف إريكسون: "يجب أن يفتح تحقيق، وهو موافق على ذلك، لأننا إذا أردنا تنظيف الاتحاد الدولي لألعاب القوى يجب أن نصل إلى عمق الأمور. وأريد أن أعرف ما إذا كانت مشكلة أخلاقية فقط أم مشكلة أخلاقية الى جانب شيء آخر". ويواجه كو مزاعم تضارب بالمصالح بعد كشف هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن رسالة إلكترونية وجهها عندما كان نائبا للرئيس إلى الرئيس السابق السنغالي لامين دياك يحثه فيها على مساعدة مدينة يوجين لنيل استضافة مونديال 2021. وتستضيف لندن نسخة 2017 والدوحة نسخة 2019. وكشف التقرير أن كو كان ضمن لجنة التقييم في الاتحاد الدولي، التي زارت الدوحة القطرية ويوجين وبرشلونة الإسبانية، قبل حصول الأولى على شرف استضافة 2019. وبعد خيبة أمل يوجين، حولت "تراك تاون يو أس أي"، المسؤولة عن ملف الأخيرة والمرتبطة بشكل وثيق مع نايكي، انتباهها الى نسخة 2021 وبدأت برحلة اقناع الاتحاد الدولي. وحصلت يوجين على استضافة نسخة 2021 من دون أي مسار طبيعي لتقديم الملفات، عندما أعلن دياك فوزها بالتزكية، فقال إريكسون الذي كان مسؤولا عن ألقوى السويدية وملف غوتبورغ إنه حصل شخصيا على تأكيد من كو ودياك بالحصول على فرصة النزول في سباق الاستضافة: "لم نحصل على أي فرصة كي يتم الحكم علينا... هذا الأمر لا يزال يغضبني". وفي رسالة الكترونية بتاريخ 30 يناير 2015، وجهها كريغ ماسباك، مدير العلاقات التجارية في نايكي، إلى فين لانانا وروبرت فاسولو في "تراك تاون يو أس أي", كتب الأول تحت عنوان "2021": "تحدثت هذا الصباح مع سيب (كو). قاربنا عدة مواضيع لكني سألت تحديدا عن 2021". وأضاف ماسباك، الذي كان رئيسا تنفيذيا للاتحاد الأميركي لألعاب القوى أكثر من 10 سنوات قبل انضمامه إلى نايكي في 2008: "عبر عن دعمه الكامل لملف يوجين 2021، لكنه أوضح أنه قد توصل إلى دياك تحديدا حول هذ الموضوع، وحصل على تصريح واضح منه + لن أتخذ أي إجراء في اجتماع أبريل (في بكين) لاختيار موقع 2021+". وفي اجتماع أبريل المذكور، فاجأ دياك الجميع بالإعلان أن البطولة ستذهب مباشرة إلى يوجين. وكشفت رسائل أخرى أن لانانا زار أوروبا على الأقل مرة واحدة بعد عدة أسابيع من الرسالة الأولى من أجل مقابلة دياك. لكن كو نفى مزاعم تضارب المصالح قائلا: "لم أضغط على أحد باسم ملف ترشح يوجين 2021. لم يكن الوضع عاديا لكن ما حصل لا يشكل سابقة (أن تفوز يوجين بالتزكية). فعملية الترشح لم تحصل عندما فازت أوساكا ببطولة العالم لعام 2007". وواصل: "تتم مراجعة عملية الترشح كجزء من مجموعة واسعة من الاصلاحات التي يجري إعدادها حاليا".