أثار شريط فيديو تم تناقله على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت خلال الساعات الاخيرة غضبا في الشارع الفلسطيني بعد أن ظهر فيه الفتى أحمد مناصرة يتعرض للضغط خلال استجوابه من محقق اسرائيلي. وتم تسريب الشريط قبل انعقاد جلسة يوم الثلاثاء في المحكمة المركزية في القدس الشرقية المحتلة لمحاكمة الفتى المتهم بمحاولة القتل. وقد تم في نهاية الجلسة تمديد اعتقاله. وشوهد الفتى (13 عاما) بينما شرطيان يمسكانه من ذراعيه ويسيران به بخطى سريعة نحو قاعة المحكمة. كما أحاط به ستة من رجال الشرطة ورجال أمن المحكمة، وكان يبدو عليه الذهول والخوف. وعقدت الجلسة داخل ابواب مغلقة ولم يسمح للصحافيين بالدخول إلى القاعة. وعقدت الجلسة وسط توتر في الشارع الفلسطيني، ودعا الفلسطينيون إلى وقفة تضامن مع أحمد مناصرة أمام المحكمة بعد نشر شريط الفيديو. ويظهر الفتى في الشريط يبكي ويقول «بيكفي اكتب ما تريدون..أنا لا أذكر. ما تقولونه صح...». وفي لقطات اخرى، يضرب نفسه على رأسه. وجرت مواجهات بين أفراد الشرطة وعدد من الشبان الفلسطينيين استخدمت فيها الشرطة الخيالة وقنابل صوتية في محيط المحكمة. وقالت المحامية ليئا تسيمل لوكالة فرانس برس «سنستخدم شريط فيديو التحقيق الذي يظهر جو التهديد الذي تم فيه التحقيق ومحاولة زج كلمات في فمه. كما سنستخدم فيديو آخر يظهر تعذيبه ودعسه وضربه من قبل الناس عند المحطة وشتمه أثناء عملية الطعن التي قام بها ابن عمه». وكان مناصرة أوقف بعد أن أقدم مع ابن عمه على طعن يهود في مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية المحتلة، بحسب ما ذكرت الشرطة في حينه. وجرح فتى يهودي كان يقود دراجة، بينما قتل ابن عم أحمد، حسن مناصرة بعد أن صدمته سيارة عندما كان يحاول الهرب. ونشرت الشرطة شريطا مأخوذا من كاميرات مراقبة يظهر فيه أحمد وحسن وهما يحملان سكاكين. إلا أن الفلسطينيين شككوا في الفيديو في حينه مركزين على مقطع في فيديو آخر يظهر فيه أحمد وسط بقعة من الدم، وتسمع اصوات طلقات رصاص، ثم يشاهد إسرائيلي يوجه إلى أحمد ألفاظا بذيئة ويصرخ مرارا «موت، موت» (مت). وقالت تسيمل «نريد تغيير بنود لائحة الاتهام. من ناحية نحن موافقون على الكثير منها، لكننا غير موافقين على محاولة القتل مرتين لأنه أصلا لم يقم بقتل احد، ولم يطعن أحدا». وأضافت «ما قاله هو في إفادته + أنه قرر هو وابن عمه أن يستشهدا، وأن يتسببا بإصابة يهود والهدف من ذلك إخافتهم حتى يتوقفوا عن قتلنا واتفقا على عدم المس بالنساء والأولاد والمسنين+». وتابعت «عندما هم ابن عمه بطعن الفتى على الدراجة قال له: لا هذا ولد، حرام لكنه لم يستطع منعه». وأشارت إلى وجود «شاهد يهودي مسن حققت معه الشرطة وقال في شهادته أنه سمعهما عندما مرا من جانبه وقالا لا هذا ختيار». وتقول لائحة الاتهام أن الفتيين حصلا على السكاكين من منزليهما في حي بيت حنينا، ثم توجها إلى مستوطنة بسغات زئيف وطعنا فتى يهوديا متدينا وتمكنا من الهرب. ثم قاما بعدها بطعن فتى يبلغ من العمر 12 عاما أربع مرات بينما كان على دراجته ما أدى إلى إصابته بجروح خطرة. وتطالب المحامية ليئا تسيمل «بان يتم الحكم على أحمد مناصرة قبل بلوغه سن الرابعة عشرة في 22 يناير 2016 لأنه في هذه الحالة لن يذهب إلى السجن». بينما قال يائير كورين، محامي عائلتي اليهوديين اللذين أصيبا جراء الطعن، «إن موكليه لم يعودا إلى حياتهما الطبيعية ولا يذهبان إلى المدرسة ووضعهما النفسي سيء». وأضاف «يجب أن ينال الفتى عقوبته ويسجن». وقال صالح مناصرة، والد أحمد، الذي سمح له بزيارة ابنه للمرة الأولى السبت الماضي «إنه يعاني من آلام في رأسه نتيجة إصابته بجروح جراء قيام الشرطة بضربه بالهراوات». ويحتجز الفتى في مأوى للفتيان الذين ارتكبوا جنحا جنائية في بلدة في الجليل. وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري تعليقا على شريط التحقيق «إن الحديث يدور حول إرهابي متهم بمحاولة قتل أبرياء ولائحة الاتهام التي شكلت جاءت استنادا إلى التحقيقات التي أجرتها الشرطة بمهنية ومن دون أي تحيز». وأول أمس الثلاثاء، قتل فلسطينيان برصاص اسرائيلي بعد ثلاث عمليات طعن ومحاولات طعن استهدفت اسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة وبلدة فلسطينية قربها، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية. وقتل 77 فلسطينيا برصاص اسرائيلي منذ بداية شهر أكتوبر الجاري بالإضافة إلى عربي إسرائيلي واحد، في مواجهات وعمليات طعن ومحاولات طعن قتل خلالها أيضا عشرة إسرائيليين. (أ. ف. ب)