يدخل تشلسي إلى عطلة المباريات الدولية ومصير مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو في مهب الريح، وذلك بعد الخسارة الجديدة التي مني بها الفريق يوم السبت أمام ستوك سيتي (0 - 1) في المرحلة الثانية عشرة من الدوري الانكليزي لكرة القدم. ولم يكن المدرب البرتغالي متواجدا حتى على مقاعد احتياط فريقه يوم السبت في ملعب "بريتانيا ستاديوم" بسبب إيقافه لمباراة واحدة، بعد تهجمه على الحكام خلال اللقاء الذي خسره بطل الدوري الممتاز أمام جاره وست هام يونايتد (1 - 2 ) في 24 الشهر الماضي. ومن المؤكد أن موريينو عاش أوقاتا عصيبة في غرفة الفندق، وهو يرى فريقه يعاني الأمرين من أجل محاولة إدراك التعادل أمام ستوك سيتي، الذي كان أيضا خلف تنازل تشلسي عن لقب كأس الرابطة بإخراجه من الدور الرابع. ويدرك مورينيو أن الأسبوعين المقبلين سيشكلان كابوسا إعلاميا بالنسبة له، حتى وصول موعد المباراة المقبلة في الدوري ضد نوريتش سيتي في 21 الحالي، نتيجة توقف الدوريات لانشغال اللاعبين مع منتخبات بلادهم. وهذه المرة الأولى منذ 16 عاما التي يخسر فيها تشلسي ثلاث مباريات متتالية في الدوري، وتحديدا منذ 1999 عندما تحقق هذا الأمر مع الايطالي جانلوكا فيالي، والمالك الروسي للنادي الملياردير رومان أبراموفيتش لم يختبر سلسلة من هذا النوع منذ وصوله إلى رئاسة ال "بلوز". ورفض المدربون الثلاثة الذين قادوا الفريق في مباراة السبت، ستيف هولاند وسيلفينو لورو وروي فاريا، التحدث إلى وسائل الإعلام بعد الخسارة إدراكا منهم بأن مواجهة الأسئلة لن تكون سهلة على الإطلاق، في ظل وجود الفريق في المركز السادس عشر بعد تلقيه 7 هزائم في 12 مباراة. لكن الحارس البوسني إزمير بوغوفيتش أكد بأن اللاعبين يساندون المدرب، البالغ من العمر 52 عاما، كما حال المشجعين الذين هتفوا باسم مورينيو طيلة المباراة، رغم الظروف الصعبة التي يمر بها بطل الدوري الممتاز. وقال بيغوفيتش بخصوص إمكانية التخلي عن مورينيو: "هذه الامور خارج صلاحياتنا لكننا نساند المدرب. بامكانكم رؤية هذا الأمر من الأداء الذي قدمناه. نعتقد أنه الرجل المناسب، إنه الشخص الذي نعمل من أجله بجهد كبير". وواصل "حضرنا جوزيه للمباراة في الفندق، هذا كل ما في الأمر. أردنا أن نحقق النتيجة المرجوة من أجله. روحه وحضوره متواجدان دائما معنا". أما مدرب ستوك سيتي، لاعب تشلسي السابق الويلزي مارك هيوز، الذي يحقق فوزه الثاني على فريقه السابق في غضون أيام معدودة بعد أن أخرجه من كأس الرابطة بركلات الترجيح، فاعترف بأنها المرة الأولى التي يخوض فيها مباراة دون مدرب منافس في الجهة المقابلة، في ظل غياب مورينيو للإيقاف. وواصل: "من الصعب معرفة إذا كان الأمر (وجود مورينيو) سيشكل فارقا. لكن من النادر أن لا أرى المدرب المنافس متواجدا في الملعب. لم أختبر هذا الأمر في السابق. معظم العمل الذي تقوم به (كمدرب) يكون عند استراحة الشوطين. في بعض الأحيان قد تنجح في تغيير الأمر بشكل إيجابي، الأمر يعتمد على (شخصية) المدرب. بالنسبة لمدرب مثل جوزيه، نعم، من المؤكد أنهم افتقدوه. يجب الاعتراف (بتأثيره) حين يكون واقفا هنا". لا يمكن الجزم بأن وجود مورينيو بجانب لاعبيه في أرضية الملعب كان سيؤثر على مجريات اللقاء لأن المدرب البرتغالي كان متواجدا في الملعب في المباريات الست الأخرى، التي خسرها فريقه هذا الموسم. من المؤكد أن ما يعيشه مورينيو هذا الموسم يشكل حقبة سوداء في مسيرته التدريبية لأن تشلسي، وبعد أشهر معدودة على تتويجه بثنائية الدوري وكأس الرابطة، يجد نفسه مهددا بالهبوط الى الدرجة الأولى، وهذا الأمر لم يحصل منذ موسم 1937 ? 1938 بالنسبة لفريق توج قبلها بموسم باللقب، وحينها كان هذا "الشرف" من نصيب مانشستر سيتي، الذي كان وضعه أفضل من غريمه اللندني بعد مرور 12 مرحلة (17 نقطة مقابل 11 حاليا لتشلسي) ورغم ذلك هبط في نهاية المطاف. كما أنه لم يسبق لمورينيو أن اختبر خيبة مماثلة في تاريخ مسيرته التدريبية، لأن المدرب البرتغالي لم يخسر سبع مباريات في الدوري في موسم بأكمله منذ أن بدأ التدريب، فكيف الحال أن يحصل ذلك بعد 12 مرحلة فقط، وهذا الأمر دفع وسائل الإعلام إلى الحديث عن البديل وعن طرح أسماء مثل الإيطاليين أنتونيو كونتي وكارلو أنشيلوتي وفابيو كابيلو والإسباني جوسيب غوارديولا والأرجنتيني دييغو سيميوني والهولنديين غوس هيدينك ورونالد كومان أو حتى قائد الفريق الحالي ومدافعه جون تيري. التحليل البديهي للأمور، يشير إلى أن مورينيو فقد سحره تجاه لاعبيه لأن توجيهاته لا تجد في الوقت الحالي طريقها إلى اللاعبين، كما أن الأسلوب الذي اعتاد عليه بمهاجمة مدربي ولاعبي الفرق الأخرى من أجل تحفيز لاعبيه لم يصل إلى النتائج المرجوة هذا الموسم. وتشير بعض التقارير، ورغم ما خرج به بيغوفيتش، إلى أن مورينيو وصل إلى حالة الاصطدام مع عدد من اللاعبين الذين يوجه إليهم أصبع الاتهام ويحملهم مسؤولية النتائج السيئة، التي يحققها الفريق هذا الموسم، وعلى رأسهم صانع الألعاب البلجيكي ادين هازار ،الذي انتقده المدرب البرتغالي علنا وأمام وسائل الاعلام.