الوضع السياحي بمدينة أكَاديرلا يزداد يوما عن يوم إلا قلقا وحيرة لدى المسؤولين عن القطاع محليا وجهويا ومركزيا،وصار يطرح أكثرمن علامات استفهام حول مآل القطاع السياحي بهذه الوجهةوالذي يعد من أبرز الأنشطة التجارية والإقتصادية بعاصمة سوس. ولعل الوضع وصل ذورته من ناحية التراجع والتدني في ظل المنافسة التي يعرفها القطاع السياحي بعدة وجهات داخل الوطن وخارجه،ولا أدل على هذا القلق هوالتقريرالذي أنجزته لجنة التفتيش الجهوية المكلفة بمراقبة معاييرتصنيف الفنادق بمدينة أكَادير. حيث خلص التقريرإلى تراجع ست وحدات سياحية كبرى على مستوى التصنيف،تتضمن 2150 سريرا وتشكل نسبة 07 في المائة من مجموع الأسرة السياحية بالمدينة،بالإضافة إلى تدني خدمات وتجهيزات ثماني وحدات سياحية أخرى توصلت بإنذارات في الموضوع. ويصف التقريرالذي سلمته لجنة التفتيش الجهوية لوالي الجهة وعامل عمالة أكَاديرإداوتنان،وضعية هذه الفنادق الكبرى بالكارثية نظرا لسياسة التقشف التي تنهجها إدارات الفنادق مما شجعهاعلى عدم تجديد أفرشتها وتجهيزاتها الداخلية،وجعلها تتراجع يوما عن يوم عن استقطاب سياح أجانب في ظل التنافسية الحادة التي يعرفها القطاع. كما أن سياسة الإعتماد فقط على الحانات والملاهي الموجودة بداخل هذه الفنادق للحفاظ على توازنها المالي واعتمادها على صنف معين من الزبناء ،كانت من أكبرالأسباب التي جعلت هذه الوحدات الكبرى لاتولي اهتماما للسياح الأوربيين. ولربما كان هذا من الأسباب التي جعلت بعض هذه الفنادق الكبرى تقرر التخلي عن ملاهيها الليلية وتغلق علبها الحمراء التي كانت تدرعليها أموالا طائلة في كل ليلة في الوقت الذي انكمشت فيه عن التنافس عن استقطاب سياح من الأسواق الأوربية التقليدية والجديدة. وهكذا يدق التقريرناقوس الخطر،وينبه المسؤولين عن القطاع جهويا ووطنيا من أجل الضغط على هذه الوحدات السياحية المذكورة وإجبارها على ترميم وإصلاح مؤسساتها والعمل على مراجعة أثمنتها وتقديمأنشطةسياحية في المستوى. وتجويد خدماتها للزبناء في جودة عالية،علما أن السياحية العالمية اليوم أصبحت صناعة تقتضي حاليا التنافسية على الجودة في كل شيء ،ولهذا رأينا وجهات سياحية بالبحرالأبيض المتوسط والجزرالكناري تحرص على تقديم هذه الجودة في بنياتها التحتية ومنتوجها السياحي المقدم للسائح بدءا بالإستقبال والغرف والأفرشة والأطعمة والتنشيط ويذكر أن وجهة أكادير شهد النشاط السياحي بها تراجعا ملموسا بمؤسسات الإيواء المصنفة، إذ تم خلال يونيو الماضي تسجيل انخفاض بنسبة 25,33 في المائة في عدد الوافدين و27,23 في المائة في عدد ليالي المبيت مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وهو ما أكده بلاغ للمجلس الجهوي للسياحة لأكادير سوس ماسة درعة ، الذي قال إن الوجهة استقبلت خلال الشهر الماضي، 55 ألف و 773 زائرا في مقابل 74 ألف و 692 وافدا خلال يونيو 2014، بينما سجلت 279 ألف و 468 ليلة مبيت في ذات الشهر مقابل 384 ألف و 60 ليلة برسم نفس الفترة من السنة الفارطة. وأضاف التقرير أن السوق الألماني هو الوحيد الذي عرف ارتفاعا بتوافد 1369 زائرا إضافيا، أي ما يمثل زيادة بنسبة 25,45 في المائة، و8591 ليلة مبيت إضافية (22,56 في المائة). وكشف المصدر ذاته، أن معدل مدة الإقامة، خلال شهر يونيو الماضي، سجل بدوره انخفاضا، إذ تراجع إلى 5,01 مقابل 5,14 بالمقارنة مع نفس الفترة من سنة 2014، فيما عرف معدل نسبة الملء بالفنادق المصنفة بالمدينة خلال الشهر الماضي تراجعا بنسبة 28,71 في المائة، بحيث بلغ 39,25 في المائة في مقابل 55,06 في المائة برسم نفس الفترة من السنة الماضية. ويكشف تحليل المعطيات المرتبطة بنسب الوافدين على الفنادق المصنفة بالمدينة برسم الستة أشهر الأولى من السنة الجارية انخفاضا بنسبة 7,84 في المائة.