العاصمة الروسية موسكو الشهيرة بمبانيها ذات القباب اللامعة وكاتدرائياتها المقببة تضيف هذه الأيام سمة أخرى خاصة بالمسلمين إلى صورتها الأرثوذكسية. فقد فتحت فيها مطاعم «حلال» هنا وهناك تفعم الهواء برائحة الطعام الذي يفضله المسلمون .. كماأعيد في الآونة الأخيرة فتح جامع موسكو الكبير بعد عشر سنوات من إغلاقه وترميمه بشكل كامل وتوسعته. وحضر افتتاحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيسان الفلسطيني والتركي. وأصبح الاسلام ثاني ديانة في روسيا من حيث عدد أتباعه حيث يشكل المسلمون 15 في المئة من سكان البلاد. رغم ذلك فالى عهد قريب كان ارتداء فتاة للحجاب مشهدا غير مألوف ولا منتشر في موسكو. وترى بعض المسلمات أن المشكلة لم تكن في المحافظة لكنها كانت أكثر في السوق الذي لا تتوفر فيه ملابس محتشمة وأنيقة في آن واحد. وقالت المدونة المسلمة الكسندرا جولوفكوفا التي تقيم في موسكو إنها سعت مرارا دون جدوى للعثور على ملابس محتشمة وأنيقة تناسب الحجاب. من هنا بدأت الكسندرا جولوفكوفا بنفسها مشروعا لانتاج ملابس مريحة وأنيقة ومناسبة للمحجبات طوال اليوم. وقالت الفتاة التي تعمل حاليا مصممة أزياء أثناء التقاط أول صور لها للترويج لتصميماتها «أتصور أن الأمر لا يتعلق بكيفية أن تصبح المرأة غير عادية لكنه يتعلق بالشعور عند ارتداء ملابس محتشمة. أشعر بأني أهدأ وأكثر راحة كما لو أن هناك ستارا يحميني من العالم الخارجي. أشعر براحة أكثر بهذه الطريقة.» وترعى شركة واندي جروب -وهي شركة تروج وتطور العديد من المشروعات في مجال التجميل والأزياء- مشروع الكسندرا. قالت ناتاليا بوديليفيتش مؤسسة شركة واندي جروب إن محاولاتها للترويج لنمط حياة إسلامي أو خاص بالمسلمات تحقق نجاحا. أضافت وهي تقف في مركز للتجميل ترعاه شركتها «خلال السنوات الثلاث الماضية أصبحت نتائج الدفء في توجه الناس (مسلمون وغير مسلمين) نحو بعضهم أوضح وأصبح هناك تصور أكثر ملاءمة لما يمكن أن يسمى نمط حياة إسلامي. عندما ذهبنا للأسواق لم تكن الصناعة بمثل هذا المستوى العالي. والآن ندير أسواقا في وسط موسكو ونفتح مراكز تجميل للمسلمات..يمكن بالطبع لغير المسلمات أن يترددن عليها وليس المسلمات فقط..لكنها محظورة على الرجال لأن الفتيات تخلع فيها أغطية رؤوسهن ويعتنين بشعرهن.» وترعى شركة واندي جروب مشروعا آخر أيضا هو متجر إرادة الذي افتõتح في عام 2010 في قلب العاصمة الروسية. وقالت مارجريتا إيانوفا التي تعمل في المتجر إن أثواب إرادة لا تقيد بحدود دينية. اضافت ليانوفا «يحب كثير من الناس (متجر) إرادة في موسكو. هناك كثير من النساء اللائي لا يرتدين أغطية للرأس لكن يرتدين أثوابا من إرادة. إذا كانت إحداهن تريد ثوبا طويلا لمناسبة ما فان إرادة مكان جيد لثوب أنيق.» وتتخير المتسوقات من بين صفوف أثواب ملونة النسيج والتصميم واللون الذي يروق لهن أكثر. من هؤلاء المتسوقات امرأة تدعى ليليان التي قالت إنها حديثة عهد بالاسلام كدين ونمط حياة. أضافت ليليان بينما تعلو وجهها ابتسامة «أنا حديثة عهد بالاسلام وبالتالي فقد قررت أن أغير ما في خزانة ملابسي إلى ملابس أكثر احتشاما. حضرت إلى هنا بتلك النية لأني قرأت عن تلك العلامة التجارية التي تصممها جميلة بخامات جيدة للمسلمات وللراغبات في ارتداء ملابس جميلة ومحتشمة في ذات الوقت.»