قال الكولونيل بالدرك الملكي عبد اللطيف مكوار أنه يتم حاليا القيام بمعاينة المواقع الثلاثة قرب أمغالا التي حجزت بها ترسانة أسلحة الخلية الإرهابية التي أعلنت المصالح الامنية المغربية الثلاثاء الماضي عن تفكيكها. وأشار الكولونيل مكوار، الذي كان يقدم توضيحات حول نوعية الأسلحة والذخيرة المحتجزة خلال عرضها أول أمس الاربعاء على وسائل الإعلام الوطنية و الأجنبية بمنطقة أمغالا (على بعد220 كلم من مدينة العيون) أن الشرطة العلمية تجري أبحاثها في عين المكان، مشيرا إلى أنه عثر على هذه المخابئ بعد حملة تمشيطية بمساعدة كلاب مدربة. وقال الكولونيل مكوار، أنه أن تمشيط المكان ابتداء من الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الذي تم بناء على معطيات ومعلومات دقيقة توصل بها المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية عبد العزيز بناني واستعملت فيها تقنيات متطورة خاصة بالاضافة إلى الاستعانة بالكلاب المدربة، نتج عنه وضع اليد على مخبأين خاصين بالأسلحة من صنع روسي، والمخبأ الثالث يضم الذخيرة الحية الصالحة للاستعمال، مضيفا أن المنطقة التي وجدت فيها الأسلحة والذخيرة تعد منطقة خالية من السكان، وأقرب منطقة مائية تبعد عنها بنحو60 كيلومترا. وكان وزير الداخلية مولاي الطيب الشرقاوي، قد أعلن في لقاء صحفي صباح أول أمس الاربعاء بالرباط، أن تحريات المصالح الأمنية مكنت على خلفية تفكيك الخلية المذكورة، من حجز 30 رشاشا من نوع كلاشنيكوف وثلاثة مسدسات رشاشة، وقاذفتين من نوع «آر. بي. جي 7»، وقاذفة من عيار 82 ملمترا، بالإضافة إلى مجموعة من الذخيرة الحية و66 خزنة للذخيرة وذخائر أخرى كانت تشكل ترسانة الأسلحة التي وجدت مخبأة في ثلاثة مواقع قرب أمغالا على بعد 220 كيلومترا والتي تبعد كذلك على الحزام الأمني ب 35 كلم، و25 كلم على مركز القيادة شبه القطاع العسكري أمغالا. وأوضح الكولونيل مكوار أنه قد تم تخزين هذه الأسلحة في أكياس خشبية بثلاثة حفر يبلغ سمكها متر واحد و20 سنتيم متفرقة على ثلاثة مواقع تبعد عن بعضها بحوالي 800 متر، أما بالنسبة للرقعة الجغرافية فهي عبارة عن حفرة كبيرة تناهز 10 متر مربع، تحيط بها كتبان رملية من كل الجوانب. ويحتوي المخبأ الأول على كيس يضم 16 بندقية من نوع كلاشنيكوف وقاذفة واحدة مضادة للدبابات ومدفع «هاون» (عيار82) و32 حاملة للخراطيش، وكذا 16 حزاما صغيرا مخصص لحمل الخراطيش. وكانت هذه الأسلحة موضوعة في حفرة مغطاة وعمقها يقارب المتر. وعلى بعد 430 مترا يوجد المخبأ الثاني الذي كان مخصصا للذخيرة والذي عثر بداخله على ألف و1998 رصاصة (عيار7.62) خاصة ببندقيات الكلاشنيكوف، وستة قذائف مضادة للدبابات، و8 قذائف هاون، كانت موضوعة في صندوق خاص. أما المخبأ الثالث، الذي يبعد عن الثاني بنحو600 متر، فتم العثور بداخله على 17 بندقية كلاشنيكوف وقذيفة مضادة للدبابات و 34 حزاما للخراطيش، وكذا17 حزاما و17 حاملا للخراطيش. كما أشار وزير الداخلية في السياق ذاته، إلى أنه تم العثور أيضا لدى عناصر الخلية الإرهابية التي من بينها مغربي تم إيفاده من قبل هذا التنظيم بغية انشاء قاعدة خلفية داخل المغرب وإعداد مخطط للقيام بعمليات إرهابية على خرائط طبوغرافية للشريط الحدودي الجزائري المغربي. وخططت الشبكة الارهابية المفككة لإرسال متطوعين إلى معسكرات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بالجزائر ومالي قصد الاستفادة من تداريب شبه عسكرية قبل العودة إلى المغرب من أجل تنفيذ مخططاتها التخريبية. وأسفر البحث الأولي عن أن هذه الخلية كانت تعمل على تجميع أعضاء بعض التنظيمات الإرهابية التي سبق تفكيكها، حيث أوكلت قيادة القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي هذه المهمة إلى أحد عناصرها كان يقيم بشمال مالي. وكشف الشرقاوي الاربعاء أن الخلية الارهابية يتزعمها مغر بي عضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي متواجد بمعسكرات القاعدة في شمال مالي، تم إيفاده من قبل هذا التنظيم بغية انشاء قاعدة خلفية داخل المغرب، وإعداد مخطط للقيام بعمليات ارهابية. وأوضح الشرقاوي في هذا الصدد أن المصالح الأمنية تمكنت من اعتقال أربعة عناصر من هذه الشبكة، التي لها ارتباطات بعناصر متطرفة ببعض الدول الأوربية من جنسيات مختلفة، في كل من فجيج وأحفير، كانوا يتأهبون للتسلل إلى التراب الجزائري، موضحا أن التحريات بينت أيضا أن هذه الشبكة لها ارتباطات بعناصر متطرفة ببعض الدول الأوربية من جنسيات مختلفة. كما أعلن عن تورط عناصر الشبكة الارهابية المفككة، الذين كانوا يخططون للقيام بمجموعة من الأعمال الإرهابية بواسطة أحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تستهدف خاصة المصالح الأمنية في عمليات هجوم على بعض الوكالات البنكية بكل من الدارالبيضاء والرباط من أجل الحصول على التمويل الضروري لمشاريعهم الإرهابية. وللإشارة، فقد سبق للمصالح الأمنية المغربية أن فككت في دجنبر الماضي، شبكة متهمة بالإرهاب مكونة من خمسة مغاربة تمكنوا عبر شبكة الانترنيت من نسج عدة علاقات مع إسلاميين متطرفين من مختلف الجنسيات العربية، وكانوا يخططون للقيام بأعمال تخريبية بمختلف بؤر التوتر العالمية وداخل التراب الوطني، خاصة بواسطة سيارات مفخخة تستهدف بعض المصالح الأجنبية بالمملكة، وكذا عدة منشآت وطنية حيوية ومراكز أمنية. يذكر أن المغرب قد سبق وأعلن عن تفكيك أكثر من 60 خلية إرهابية بعد سلسلة تفجيرات انتحارية هزت الدارالبيضاء سنة 2003 وخلفت 45 قتيلا من بينهم 13 انتحاريا.