م رفعت شركة كوزيمار حجم صادراتها إلى 72 ألف طن من السكر الأبيض خلال النصف الأول من العام، وذلك مقابل 2.5 ألف طن فقط خلال نفس الفترة من العام الماضي، وبذلك دخلت شركة السكر المغربية نادي الشركات المصدرة من الباب الواسع بعد أن تمكنت من استيفاء حاجيات السوق الداخلية. السبب الرئيسي وراء هذا الأداء هو ارتفاع الإنتاج الوطني للزراعات السكرية، خاصة الشمندر السكري في دكالة، والذي مكن من التشغيل الكامل لقدرات المصانع السكرية القريبة من الفلاحين في الجهات، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي السماح لمصنع كوزيمار الضخم لتكرير السكر في الدارالبيضاء بتخصيص جزء مهم من قدراته الانتاجية للتصدير. هكذا شرعت الشركة في استيراد السكر الخام عبر النظام الجمركي للدخول المؤقت وتصفيته في مصنع الدارالبيضاء قبل إعادة تصديره. وتعتبر كوزيمار الفاعل الوحيد في مجال صناعة السكر في البلاد، وأطلقت خلال العشرة سنوات الأخيرة مخططا طموحا تحت عنوان "إدماج"، تضمن استثمارات ضخمة في المصانع الجهوية التي اشترتها من الدولة في سوق الخوصصة، وتموقعها كقطب صناعي مدمج للمنبع الزراعي من خلال التعاقد مع نحو 80 ألف فلاح يشتغلون في مجال الزراعات السكرية (القصب الشمندر). ويبدون من النتائج المعلنة لنشاط المجموعة خلال النصف الأول من العام الحالي أن مخطط "اندماج" قد بدأ يعطي ثماره أخيرا، بتظافر مع الموسم الفلاحي الاستثنائي نتيجة الظرفية المناخية الملائمة. نجاح كوزيمار في مجال التصدير يحمل أيضا بصمات مجموعة ويلمار الدولية التي أصبحت تملك 29.5 في المائة من رأسمال الشركة عقب شرائها حصصا من الشركة الوطنية للاستثمار قبل عامين. أما على مستوى السوق المحلي فتشير بيانات المجموعة أن فروع كوزيمار في الجهات عالجت خلال النصف الأول من العام نحو 1.1 مليون طن من الشمندر السكري، الشيء الذي مكن من الاستجابة لحاجيات السوق الداخلية. ونتيجة لهذه التطورات بلغ رقم معاملات كوزيمار 3.32 مليار درهم خلال النصف الأول من العام بزيادة 9 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وعلى مستوى النتائج المالية استفادت الشركة أيضا من انخفاض سعر الفيول، الذي تظافر مع وقع الموسم الفلاحي الاستثنائي والنجاح في مجال التصدير، لينتج عن ذلك ارتفاع قوي في نتيجة الاستغلال بنسبة 39 في المائة، لتصل إلى 635 مليون درهم نهاية يونيو. وارتفعت الأرباح الصافية لمجموعة كوزيمار بدورها بنحو 39 في المائة إلى 404 مليون درهم. وارتفع الهامش الصافي للأرباح إلى مستوى 12.2 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي عوض 9.6 في المائة خلال نفس الفترة من العام الماضي. وتنظر الشركة بتفاؤل كبير إلى النصف الثاني من العام نظرا لاستمرار وقع الموسم الفلاحي الاستثنائي.