نددت منظمة التحرير الفلسطينية، الأحد، بقيام المستوطنين المتطرفين، وعلى رأسهم شخصيات من حكومة الاحتلال، بتنفيذ اقتحام واسع لباحات المسجد الأقصى المبارك، عقب فرض قوات الاحتلال حصارا عسكريا على القدس القديمة والمسجد الأقصى، معتبرة أن المرحلة التي تمر بها مدينة القدس هي الأشد خطورة منذ احتلالها. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس، أحمد قريع، في بيان، إن "المرحلة التي تمر بها مدينة القدس هي الأشد خطورة منذ احتلالها، ونحن هنا لا نطلق شعارات، فالواقع والأحداث التي تجري الآن في المسجد الأقصى، تستدعى من المسلمين في كافة أرجاء العالم التحرك بشكل جدي والوقوف في وجه الأخطار المحدقة بالمدينة المقدسة". وبحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، قامت عناصر خاصة تابعة لقوات الاحتلال الاسرائيلي، في وقت سابق اليوم (الأحد)، باقتحام المسجد الاقصى، حيث اشتبكت مع المصلين المعتكفين فيه، خلال محاولتها إخراجهم من المسجد وتفريغه، في وقت منعت فيه النساء والفتيات والطالبات من كل الأجيال والرجال ممن تقل أعمارهم عن 45 عاما من الدخول إليه، وحولت القدس القديمة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية بفعل الانتشار الواسع لعناصرها. وقالت (وفا) إن "قوات الاحتلال فرضت حصارا عسكريا مزدوجا: على القدس القديمة، والمسجد الاقصى، ووضعت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة وبالقرب من بوابات المسجد الأقصى للتدقيق في بطاقات المصلين، في حين أدى مئات المواطنين صلاة الفجر في الشوارع والطرقات بعد حرمانهم من الدخول إلى الأقصى". وأضاف قريع «على المجتمع الدولي التحرك فورا والضغط على حكومة الاحتلال لوقف كامل اعتداءاتها وانتهاكاتها التهويدية والحرب الدينية التي تفجرها في هذه الأيام في حق مدينة القدس والمسجد الأقصى»، محذرا من مخاطر وتداعيات اقتحام المصلى القبلي، وإطلاق قنابل الغاز والرصاص المطاطي على المرابطين فيه، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات وحالات اختناق في صفوفهم. وأشار إلى خطورة اندلاع حريق في الناحية الجنوبية للمصلى القبلي جراء إطلاق قنابل الصوت والغاز بشكل كثيف، ما أدى إلى حرق سجاد المصلى وإلحاق دمار كبير به وتدنيس حرمته، بالإضافة إلى الشروع في تكسير نوافذ وأبواب المصلى والدخول إليه والعبث بمحتوياته وتدميرها بشكل فظيع، وكذا الاعتداء على حراس المسجد الأقصى بوحشية وملاحقتهم والقيام باعتقال عدد منهم. كما أشار إلى خطورة دعوة منظمات وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة أنصارها إلى أوسع مشاركة في اقتحامات مكثفة للمسجد الأقصى المبارك اعتبارا من اليوم (الأحد )، تزامنا مع بدء موسم الأعياد اليهودية، وتنظيم فعاليات تلمودية خاصة بهذه المناسبة في رحاب الأقصى، معتبرا ذلك مؤشرا لفرض مخططات التقسيم الزماني والمكاني على المسجد المبارك. ومن جهته، حذر عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح)، مفوض علاقاتها الدولية، نبيل شعث، من تداعيات مواصلة الاحتلال تطبيق مشروع تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا. وقال إن "مشروع تقسيم الأقصى لن يمر، ومحاولات الاحتلال تقسيمه على غرار الحرم الابراهيمي الشريف أمر في غاية الخطورة تستوجب الاتفاق الفلسطيني على استراتيجية موحدة لمواجهة المخططات الاسرائيلية"، مضيفا أن استمرار قوات الاحتلال في اعتداءاتها على الحرم القدسي والمرابطين فيه ستكون شرارة الانفجار المقبل الذي لن يستطيع أحد التنبؤ بزمانه وحدوده.