هم أصدقاء وصديقات نسبح جميعا في القارة الزرقاء الفايسبوك . نتابع أخبار بعضنا البعض . تعاليق وصور . أفراح وأحزان. مواعيد وانتقادات...على حائط كل منا حكايات .أحيانا ننقر على حبنا لها أو نورد تعاليق نعبر من خلالها على تفاعلنا . داخل المغرب وخارجه هم يوجدون . مهن عليها يتوزعون. من بيوتهم أو من مكاتبهم . من قطار أو سيارة أو ملعب أو نشاط ثقافي ... يفتحون حسابهم الازرق بل منهم من لم يغلقه إلا إضطرارا .يخطون جملا .كلمات . ينشرون صورا . يتعارفون , يوسعون دائرة الصداقة ... يسرقون منك الابتسامة من خلال تعابير أو اجوبة ...يلقون تحية الصباح أو يتمنون لك يوما سعيدا أو نوما هادئا... منهم من يهديك كتابا أوقصيدة أو يدعوك لوجبة افتراضية دسمة. أو يتقاسم معك محنة يمر بها أوتمر أنت بها أو فرحا تحتفل به... أسئلة نوجهها لهم تتعلق بعالمنا المشترك . قارتنا الزرقاء.. بإرادة صلبة تحدى المرض ، مرض السرطان الذي باغثه قبل سنة . لم يستسلم له ولم يركن للداء رغم شراسته . وجد في الفايسبوك متنفسه الذي حطم به الحصار الذي أراد المرض أن يطوقه به. محمد شروق الذي ما انهارت معنوياته ولا جف قلمه ولا أغلق كتبه وهو يصارع السرطان لإثنتي عشر شهرا كان حريصا على الحضور بالقارة الزرقاء يتفاعل مع الأصدقاء كما يتفاعلون معه . الاسم: محمد شروق المدينة: بيضاوي قاطن بالمحمدية المهنة :إعلامي الفاسيبوك في كلمات أنا كائن فايسبوكي بامتياز.هو نافدتي على العالم. اشتغالي في مجال الصحافة والاتصال قرب المسافة بيني وبين هدا العالم الازرق الحر. والفايسبوك مثل طريق مزدحم بالسيارات. هناك من يتقن السياقة ويحترم قانون السير، وهناك من يعلق العلامة 90 وهناك من لا يتوفر حتى على رخصة السياقة..هو فضاء يحتضن الجميع. الذكريات التي تطبع ذاكرتك وكان الفايسبوك أحد الفاعلين فيها سيخلد بذاكرتي أنه لما اكتشفت إصابتي بمرض السرطان في شهر رمضان من العام الماضي،وعشت مراحل صعبة وقاسية في العلاج الكيماوي والاشعاعي، كان الفايسبوك هو وسيلتي الوحيدة للتواصل مع العالم الخارجي.كانت العائلة والأصدقاء يتابعون حالتي الصحية عبر تدويناتي. عندما صرت عاجزا في فترات عن الكلام والأكل والشرب،كنت أنشر مراحل العلاج بالتفاصيل والصور. الفاسيبوك لعب دورا حاسما في مواجهتي للمرض اللعين.وقدمت من خلاله نموذجا لمرضى آخرين كانوا يعيشون معاناتهم في وحدة وصمت. وفي كتابي "أنا والسرطان " الذي يوجد تحت الطبع خصصت حيزا لهذا الجانب. حي البرنوصي الابن الشرعي للحي المحمدي.عرف هجرة جماعية عام 1961 بعد الحرق المهول الذي شب بكريان سنطرال. ورغم التهميش الذي عانى منه البرنوصي، أنجب الكثير من الأسماء في جميع المجالات.في الأدب:محمد صوف،توفيقي بلعيد.. والمسرح: محمد قاوتي وفرقة السلام.. والإعلام: عبد الرحيم أريري،محمد رجيب.. والغناء:أسماء لمنور،حاتم ايدار..والرسم:سعيد حاجي وكرة القدم:يوسف السفري،بوشعيب لمباركي... الرشاد البرنوصي فريق المنبت والجذور. فتحت عيناي على هذا الفريق الذي تأسس في عام ولادتي 1961.تواجد ملعب الفريق بالقرب من بيت الأسرة غرس حب الفريق في قلبي.مع أن فريق الرجاء البيضاوي يحتل نصف القلب مند أزيد من 40 سنة.لذلك فإن أصعب مباراة في حياتي هي لما استقبل الرشاد بملعب البرنوصي عام 1982 الرجاء في إطار ثمن نهاية كأس العرش.يومها انشطر قلبي إلى قسمين. الحق في الصحة مثل بقية الحقوق الدستورية، يبقى شعارا جميلا مستحيل التحقيق في ظل الواقع الحالي:إمكانيات الدولة محدودة وقطاع خاص يسأل عما في جيبك قبل أن يهتم بما يصيب صحتك. الصحافة الالكترونية فيها الغث والسمين، وللأسف سهلة الاقتحام بدون موهبة ولا تكوين. وهناك من يخلط حتى بين المعلوميات والإعلام..والملاحظ في الكثير من المواقع هو الذبح والسلخ الذي تتعرض لهما اللغة العربية. أجمل التعاليق التي وضعت على حائطك ? قاعة الانتظار في انتظار أن يسمع المرضى المصابون بمرض السرطان أسماءهم للدخول عند الطبيب يجتمعون مثل عائلة واحدة في قاعة الانتظار. هنا يعود الجميع الى صفاء الانسان لا فرق بين رجل وامرأة..الكل يتكلم مع الكل بدون خلفيات.. الجميع يتبادل المعلومات والأفكار حول المرض..هناك من يحمل القرآن الكريم بين يديه.. لا يفارقه حتى يسمع اسمه..الشباب يحملقون في هواتفهم. أحيانا يعم صمت مطبق على القاعة فلا تسمع إلا صوت برنامج تلفزيوني تافه خاصة عندما يتعلق ا?مر بالطبخ مع العلم أن المرضى هنا يفتقدون للذوق والشهية. الناس في قاعة الانتظار يصبحون أقرب الى الملائكة لأنهم ينسون مفاتن الدنيا بل انهم يصبحون أقرب الى الله..يفكرون في شيء واحد هو خروجهم سالمين من نفق المرض المظلم. أتخيل لو كانت اخلاق الناس في الشارع في العمل وفي كل مكان مثل أخلاقهم وهم في قاعة الانتظار.كان مجتمعنا سيرتدي حلة أخرى.. أبهى وأجمل وأصفى شافى الله جميع المرضى وحفظ الله الجميع من قاعة الانتظار الثقافة ما هو أبرز حدث ساهمت في التعليق عليه؟ طيلة عام كامل،كان تركيزي على الصراع مع المرض ومع ذلك، كنت أعلق على أحداث ثقافية منها فيلم نبيل عيوش.مبدئيا كنت الى جانب الدفاع عن حرية التعبير مع التأكيد أنني لم أشاهد الفيلم. انا أرى دور الفنان والصحافي والمبدع عموما هو الخروج عن المألوف والاستفزاز الإيجابي للمجتمع. في الرياضة؟ أثارتني فضيحة الكراطة وصاحبها الوزير الذي مازال حائطه الفيسبوكي يحتضن السب والقذف في حق شخصي المتواضع بعد نشري لمقالين بأسبوعية "الوطن الآن" حول إلغاء الجمع العام لجامعتي كرة القدم وكرة السلة من طرف الاتحادين الدوليين المعنيين. ورغم دلك كتبت:لا شماتة بعد أن أصبح صاحبنا جثة سياسية. الفيسبوك أثر في عادات القراءة أم شجعك عليها؟ الفايسبوك يأكل لي الكثير من الوقت، ومع ذلك، حافظت على عادة القراءة.وكل كتاب قرأته أنشر غلافه على جداري وأدعو إلى الاطلاع عليه. أجمل الكتب التي قرأت طيلة عام قرأت كتبا كثيرة حول تجارب شخصية مع مرض السرطان منها: "الألم.. الكتاب الثاني من السيرة الذاتية" للفنان المغربي المرحوم العربي باطمة. "ثورة جسد" للصحافية التونسية المصرية ألفة السلامي. "حكايتي مع مرض السرطان" للصحافي اللبناني كمال قبيسي. "لا تنس الله" للمرحومة ليلى لحلو من المغرب. "لاشيء انه فقط السرطان" للصحافية الفرنسية نويل نوبلكور "تكلفة الامل" للصحافية الامريكية بنيت أماندا التي كتبت عن تجربة زوجها مع السرطان ونالت به جائزة بوليتزر للصحافة. وقرأت كتبا أخرى منها كتاب أحمد حرزني "مناضل من أجل التغيير" وكتاب نعوم تشومسكي و أندري فيتشيك "الغرب الإرهابي". أجمل فيلم شاهدته "اللامرتشون" لمخرجه بريان دي بالما وبطولة روبير دينيرو. تهدي القراء صورة أعجبتك وتضع عليها تعليقا: عمر ابني وإيمان ابنة أخي عبرا بالقلم عن ما عجز عنه اللسان عندما لاحظا مكوثي طويلا بفراش المرض.