تعتبر مدرسة حسنية أكادير من المشاتل المعطاء الأساسية في كرة القدم الوطنية بشكل عام والكرة السوسية بشكل خاص، ويرجع الفضل في ذلك إلى تضافر جهود كل مكونات الفريق، وإلى حنكة وجدية ثلة من المكونين والمدربين، الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل "صناعة" مواهب كروية تتألق سنة بعد أخرى في الملاعب الوطنية . ففي السنوات الأخيرة، أنجبت مدرسة غزالة سوس لاعبين متميزين، بزغ نجمهم وبشكل لافت في البطولة الاحترافية الوطنية، حتى أصبحت العديد من الأندية الوطنية الكبيرة تخاطب ودهم وتتسابق من أجل الظفر بصفقة انتدابهم، بعد أن تألقوا رفقة الغزالة وأبلوا البلاء الحسن في وقت قياسي، وفي مقدمتهم عمر نجدي ومراد باتنا وعبد الحفيط ليركي والبيساطي والبركاوي وبوزلماض وأيوب بنعدي، الملتحق حديثا بفريق النهضة البركانية، واللائحة طويلة . ومن بين النجوم الصاعدة الذين ينتظرهم مستقبل زاهر في الكرة الوطنية، والتي تألقت في صفوف أمل الحسنية بشكل لافت، والتي تنتظر بفارغ الصبر فرصتها الكاملة لتفجر طاقتها رفقة كبار الحسنية، يبرز اسم أيوب زهيري، شاب في عقده الثاني، هداف بالفطرة، فاز مع شبان الحسنية ببطولة المغرب للشباب في الموسم الرياضي 2010 - 2011،مباشرة بعد التحاقه بالحسنية قادما من أولمبيك الدشيرة. فوز ساهم فيه بشكل كبير بعد ما تصدر قائمة الهدافين على الصعيد الوطني ب 26 هدفا، وهو رقم لم يتحقق في البطولة الوطنية إلا نادرا، كما احتل مع أمل الحسنية المراتب المتقدمة في السنوات الثلاث الأخيرة. ويعتبر أيوب زهيري منذ التحاقه بممثل الفرق السوسية ببطولة الصفوة، هدافا للفريق بفضل تقنياته العالية وقوة اختراقه لدفاعات الخصم، وكذا لياقته البدنية ومداعبته للكرة بلمسات فنية رائعة، إضافة إلى توظيفه للرجلين معا في تدريج وفي تسديد الكرة، مواصفات من شأنها أن تجعل من ابن الدشيرة الجهادية من العناصر المعول عليها لحمل مشعل الكرة السوسية، التي لم تبارح مكانها ولم تستطع تحقيق أكثر من لقبين يتيمين، فاز بهما الفريق في بداية العشرية الماضية، رفقة المدرب الوطني محمد فاخر . جدير ذكره أن اللاعب أيوب زهيري، توج هذه السنة هدافا لفريق أمل الحسنية ب 20 هدفا، وهو التتويج الخامس من نوعه على التوالي رفقة شبان وأمل الحسنية منذ استقدامه للفريق من شبان أولمبيك الدشيرة . فهل يستجيب عبد الهادي السكتوي، ربان الحسنية، إلى مطلب الجماهير السوسية الغيورة على فريقها والتواقة إلى نتائج أفضل، والتي نادت وبصوت عال من مدرجات ملعب أدرار، وطالبت في العديد من المناسبات بإقحام المهاجم الشاب في التشكيلة الرسمية للفريق، ويدخل النجم الصاعد للكرة السوسية في مفكرته خلال الموسم الكروي الحالي، لاسيما وأن الحسنية تفتقر إلى هداف من طينة زهيري وفي ظل غياب مهاجم ومتمم العمليات صريح، وبالنظر إلى محدودية أداء جل العناصر المنتدبة في الموسم الماضي والتي تشغل نفس المركز الذي أثبت فيه زهيري تألقه رفقة أمل الحسنية؟ سؤال، قناعات السكتوي وقادم الأيام هما الكفيلان بالإجابة عليه.