امتلأت صفحات الجرائد والمجلات المصرية منذ نهاية العشر الأوائل من شهر رمضان الكريم بمقالات وتعليقات تقييمية لمسلسلات رمضان المصرية ، حبلت بجدل حاد حول مضامين هذه الدراما ،وحول مواصفاتها ومدى جماليتها الفنية، ومستوى أداء الممثلين المشاركين فيها سواء منهم الوجوه الجديدة أو القديمة أو المخضرمة. ولم تتوقف الأقلام المشرفة على الصفحات الفنية، وكذا النقاد والمهتمون ،حتى الآن، عن تقييم دراما رمضان سلبا أو إيجابا، مع التركيز أكثر على الجوانب السلبية في المسلسلات، بينما صناع الدراما يطالبون بالصبر على أعمالهم وعدم إطلاق الأحكام حتى الحلقات الأخيرة للمسلسلات . وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب الصحفي أحمد عثمان، في مقال له بصحيفة (الوفد)، أن دراما رمضان وإن تميزت بإيجابيات تهم جودة الصورة، وتحسن مستوى الإخراج، ووجود عدد كبير من الوجوه الشابة الواعدة، فإن هذه الدراما «أ صبحت محصورة ما بين البلطجة والقتل والفساد والحشيش والمخدرات والتدخين والدعارة، وزاد عليها بقوة هذا الموسم السحر والشعوذة والدجل والخرافات التي تسيطر على سيناريو أكثر من مسلسل رمضاني». وقال إنه «لم نجد حتى الآن مسلسلا يعالج قضية مهمة أو يدفع للعمل والانتماء، و حتى دراما رجال الأعمال تدور في قالب الفساد والانحراف الأخلاقي، ومازالت صورة المرأة في الدراما رخيصة وساقطة كالعادة». ومن جهته، اعتبر المخرج علي عبد الخالق، أن غياب الدولة عن الإنتاج «كان له أثر واضح في اختلال ميزان الدراما وتركها في يد القطاع الخاص الذي حولها إلى مجرد بيزنس وتجارة، وجعلها مجرد تسلية وترقية،وتغاضى عن دورها الأساسي». ودعا النقابات الفنية، وخاصة نقابة السينمائيين إلى محاسبة أي مؤلف أو مخرج أو ممثل أو منتج يقدم دراما تضر المجتمع وتفسد الذوق العام، وتروج للتدخين والمخدرات والخمر والضرب والبلطجة والثراء وتجارة الحرام، ولا تقدم أفكارا وموضوعات بناءة. وأعلن الممثل شريف منير، بطل مسلسل «ألف ليلة وليلة» على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ( فيس بوك ) رفضه الأعمال الدرامية التي تضم «ألفاظا نابية تصدم المشاهدين دون مبرر درامي، وفي أسلوب درامي دخيل». وتساءل منير :» هل من المفترض أن يفرض علينا الشارع لغته لنقدم للمشاهد كلام شوارع، هل نحن في الأصل تقبلنا مثل هذه الألفاظ في الشارع لنتقبلها في أعمالنا الدرامية، هل هذه ألفاظ نسمح لأولادنا وبناتنا بسماعها». وفي تصريحات نشرتها صحيفة (الجمهورية)، أعرب أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية عن غضبه من « كم مشاهد العري المقحم في دراما رمضان، إلى جانب الصورة التي ينظر بها للفنان المصري في برامج المقالب (...)»، وقال إنه « بعدما كنا نتعلم من الدراما المصرية القيم والمبادئ، أصبحت تنقل للأسر كل ما هو فاسد».