تستعد الفنانة المغربية المقيمة بالديار البلجيكية أميرة قصري لإطلاق أحدث أعمالها الغنائية التي ستتراوح ما بين المواضيع العاطفية والدينية. أميرة قصري فنانة جمعت ما بين الصوت الدافىء والتلحين، وذلك راجع إلى كونها درست الموسيقى، حينما كانت بمسقط رأسها بمدينة قصر الكبير، ولم تمنعها الهجرة إلى ديار الغربة لمواصلة الدراسة العلمية والموسيقية هناك. تقول في تصريح لجريدة »"الاتحاد الاشتراكي"« إن ولعها بالفن كان منذ الصغر، حيث درست بمعهد القصر الكبير على يد أساتذة كبار، حيث تعلمت العزف على الآلة تحت إشراف المرحومين السبيطري والروسي، ومنذ الصغر كانت تشارك في الأنشطة الثقافية وتحتل المراتب الأولى في هذه المسابقات. بعد ذلك سافرت بمعية والدها إلى الديار البلجيكية، ووعدت الوالد لكي تحصل على دبلوم في التجارة بالموازاة مع استكمال دراستها الموسيقية، وهو ما حصل فعلا، تقول الفنانة المغربية أميرة قصري. الدراسة في مجال التجارة، والحصول على دبلوم في هذا الباب، جعل أميرة قصري تتكىء على هذا الرصيد العلمي والمعرفي لتطوير تجارتها الناجحة هناك، لكي تدخل مجال الاحتراف الفني من بابه الواسع، وهو ما ساعدها، تقول أميرة قصري، لكن لقاءها مع الفنان والمبدع المغربي عبد الله العصامي، كان نقطة تحول كبيرة في حياتها الفنية، الذي أعجب ببحتها الصوتية وشجعها لإعادة أداء أغاني نعيمة سميح. وعن رأيها حول الأغنية المغربية حالياً، ترى قصري أن هناك مجهودات كبيرة مبذولة من طرف الفنانين المغاربة، الذين استطاعوا تسويق الأغنية المغربية واللهجة المغربية، رغم ما كان يسوق من وهم حول لهجتها، والادعاء بأنها لهجة غير مفهومة، لكن الأصوات الجميلة والألحان الرائعة كلها جعلت أغنيتنا تتجاوز حدود الوطن، وتنتشر بشكل كبير وسريع في العالم العربي، بل هذا ما جعل كبار الفنانين العرب يتهافتون من أجل أداء الأغنية المغربية. إذ دخلت من جديد إلى المعهد الموسيقي ببروكسيل، والتقت هناك بالأستاذ وسام الأيوبي، الذي شجعها بعدما سمع صوتها، حيث بدأت تؤطر العديد من الحفلات، سواء في المركز الثقافي ببروكسيل أو خارج العاصمة البلجيكية، ولاقت هذه الحفلات نجاحات كبيرة، بحكم تعطش الجالية المغربية بالدرجة الأولى إلى الأغاني المغربية والتراثية. هذه التراكمات الفنية وصقل الموهبة من خلال الدراسة، عوامل كلها اجتمعت وشجعت أميرة قصري التي لقبها جمهورها بفراشة الأغنية المغربية، لكي تؤدي أغنية تراثية ب »عين الزورة« لتتوالى الإنتاجات الفنية هناك في الغربة، حيث في محصلتها الآن العديد من الأغنيات: على غفلة، اللي ضرك حسبو وفيديو كليب »نحبو« ومشكلة هيا، إلى غير ذلك من الأعمال الفنية التي استقطبت الجمهور المغربي. وتستعد الآن لإنتاج أغنية دينية بمناسبة حلول شهر رمضان الأبرك، وتشتغل على هذا العمل ليل نهار حتى تكون هذه الأغنية في مستوى طموحها. أميرة قصري فنانة ذات بحة خاصة تذكرنا بالزمن الجميل، وبحكم دراستها للفن، وعزفها على أكثر من آلة، ستدخل عالم التلحين بشكل احترافي، وهي نقطة ضوء أخرى ستضاف إلى الأغنية المغربية وتسجل لصالح هذه المطربة التي دفعتها الغربة إلى تفجير طاقتها الإبداعية.