قام السفير البريطاني زوال يوم الخميس 23 أبريل 2015 بزيارة للثانوية التأهيلية مولاي عبد الله، التابعة لنيابة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني الدارالبيضاء أنفا، والوقوف عن قرب علىتجربة المسالك الدولية للبكالوريا المغربية »خيار الانجليزية«، حيث تعتبر الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله الوحيدة داخل الأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء الكبرى التي تحتضن هذه التجربة ». ورغم أن هذه التجربة انطلقت في الموسم الدراسي الحالي: بالجذع المشترك، فإن حضور السفير البريطاني لقاعة الدرس ومعاينة درس الرياضيات باللغة الانجليزية، ترك استغراباً لدى هذا الأخير، حيث تفاجأ كثيراً لتجاوب التلميذات والتلاميذ مع مدرسهم، والرد عن أسئلته بلغة إنجليزية، متمكنين منها دون أدنى ارتباك، وهو ما دفع بالسفير بعد نهاية درس الرياضيات أن يحل محل الأستاذ ويدخل في حوار مع تلميذات وتلاميذ هذا الفصل. استهل تدخله بإعطاء لمحة عن اللغة الانجليزية وأهميتها دولياً، على اعتبار أنها لغة يتداولها العالم، وأنها لغة تواصل دولي. كما قدم نظرة موجزة عن آفاقها المستقبلية وعن المعاهد البريطانية والمراكز الثقافية المتواجدة بجميع أنحاء العالم. وكانت مفاجأة السفير أكبر حين طرح سؤالا: هل من مستفسر لأمر ما حين تعالت الأصابع من تلميذات وتلاميذ هذا الفصل طالبين فرصة التدخل واستفسار السفير. وقد بدت ملامح التعجب والاستغراب المصحوبة بابتسامة الإعجاب بادية على محياه، وتحولت القاعة إلى جلسة حوار مفتوح. فألقى مجموعة من التلميذات والتلاميذ عدة أسئلة كانت كلها تصب حول آفاق مستقبل هذه البكالوريا؟ وهل هناك إمكانية متابعة الدراسة الجامعية بعد الحصول على هذه الشهادة بالمعاهد العليا البريطانية؟ واختار السفير البريطاني الإجابة عن كل تساؤل مباشرة حتى يتسنى لكل تلميذ أو تلميذة الخروج من صمته وطرح ما يشاء من إشكال قد يشكك في اختياره، وبالتالي يؤثر على مسيرته الدراسية، وهو ما دعا بعض التلاميذ للتدخل أكثر من مناسبة، وطرح أكثر من تساؤل دون أن يتسبب ذلك في أي إحراج للسفير الذي أبدى إعجابه أيضاً بالثانوية التأهيلية مولاي عبد الله وبفضائها وبحفاوة الاستقبال الذي خصصته له الادارة وجمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، خصوصاً وأن مدير المؤسسة عمل جاهداً لتبقى الأجواء عادية دون أن تتوقف الدراسة، حتى وإن تزامن وصول ومغادرة السفير المؤسسة. هذه الزيارة التي قام بها السفير البريطاني تغيب عنها ممثل نيابة الدارالبيضاء أنفا، فيما أوفدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدارالبيضاء الكبرى إطاراً يمثلها، كما لاحظ الجميع غياب السلطات المحلية لعمالة الدارالبيضاء أنفا، واكتفت بإرسال بعض عناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة، وأكدت مصادر الجريدة أن السفير حين أبدى رغبته في الوقوف شخصياً على متابعة تجربة البكالوريا الدولية خيار الانجليزية، من خلال القيام بزيارة ميدانية للمؤسسة، ألح في أن تكون خالية من الرسميات والبروتوكول المرافق، وتمناها أن تكون زيارة عادية داعمة ومساندة للتلاميذ والأطر المشرفة عليها والادارة المسيرة. وأكد حسن لهيب, مدير الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله أن القسم الحالي يتكون من 29 تلميذة وتلميذ مناصفة، وهو القسم الوحيد بجهة الدارالبيضاء، حيث تم اختيار مؤسستنا لاحتضان هذه التجربة في المسالك الدولية. وذكر أن عملية انتقاء التلاميذ مرت بكل شفافية ومصداقية، بعد ملء المطبوع المخصص لذلك، عملا بالمذكرة المنظمة للتوجيه بهذا المسلك. وتبعاً للمسطرة المعمول بها وهي اعتبار معدلات كل من الرياضيات والفيزياء وعلوم الحياة والأرض تشكل 50 في المائة و 50 في المائة الباقية من الامتحان التجريبي. وشملت هذه العملية تلميذات وتلاميذ 11 نيابة التابعة للأكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء الكبرى. ومن غريب الصدف أن المعدلات الأولى المرتفعة جاءت من التلاميذ الذين ينتمون إلى نيابة وزارة التربية الوطنية بإقليم النواصر، وبعدها نيابة عين السبع الحي المحمدي، إلا أنهم لم يستطيعوا الانخراط في هذه التجربة رغم الكفاءات الكبيرة التي يتوفرون عليها لسبب وجود هذا المركز الوحيد بعيداً عن إقامتهم، وبالتالي اضطر المشرفون على هذه العملية إلى العودة إلى لائحة الانتظار لاستكمال العدد المطلوب، مما جعل تلميذات وتلاميذ هذا الفصل يتكونون من تلميذات وتلاميذ الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله. وطبعاً هناك صعوبات قاهرة استطاعت الثانوية التغلب عليها، من بينها: عدم وجود مراجع يعتمد عليها في : الرياضيات الفيزياء علوم الحياة والأرض باللغة الانجليزية، لكن في إطار تعاون داخلي استطاعت المؤسسة إلى حد ما التغلب على هذه الإشكالية، بالاعتماد أحياناً على أستاذ الترجمة بالمؤسسة نفسها »عبد الرزاق خميش.« وإذا كان تلاميذ وتلميذات هذا القسم قد أبهروا السفير حين لامس عن قرب تمكنهم من اللغة الانجليزية، رغم أن هناك من تعرف عليها أول سنة. فهناك إشادة كبيرة من السفير نفسه ومدير المركز الثقافي البريطاني بالأساتذة الذين يدرسون المواد العلمية واللغة لهؤلاء التلميذات والتلاميذ. وقدألح السفير على أخذ صورة جماعية مع تلاميذ وتلميذات البكالوريا الدولية خيار الانجليزية والأطر التربوية والادارية ومكتب جمعية الآباء، والحضور بأحد مدرجات الثانوية التأهيلية مولاي عبد الله التابعة لنيابة الدارالبيضاء أنفا.