تنطلق هذا الأسبوع مراسم الاحتفال بالذكرى الذهبية لتأسيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية ،بعد أن عقدت ندوة صحفية بقاعة العروض محمد عابد الجابري بنادي الهمداني بالحي الحسني بالدارالبيضاء، هذا اللقاء الصحفي حضره رئيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية وبعض أعضاء المكتب التنفيذي للجمعية لتقديم برنامج الاحتفال، قام بتسييره الصحفي محمد رامي في البداية قدم محمد رامي لمحة موجزة عن الجمعية وتاريخ تأسيسها منذ الميلاد إلى يومنا هذا، مرحبا بحضور مجموعة من الأعضاء القدامى الذين أبوا إلا أن يشاركوا اليوم في تخليد الذكرى الخمسين لوجود هذه الجمعية، وهو ما اعتبره مسير اللقاء الصحفي، تميزا ضمن استمرار الجمعية على نفس النهج والأهداف التي تأسست من أجلها وخلال خمسة عقود خلت، قبل أن يعطي الكلمة لرئيس الجمعية أحمد مكسي ،الذي قدم عرضا مفصلا عن الجمعية استعرض خلاله أهم المحطات خلال 50 سنة، منوها ،في أكثر من مرة ، بتدبير شؤون هذه الهيئة الجمعوية التي تهتم بقضايا الطفولة والشباب المغربي منذ 15 دجنبر 1965 ، ملتزمة بالتمسك بالقيم الحضارية والانسانية الكونية وبالهوية المغربية ،استطاعت خلال هذه السنوات تحقيق التوسع والانتشار عبر التراب الوطني، جمعية تؤدي رسالة نبيلة مبنية على التطوع كقيمة حضارية وانسانية ، كمدخل أساسي نحو المواطنة الحقة. وجاءت خلاصة كلمته أنه في 15 دجنبر 2015 ستخلد جمعية المواهب للتربية الاجتماعية ذكرى مرور 50 سنة كاملة على تأسيسها ، مهنئا الجميع بهذا التتويج المستحق والذي ساهمت فيه أجيال متعاقبة من المواهبين والمواهبيات ، حيث عمل الجميع على استمرار هذه المنظمة نورا مضيئا في ظلمة عتمة تحداها الجميع عبر خمسة عقود من الزمن، بعيدا عن كل نزعة طبقية ،وهو ما جعل ، يضيف الرئيس ، جمعية المواهب للتربية الاجتماعية تشكل فعليا لبنة الريادة الجمعوية التربوية ببلادنا منذ بروز القوانين التنظيمية لهذا القطاع في المغرب المستقل سنة 1958. فقد استطاع عدد من الشباب خلق إطار لتصريف قناعتهم التربوية والثقافية خدمة لطفولة وشبيبة البلاد في ظروف اتسمت بالكثير من التعقيد والخلط والتخوف من المبادرات الجريئة الناقدة لعمق ما كان يعانيه المجتمع المغربي آنذاك وفي مدينة الدارالبيضاء سنة 1965 بالتحديد، وهي الظرفية التي أرخت لنضال الطبقات الشعبية ضدا على القرارات التي مست مصيرهم ومصير أبنائهم في ذلك التاريخ. إن ذلك يؤكد بالملموس القناعات الراسخة، والتمسك الكبير لمؤسسي الجمعية بالصيرورة التنظيمية لدعم مجتمعنا إيجابيا من جهة ومن زاوية أخرى للعمل على بلورة فكر متطور ومنهجية فاعلة لتجاوز المعيقات بأشكالها المختلفة عن طريق زرع قيم المسؤولية والعمل الجماعي والتطور التلقائي الذي يتربى عليه الفرد ويقبل به إداريا ويعمل به مقتنعا داخل الجمعية مدافعا عنه في مواجهة النكوص والتراجع . إن المتتبع للحركة الجمعوية التربوية ،يضيف الرئيس، يقف على مدى مساهمة الجمعية في لعب أدوار طلائعية إلى جانب أصدقائنا، في تطوير النقاش الديمقراطي وفي التبشير بثقافة التغيير في ظروف جد دقيقة لم تكن ،رغم قساوتها ،لتحول دون استمرارنا في الثبات على المبادئ التي سطرناها في أدبياتنا ،والتي اعتبرناها منهج عملنا من خلال ما وصلنا إليه من قناعات داخل تنظيمنا، ثم عملنا على إبراز الدور الكبير الذي يتمثل في ضرورة إعادة النقاش بالنسبة لقانون الجمعيات باعتباره الأرضية التي ينبني عليها المشروع برمته، ومن ثم اعتماد مبدأ للتكوين في مجال الاختصاص التربوي وربط أنواع الأنشطة بالتصور العام للجمعية وخضوع الأنشطة للتقويم والمحاسبة واستبعاد كل ما يمكن أن يمس بشكل مباشر بالمبادئ الأساسية من تطوع واستقلالية وديمقراطية. إن محطة الذكرى الخمسين لتأسيس جمعية المواهب للتربية الاجتماعية ،يتابع الرئيس، ستكون لا محالة فرصة لإعادة قراءة واقع العمل الجمعوي وتحدياته وكذا مساهمة الجمعية في تطويره خلال هذه العقود الخمسة ، للخروج بتصور يكون عنوانا واضحا للمرحلة المقبلة من جهة، ونداء للجمعويين الحقيقيين من أجل الدفاع عن المجال في زمن هجمت فيه آلة التراجع والنكوص على جميع المجالات. وختم الرئيس كلمته بالقول ?إن جمعية المواهب للتربية الاجتماعية وهي على مشارف الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيسها، تعلن استعدادها لفتح نقاش عام حول الطفولة ، الشبيبة المغربية ،وكل الانشغالات ذات الارتباط بشكل يضمن الفعالية والمردودية الايجابية وتحقيق الغايات والأهداف لعمل تربوي يقرأ الماضي ويناضل في الحاضر ويتجه بالأمل نحو المستقبل. وقبل عرض البرنامج العام للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الجمعية، تم التأكيد على أن جمعية المواهب للتربية الاجتماعية قد مرت بمراحل متفاوتة العطاء تراوحت بين الانطلاقة الشجاعة ،ثم الانتشار الواسع في مختلف المدن والمداشر، فظلت حركة جمعوية نشيطة في طليعة حركات الطفولة والشباب موفرة الاحترام ،قوية الحضور وترفض الاحتواء والارتهان لغير مبادئها وأهدافها ،إلى جانب اعتزازها بتراثها وماضيها العريق. وفي البرنامج العام للاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيس الجمعية، سيتم تنظيم مجموعة من الندوات والموائد المستديرة التي ستسلط الضوء على مجموعة من المواضيع و القضايا التي تهتم بواقع الطفولة والشباب المغربي، حيث سيساهم في تأطير هذه الندوات والموائد المستديرة العديد من رموز العمل الجمعوي ببلادنا، كما ستعرف مشاركة مجموعة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين .