عاد الصحافيان المغربيان محمد السليماني و حسن تيكَبادار المحتجزان من قبل المخابرات الجزائرية بتندوف إلى أرض الوطن أول أمس،بعد أن أقلتهما الطائرة من مطار الهواري بومدين إلى مطارالدارالبيضاء ومنه إلى مطارأكَادير المسيرة، حيث خصص لهما اتحاد الصحافيين بأكادير استقبالا حارا مساء يوم الأربعاء22شتنبر2010. هذا وصرح الصحافيان بجريدة «الصحراء الأسبوعية» لوسائل الإعلام المختلفة أن السلطات الجزائرية احتجزتهما بفندق تابع للدولة بتندوف، وأرغمتهما على عدم مغادرته بدعوى عدم حصولهما على ترخيص من السلطات الجزائرية، وذلك للحيلولة دون زيارة المخيمات وتغطية حدث عودة مصطفى سلمة ولد سيدي مولود إلى مخيمات تندوف،بل أكثر من ذلك يتلقيان باستمرار مكالمات هاتفية مجهولة تهددهما بالقتل بلكنة صحراوية إن هما غادرا غرفة الفندق، وقاما بزيارة المخيمات أو بأية تغطية إعلامية عن عودة المفتش العام للشرطة بتندوف. وأضافا أن المخابرات الجزائرية التي تطوق الفندق كانت تراقبهما عن كثب داخل الفندق،وتمارس عليهما الاستفزاز المرعب والتعسف النفسي، بل أكثر من ذلك أخضعتهما لسلسلة من الاستنطاقات البوليسية طوال أربعة أيام قضياها بفندق تندوف عن أسئلة تطرح عليهما باستمرار،وكل مرة تأتي المخابرات لاستنطاقهم يطالب منها الصحافيان المغربيان إما تركهما يخرجان من الفندق وترفع الحصارعنهما لتغطية حدث عودة مصطفى ولد سلمى،وإما ترجعهما إلى الحدود فلم يتلقيا أي جواب. وللتستر على عملية الحجز التعسفي داخل الفندق استقدمت المخابرات مجموعة من الأشخاص قدموا أنفسهم على أنهم صحافيون جزائريون وطالبوا منهما أن يصرحا في التلفزيون بأن السلطات الجزائرية لم تحتجزهما داخل الفندق ولم تقيد حريتهما، وإلا سيبقيان هناك إلى الأبد. ولما رفضا التصريح بذلك،هاجمتهما فرقة مكونة من 14فردا من شرطة الحدود والأمن والمخابرات داخل غرفتهما في الساعة 12و45 دقيقة من زوال يوم الثلاثاء 21شتنبر2010، وفتشتهما وقادتهما إلى مكان مجهول ومسيج وأدخلتهما إليه بالعنف، وأخذت منهما الأشياء البسيطة من معجون الأسنان والفرشاة والهاتف النقال وبطارياته وغيرها ولم يتم استرجاعها إلا قبيل رحلتهما نحو الدار البيضاء . ثم قادونا، يقول الصحافيان المغربيان في تصريحهما،في سيارة الشرطة إلى مطارتندوف في ظروف لاإنسانية ونحن مطوقون ب14فردا من شرطة ومخابرات الجزائر حيث بقينا هناك من الواحدة ليلا إلى الخامسة صباحا بدون نوم وأكل وشرب رغم الحرارة المفرطة،وفي السادسة من صباح يوم الأربعاء22شتنبر الجاري وضعونا في الطائرة الموجهة إلى مطار الهواري بومدين ومنه إلى الدارالبيضاء. وفي الأخير،صرح العائدان إلى أرض الوطن،أن الكل كان يستفزهما للحيلولة دون الوصول إلى المخيمات ومعرفة حقائق عودة المفتش العام لشرطة البوليساريو ومصيره المجهول،فمدير الفندق قال لهما:تسببتما في إزعاجنا لأن كل مرة تأتي الشرطة والمخابرات إلى الفندق الذي لم يسبق له أن عرف مثل هذا الإزعاج،ولم يسبق لأي صحافي مغربي أن جاء إلى هنا. فيما قال لهما شرطي جزائري: أنتما غير مرغوب فيكما بتندوف،ليستخلصا في النهاية ومن خلال الإستنطاقات البوليسية للمخابرات الجزائرية المتكررة أن ما وصل إليه المغرب من حرية التعبير وحرية الصحافة ومن مبادراته الشجاعة، يزعج السلطات الجزائرية.