بدأت قصة اعتناق كارين للإسلام في مكان آخر ونجحت بخلفيتها المسيحية وبحماسها لتكون شاهدة على الإسلام في كلية المجتمع. التقيت بها في شيكاغو، حيث تعطي دروسا عن الإسلام في مدرسة إسلامية للبنات. جاءت كارين من بلاد القوقاز، وهي تتحلى بروح مرحة، ووجه منمش وسمح، وعينين زرقاوين. عندما جلسنا نتحدث في مدرستها، كانت ترتدي لباسا طويلا فضفاضا لونه أزرق داكن، و تضع على رأسها منديلا أبيض اللون. سألت كارين عن قصة اعتناقها الإسلام. قالت: «نشأت مسيحية كاثوليكية . ولكن عندما كنت في المدرسة الثانوية، أصبحت معمدانية متحمسة، وكنت قد اعتدت على حمل الكتاب المقدس معي حيثما توجهت ووجدت فرصا لأشهد على المسيح. وعندما ذهبت الى كلية المجتمع في دوبيج، ذهب معي كتابي المقدس. هناك التقت بشابين من سوريا، وبدأت أشهد على المسيح أمامهما. قالا لي: «اسمعي، نحن على استعداد لقراءة كتابك المقدس إذا كنت مستعدة لقراءة قرآننا». وهكذا وافقت معهما على ذلك، وحصلت علي قرآن وبعض الكتيبات عن الإسلام. قررت كارين الانتقال الى كلية دينية تدرس الكتاب المقدس (Bible College) في أيوا، كي تعد نفسها لحياة التبشير والشهادة، خاصة بين المسلمين، قرآنها ذهب معها إلى الكلية الدينية، واستمرت بقرآءته. «حدث شيء في أحد أسابيع الفصل الأول. بدأت أتساءل، لأول مرة في حياتي بالفعل، إذا كان المسيح هو الله فعلا. ذهبت إلى الصلاة التي تؤدى في حصة دراسة الكتاب المقدس في ذلك الأسبوع، وعندما جاء دوري للصلاة، وجدت أنه يتعين علي أن أقول (يا لله)، وليس (يا مسيح). ألا يكفي أن أقول (يا الله)؟ بعد أن قلت ذلك بعدة أيام، جاءت إلي صديقة وقالت لي، اسمعي يا كرين، أنا لا أعرف ماذا جرى لك، ولكن الله يفضل أن نصلي باسم المسيح. عرفت ذلك اليوم أنه من المحتمل أن لا أكون مسيحية حقيقية. بكيت وبكيت. اتصلت هاتفيا بأقربائي كي يأتوا ويأخذوني. أدركت أنني لا أستطيع الاستمرار في الكلية».. عندما رجعت إلى كلية المجتمع، لم تجد كارين الطالبين السوريين، ولكنها وجدت بعض أصدقائهما وبضع الأشرطة المسجلة عن الإسلام بصوت جمال بدوي. «لم يعد لدي الدافع الكافي للاستمرار، إلا أنني شعرت في قرارة نفسي أني يمكن أن أكون مسلمة. ولكنني لا أعرف أي شيء عن تعاليم الإسلام، ولا أعرف حتى كيف أصلي». انتقلت الى جامعة جنوب ألينوي، المعروفة بوجود عدد كبير من الطلاب المسلمين فيها»أكل أسبوع أو أسبوعين، تفرد جمعية الطلاب المسلمين طاولة مليئة بالمعلومات والإعلانات عن الإسلام. كنت دائما أقف هناك وآخذ نشرة إعلانية، حتى لو كنت قد أخذتها ممن قبل، ولكنني لاحظت أن الذين كانوا عند الطاولة كانوا من الرجال فقط. في أحد الأيام أعطاني أحد الإخوة قصاصة من الورق عليها اسم أخت مسلمة، الأخت بِكي، ورقم هاتفها. لم أتصل بها قبل مرور عدة أسبابيع، وعندما اتصلت في نهاية الأمر، سألتني، «لماذا لم تتصل في وقت سابق/ كنت أتوقع منك اتصالا». بعد ذلك التقيت بها. وكانت أول شخص مسلم التقي به وأتحدث معه، في حياتي». نظقت كارين بشهادتها هناك في جامعة جنوب ألينوي، وبعد ذلك التقت وتزوجت شابا مسلما متخصصا بهندسة الكمبيوتر. وهي منهمكة في هذه الأيام بشكل فعال في تبليغ التعاليم الإسلامية، أي في «الدعوة» الى الإسلام. وكلمة «دعوة» تترجم أحيانا لتعني «تبشير» ولكنها تفضل أن تسميها «دعوة»:«الدعوة هي تصرف ترحيبي تجاه الناس الذين تلتقي بهم، هذا ما قالته. و أضافت الفتيات هنا في المدرسة يتعلمن أن يتحدثن عن عقيدتهن الإسلامية. ويتوجب عليهن أن يقمن بذلك طوال حياتهن - أن يتكلمن عن عقيدتهن بكل ثقة، وأن يجبن عن الأسئلة التي يطرحها الدين لا يعرفون أي شيء إلا عن المسيحية. كارين هي نفسها، بكل تأكيد، شاهد حي على أهمية الدعوة، نظرا لأنها استجابت قبل سنين لطلب مفاده أن تلقي نظرة على القرآن. بالنسبة لكل من كارين ووليم، كان عليهما من أجل أن يصبحا مسلمين أن ينطقا بعبارة بسيطة - بسيطة، و لكنها أهم عبارة في العالم. «لا تكمن الأهمية في كلمات العبارة»، قال الإمام طالب في هيوستن، لأن « بمكان أي شخص أن يقولها. إنها تعني أنك إذا أردت أن تصبح مسلما وتسلم أمرك إلى الله، فإن عليك أن تنطق هذه الكلمات بإيمان صادر عن القلب، وأن تجعلها آداة لتوجيه حياتك. المسلمون يسمعونها بانتظام في الأذان الذي يدعو للصلاة، ووليم وكارين يرددونها يوميا في صلاتهما.