بعد مرور 7 سنوات على احتلال العراق ، مازال اللغز الذي يشغل الجميع هو لماذا انهارت بغداد كأحجار الدومينو عندما وصلت القوات الأمريكية إلى أطرافها في 9 إبريل عام 2003 ؟. فالعراقيون على اختلاف مآربهم لم يكن يساورهم أدنى شك فى أن بغداد ستنتفض مقاومة عندما يقترب الغزاة من أطرافها خاصة وأن الرئيس الراحل صدام حسين طوال أشهر سبقت الحرب كان يتغنى ليل نهار بأن بغداد ستكون مقبرة للغزاة في ضوء ما تتمتع به من تحصينات وحشود عسكرية وترسانة أسلحة كبيرة . وما ضاعف المرارة في قلوب العراقيين والعرب أن قرية صغيرة فى جنوب العراق هى أم قصر ظلت تقاوم قوات الاحتلال مدة أسبوعين فى حين لم تقاوم بغداد أبدا ، وفجأة اختفت قوات الحرس الجمهورى والجيش العراقى من العاصمة وذهل العالم وهو يرى قوات الاحتلال تسقط تمثال صدام حسين فى ميدان الفردوس الشهير بوسط بغداد في 9 إبريل وكانت الصدمة المروعة عندما نقلت الفضائيات مشاهد النهب والسرقة تحت أعين الغزاة والتي لم تقتصر على المحلات العمومية والخاصة بل طالت كذلك رموز الهوية الوطنية مثل المكتبات والمتاحف . وأطل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بعد السقوط المدوى ليتوجها برسالة إلى الشعب العراقي يرددان فيها ما دأب الاستعماريون القدامى والجدد على قوله كلما دخلوا بلدا جديدا وأخضعوا شعبه بالقوة الغاشمة وهو الادعاء أن «جيوش التحالف» لم تدخل العراق غازية بل «محررة» وبشرا الشعب العراقي ب»الديمقراطية» وب»إعادة البناء» ، إلا أن القصف الجوى الوحشى الذي أودى بحياة آلاف العراقيين الأبرياء ونتج عنه تدمير المدن والقرى والبنية التحتية ونهب الهوية وطمس الذاكرة من خلال استهداف المكتبات والمتاحف هي جرائم فضحت أكاذيب الاحتلال منذ وطأت أقدامه أرض العراق في 20 مارس 2003 . وتعددت الروايات حول ماحدث في 9 إبريل ، ففى الوقت الذي ادعى فيه بعض قادة الجيش العراقى أن سياسة وخطط صدام هي التى أدت إلى احتلال العراق بذلك الشكل « المهين « ، ألقى صدام من جانبه اللوم على الخونة دون تحديد وأشار فى رسالة بعث بها من مخبئه فى 30 إبريل 2003 وأذاعتها القنوات الاخبارية العربية إلى أن الخيانة كانت وراء سقوط بغداد، قائلا :» لم ينتصروا عليكم يا من ترفضون الاحتلال والذل ويا من فى قلوبكم وعقولكم العروبة والإسلام إلا بالخيانة.» وفي الذكرى السابعة لسقوط بغداد ، نستعرض أبرز الروايات حول لغز السقوط المدوى على أمل التوصل لإجابة التساؤلات التالية : لماذا اختفى الجيش العراقى فجأة وسقطت بغداد بدون قتال في 9 إبريل؟ وهل كان الانهيارالمفاجئ بسبب خيانة بعض قادة الجيش؟ أو خيانة المحيطين المقربين لصدام؟ أو أنه نتيجة تخاذل صدام نفسه؟ . مسئولية الرئيس والبداية كانت مع مقابلات أجرتها صحيفة الشعب اليومية الصينية في 9 إبريل 2004 أي في الذكرى الأولى لسقوط بغداد وأشار خلالها عدد من العسكريين العراقيين إلى أن الجيش العراقى كان مكونا من وحدات يائسة ليس لها قيادة مركزية إذ أمر بعض القادة جنودهم بعدم القتال فيما جرى إخفاء الطائرات المقاتلة العراقية بأمر من صدام بجانب أن الرادارات والبطاريات كانت معطلة أو تعمل بنصف طاقتها. ووفقا للعسكريين العراقيين ، فقد كانت الخطة التى وضعها صدام وأصبح كل عراقى على علم بها أن القوات الأمريكية عندما تحاول دخول بغداد سيدمرها فى حرب الشوارع لكن أحدا من الضباط والجنود لم يكن يثق بهذه الخطة التى ثبت فيما بعد فشلها . وكشف اللواء عبد الكريم عبد الرزاق أحد قادة الجيش العراقى في هذا الصدد أنه جمع من تبقى من جنوده فى صباح السابع من إبريل وكانوا مرهقين ومتعبين جدا ، في وقت كان فيه الطيران الأمريكى يقصف والقوات الأمريكية تتقدم والجيش العراقى يتلقى أوامر بمواصلة القتال . واستطرد يقول :» عندما أصبح واضحا أننا فقدنا السيطرة أصدرت أمرا لجنودي بالانسحاب لأن بقاءهم يعني موتهم « ، موضحا أن القوات العراقية انهارت من الداخل فى الأيام الأخيرة من الحرب حيث فر الجنود من وحداتهم ورفض الضباط دفع جنودهم إلى موت أكيد على أيدى تكنولوجيا متفوقة للقوات الأمريكية. وفى السياق ذاته ، قال العميد حسن جبانى إن 70 بالمائة من جنوده لاذوا بالفرار فى الثالث من إبريل ، مشيرا إلى أنه أدرك عدم وجود أية فرصة بالفوز فتركهم يذهبون. ونقلت الصحيفة الصينية عن عسكريين عراقيين آخرين قولهم إن انهيار الجيش العراقى تم ليس بسبب الضربات الأمريكية فحسب لكن بسبب طريقة بناء الجيش وانعدام الثقة والممارسات القمعية خاصة بعد أن خسر صدام حرب الخليج عام 1991 حيث فقد ثقته بجيشه النظامى وبدأ ببناء قوات متخصصة تعمل خارج نطاق الجيش النظامى . وقال اللواء ياسين محمد الجبورى فى هذا الصدد إن صدام خلق جيوشا صغيرة لحماية عشيرته ومصالحه لأنه كان خائفا من أن يتمرد الجيش النظامى عليه كان صدام يكلفهم بواجبات يصعب إنجازها ثم يغدق عليهم الهدايا، ما جعلهم يزودونه بتقارير مبالغ فيها وكاذبة مثلما حدث بالنسبة الى المدفع العملاق الذى لم يتجرأ أى من الضباط أن يخبر صدام بأن المدفع لن يعمل . وأضاف أن الأخبار التى وردت من الجنوب فى بداية الحرب كانت مشجعة ورفعت من معنويات الجنود لكن بعد وصول القوات الأمريكية إلى مطار بغداد انهارت معنويات الجنود، وهرب نصفهم، بينما اختفى الآخرون فى بنايات مهجورة قرب طريق المطار. وفي مقابلة مع فضائية العالم الإيرانية في 7 إبريل 2004 ، كشف اللواء مزهر طه الغنام وهو ضابط ركن في وزارة الدفاع العراقية خلال الحرب أن وزارة الدفاع منعت من التخطيط وإدارة معركة بغداد رغم أنها هي المعنية بذلك ، قائلا :» لم يسمح لوزارة الدفاع أن تخطط للدفاع عن بغداد ولا أن تدير معركتها لذلك كان دور الوزارة ثانويا وأوكلت هذه المهمة إلى الحرس الجمهوري وكان يشرف على الحرس الجمهوري ويقوده قصي نجل الرئيس السابق وهذا الرجل لم يكن عسكريا إنما هو خريج كلية القانون «. وتابع « قبل أكثر من سنة من الحرب أعدت وزارة الدفاع العدة وحولت مدن العراق إلى وضع يسهل الدفاع عنه من ناحية التعبئة والإعداد على الارض وتهيئة مواضع دفاعية متعاقبة وتوزيع أكداس العتاد ومواد تموين القتال ووضعت الخطط الدفاعية للدفاع عن جميع مدن العراق وحسبت حسابات كثيرة من ضمنها التخلي عن بعض المدن ذات الأهمية الثانوية والتركيز على الدفاع عن المواقع ذات الاهمية الاستراتيجية المهمة وحسب أهمية هذه المدن وقسم العراق إلى مناطق لتلافي حالة انقطاع الاتصالات وتم تعيين قادة لهذه المناطق ولكن مع الأسف أن القادة لم يكونوا قادة عسكريين إنما كانوا يتمتعون بصفة سياسية». وأضاف الغنام قائلا :» هناك مبدأ عسكري هو يجب عدم زج الوحدات قبل تنظيمها وتدريبها وتهيئة الإسناد الإداري والناري لها فعندما لاتكون هذه الأمور مهيأة تجد الوحدة العسكرية نفسها في حرج ولا تتمكن من أن تؤدي واجبها وهذا ما حصل ، إن القوات المهاجمة تقدمت من محاور لاتوجد فيها الوحدات بكثافة واستفادت من قدراتها على الاستطلاع كذلك كان لديها متعاونون بشكل كبير من خارج العراق أو داخله ، الوحدات العسكرية للحرس الجمهوري وجدت نفسها مشلولة ولم تتمكن من تأدية دورها في الدفاع عن بغداد ووزارة الدفاع كانت ممنوعة من قبل القيادة السياسية أن تدير معركة بغداد». وشدد على أن هناك أسبابا أخرى أدت إلى هذا الانهيار السريع وهي ضعف الأداء والإهمال والتقصير في أمور كثيرة منها ضعف القيادة وعدم تهيئة مواضع دفاعية بشكل صحيح وعدم تهيئة مسرح العمليات بشكل صحيح وهذا أدى إلى إرباك الوضع العام ، وتساءل « كيف يقاتل الجندي الذي لايوجد لديه موضع للقتال؟ إذا لم تكن منظومة موانع امامه كيف يقاتل؟ إذا لم يوجد اسناد ناري كاف له كيف يقاتل؟ إذا لم يكن إسناد إداري ولاتوجد خطة واضحة كيف يقاتل وحتى الوحدات التي تأتي للتعزيز تتنقل في تلك الظروف الصعبة وتقطع مئات الكيلومترات وتصل إلى بغداد ولا تجد مكانا تقاتل فيه فهذا أدى إلى إرباك وضعف في الأداء «. وأشار الغنام أيضا إلى أن ما حصل من تناقضات في القيادة ومنع القادة العسكريين المحترفين من أداء دورهم يعود إلى أسباب أمنية لأن صدام كان يخشى من الانقلاب العسكري لذلك لم يقوموا بواجباتهم الرئيسية في الدفاع عن بغداد ، وقال :» إن الحرس الجمهوري لم يكن له قائد وهو تشكيلة غريبة علينا كعسكريين» . وأضاف « كان للحرس الجمهوري رئيس أركان وعين قصي صدام مشرفا عليه باعتباره القائد وحسب معلوماتي أن رئيس الأركان لايمتلك القرار الحقيقي للتصرف بالحرس وإنما القرار الحقيقي بيد المشرف وهو رجل مدني يمتلك خبرات قليلة وفي تقديري أن الحرس الجمهوري لم تتوفر له القيادة المناسبة ولم تهيأ له الظروف المناسبة للدفاع عن بغداد ووزير الدفاع لم يكن يمتلك الصلاحيات اللازمة ولا يستطيع أن يصدر أمرا يتعارض مع توجيهات قائد المنطقة الجنوبية علي حسن المجيد أو قائد المنطقة الشمالية عزة الدوري أو غيرهم لذلك فان القادة العسكريين كانوا مقيدين ومهمشين». وواصل الغنام حديثه قائلا :»حسب علمي أبلغ قصي وزير الدفاع بأن الدفاع عن بغداد مهمة الحرس الجمهوري وأن وزارة الدفاع ما عليها إلا أن تكون متفرجة في هذا الجانب»، مشددا على أن وزارة الدفاع كانت على ثقة أن الإجراءات المناسبة لم تتخذ للدفاع عن بغداد . وعن معركة المطار التي اعتبرت بداية الانهيار ، قال الغنام :»في وزارة الدفاع ومنذ الأيام الأولى قلنا لهم (القيادة ) إن أول هدف سيهاجم في بغداد هو المطار الدولي وكان لدينا وضوح تام بهذا الموضوع لأننا كنا نضع أنفسنا مكان المهاجم». رواية هيكل ومن جانبه وفي إحدى حلقاته على فضائية «الجزيرة» ، كشف الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أنه والأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة السابق إلى العراق اطلعا على رسالة كتبها الدبلوماسي العراقي السابق نزار حمدون والذي كان ضمن قلائل يلتقون صدام ويتحدثون معه بصراحة وتروى الرسالة حوارا بين صدام ونزار قبل الحرب مباشرة يقول فيه صدام : «الغزو سوف يحدث لكن الحرب الحقيقية أو القتال الحقيقي سوف يكون بعد ذلك فأنا أعرف الشعب العراقي وأمريكا لا تعرفه». وعلق الكاتب الصحفى محمود المراغى في مقال له بصحيفة «العربى» المصرية في 15 أغسطس 2004 على رواية هيكل قائلا : «إنها تعنى أن الغزو قادم ولا مفر منه وأن القوة العراقية لا تستطيع الصمود حتى النهاية لتحول دون وقوع الاحتلال وأن حربا حقيقية أو قتالا حقيقيا سوف يعقب ذلك فهذه هى طبيعة الشعب العراقى الذى خاض معارك كثيرة وبشراسة واضحة «. ووفقا للمراغى ، فإن الأرجح أن أمرا قد صدر بإيقاف القتال من جانب واحد هو الجانب العراقى وأن ذلك الأمر كان يعنى اختفاء الأفراد والأسلحة ليتم استئناف الحرب بعد ذلك وعلى هذا النحو فإن الحرب مازالت معلقة لم يتم حسمها رغم ما بدا من مشهد درامى تابعه العالم على شاشات التليفزيون حين اختفى الجنود ثم اختفى التمثال ثم ارتفع العلم الأمريكى. واستطرد يقول :» نعم الحرب لم تنته لحظة الغزو والحرب الممتدة حتى الآن وطبقا لرواية هيكل ما هى إلا تعليمات قد صدرت يوم 9 إبريل «. وأضاف المراغى أن الجيش العراقى والحرس الجمهورى وفدائيى صدام الذين بلغ عددهم نحو نصف مليون خرجت الغالبية العظمى منهم سالمين خلال القصف الجوى الأمريكى العنيف كما أن ترسانة الأسلحة الضخمة ظلت قائمة فى جزء كبير ، بالإضافة إلى أن الجيش العراقى المنتشر والمتخفى والذى أخذ بالتأكيد أشكالا تنظيمية مختلفة ولا مركزية، هذا الجيش مازال يحتفظ بوسائل تطوير وتصنيع أسلحته فى حدود المهام المنوطة به الآن وهى: الحرب الشعبية التى تستخدم أسلحة تتخطى ما تسميه أسلحة فردية إنهم يملكون الصواريخ ومضادات الطائرات والدبابات وهم يوقعون بجيش الاحتلال الكثير من الخسائر والتى قد تكون فى جانبها المادى أكثر من جانبها البشرى. وبناء على ما سبق ، رجح المراغى أن الجيش العراقى هو عماد المقاومة وأن لأفراده القدرة على الاختراق والقيام بعمليات استخباراتية يعرفون من خلالها تحركات وأسرار العدو حتى أن كبار القادة مثل بريمر وجون أبى زيد كادوا يقعون فى الشباك لولا الصدفة ، والقدرة على وضع خطط حربية خالصة تختلف فى نوعياتها عما تقدمه عناصر فدائية استشهادية لا تملك غير حزام ناسف يودى بحياتها وقد يودى بحياة الآخرين بل انها تختلف عما يقدمه البعض من سيارات مفخخة على طراز الحرب اللبنانية، والقدرة على المواجهة والقتال والاحتفاظ بالمواقع الحصينة. واستطرد قائلا :» هكذا فإننا أمام جيش كان نظاميا ومازال على قدر من نظامه وإن كان الأرجح ان مركزيته قد انتهت بسبب الظروف التى يعمل فيها . ومقاومة الجيش لاتنفى وجود تنظيمات غير منتمية للجيش السابق فنشوء حركة مقاومة أو حركة تحرير شعبية أمر منطقى ووارد بل هو قرين كل احتلال كما أنها لاتنفى وجود عناصر متطوعة وافدة من خارج الحدود بدافع قومى أو إسلامى». ويبدو أن قصة الخيانة بحسب المراغى وهيكل ونزار حمدون ليست هي القصة الحقيقية أو الرئيسية وأن سقوط بغداد كان بفعل فاعل عراقى رأى أن بغداد سوف تدمر وأن القرار الصحيح ليس الاستسلام وليس مواصلة الحرب وإنما الاختفاء والانتشار ثم إعادة الكرة فى وقت لاحق ، أى أنها الحرب المؤجلة والممتدة . الخيانة هي السبب وفي المقابل ، نشرت صحيفة «الوطن» العمانية في أواخر إبريل 2003 رواية بعثية عما حدث في معركة سقوط بغداد أوضح خلالها الدكتور قاسم سلام عضو القيادة القومية لحزب البعث المنحل أن معركة المطار كانت هي المعركة الفاصلة في الحرب بل هي «أم الحواسم» كما أسماها ، غير أنه سبقها ظهور بوادر تململ في صفوف الجيش العراقي في البصرة ، حيث عمد بعض كبار الضباط إلى تصرفات تهدف إلى التخلص من الفدائيين والمتطوعين العرب. وتابع « عندما تم الإنزال الأمريكي في مطار صدام الدولي امتنع الحرس الجمهوري عن التوجه للقتال في المطار ، ما دفع الرئيس صدام حسين إلى قيادة إحدى كتائب الحرس شخصيا ، مستقلا الدبابة الأولى التي هاجمت القوات الأمريكية في المطار مسنوداً بقوات المتطوعين العرب والفدائيين، حيث تمكن بهذه القوات من قتل العشرات من الجنود الأمريكيين قبل انسحابهم ، رغم أن طيران الجيش امتنع عن توفير غطاء جوي له». ووفقا للمسئول البعثى السابق أيضا ، فإنه بعد هذه المعركة الفاصلة التي حسمت لصالح العراق، وبدلا من أن ترتفع المعنويات ، بدأ فصل جديد من المؤامرة تمثل في ازدياد كثافة عمليات إنزال أعداد محدودة من الدبابات الأمريكية داخل مواقع متعددة داخل بغداد وإنزال أفراد معارضة عراقية بواسطة المروحيات الأمريكية كانوا جاءوا من خارج العراق ليقوموا بإلقاء الورود على المحتلين ونهب المؤسسات العامة بدءا من الثامن من إبريل بهدف خلخلة الجبهة الداخلية للعراق. وأضاف « ترافق هذا مع شائعة مقتل الرئيس صدام حسين بعد توقف الإذاعة والتليفزيون العراقيين ومهد كل ذلك للنهاية المأساوية المتمثلة في تخاذل قيادة الصف الأول في الحرس الجمهوري التي أعطت تعليمات لقادة الصف الثاني مرروها بدورهم نزولا إلى الجنود تفيد بانتصار الأمريكان وانتهاء المعركة ووجوب الانسحاب والاختفاء استعدادا للمعركة المقبلة طويلة الأمد مخلفين وراءهم أسلحة تكفي لخوض حرب تستمر لسنة ونصف».