قد يتساءل البعض عن مغزى عنوان المقالة، لكن الذي استمع إلى وزير الشباب و الرياضة بالقناة الثانية في برنامج نقط على الحروف،و ما نقل عنه من كلام اثناء اجتماع له في الوزارة عن تفكيره «الكوبوي» و عن برنامجه الطموح» لنسف» المجتمع المدني و الاتحاد الاشتراكي ، سيخيل له و كان السيد الوزير تحول إلى «كوموندو» يقود فرقة «المارينز» متأهبين للانطلاق من وزارة الشباب لتحرير الشباب وتعبئته حول أمريكا و حب أمريكا، و استعداده لتحرير الشباب من حبه للوطن و تعويضه بحب «ماما أمريكا» ، بل و سيجعلنا نتساءل عن مغزى استوزراه؟ و جدواه؟ الم يكن للسيد الوزير أن ينخرط في حزب « الحمار» بأمريكا و يبحث عن طريق هناك توصله إلى الوزارة لنرى هل سيستطيع التفكير في بيع أراضي الشباب الأمريكي؟؟، و هل يستطيع هناك ان يستوزر من خلال « تقطار السقاف» على حزب «الحمار»، أو أن يقول للشباب الأمريكي انا تفكيري «ماروكي و العياذ بالله» و جئت لاستوزر عليكم؟ لقد استبدلت كل برامج وزارة الشباب..من القراءة للجميع ، الجامعات الشعبية، المخيمات للجميع.....المغرب للجميع، ببرنامج كيف يصبح الشباب المغربي أمريكيا لمدة... ننتظر أن تعلن عنها الوزراة في إطار برامجها الشبابية...، أو في كتيب نقترح علي السيد الوزير أن يسميه : كيف تحب ماما أمريكا؟ الذي كان من المفترض أن يجيب عنه السيد الوزير هو إشكالات الشباب المغربي المتعددة، مع الرياضة ، مع الثقافة مع حقه في العطلة و السفر،مع الشغل، و التكوين... لقد كان على السيد الوزير بدل التفكير في أمركة الشباب، أن يفكر في دور الشباب المغربي اليوم و مدى قدرته على خدمة المشروع الديمقراطي ببلادنا ،، أن يتساءل عن عدد الأطر التي تتوفر عليها دور الشباب، و حجم الأنشطة المنظمة فيها و مدى استقطابها للشباب المغربي، أن يؤطر الشباب بدل تركه عرضة للانحراف آو التطرف، أن يفكر في سبب هجرة الشباب من الوطن و أن يجيب عن أسباب هجرة أدمغة الشباب المغربي،و «حريك» الشباب ، أن يعلمهم معنى كلمة وطن بدل تشجيعهم البحث عن الرحيل من الوطن في اتجاه...... أمريكا. أمريكا ليست للشباب، أمريكا ليست للجميع بدل أن يفكر السيد الوزير في بيع أراضي و ممتلكات الشباب المغربي، كان عليه أن يفكر في كيفية رفع نفقات الدولة في قطاع الشباب، أن يفكر في استغلال فضاءات الشباب بالشكل الذي يجعلها تعود مرة أخرى قبلة و وجهة للشباب المغربي، تجعلها فضاء للتاطير و التعليم. بدل أن يفكر السيد الوزير في أمركة الشباب، كان عليه أن يفكر في تدريسهم معنى كلمة وطن و أن يبحث عن رموزنا المتعددة من محمد الخامس إلى عبد الرحيم بوعبيد...بدل تلميع صور جورج بوش الأب آو الابن لا فرق بين الاثنين؟ أن يفكر في تعليم الشباب تحية العلم..... المغربي طبعا. إن الشباب لا يحتاج إلى التعامل معه بلغة الأرقام و كأنه في مصنع بئيس لصنع الأحذية الأمريكية،بل يحتاج إلى أكثر من ذلك ليس الشباب مجرد أرقام أو دولارات، بل هو أكثر من ذلك بكثير، هو مستقبلنا جميعا. كان على السيد الوزير بدل إعلان خطته «المجيدة» لنسف و سحق المجتمع المدني و «الاتحاد الاشتراكي» كل ذلك بقبضة واحدة و كأننا نشاهد احد المشاهد البئيسة من أفلام «رعاة البقر» و هم يقضون على «الهنود»، آو « روكي البطل» الذي يدخل إلى الحرب و يهزم الجميع بيد واحدة.... أن يفكر في دعم مؤسسات الشباب و سبل تاطيرها.... للسيد الوزير أن يحب أمريكا كما شاء، لكن عليه أن يعي أن الشباب المغربي قد لا يقاسمه نفس المشاعر اتجاه أمريكا، بل يريد أن يحس بدفء هذا الوطن. للسيد الوزير أن يحب الأرقام و المقاولات كما أراد، لكن عليه أن يعرف ان الشباب لا يريدون أن يكونوا مجرد رقم في معادلات حسابية، بل يريدون أن يروا وطنهم يتقاسمه الجميع . للسيد الوزير أن يلملم تاريخ اوفقير....الدليمي، و ان يفكر في تكرار الحكاية، لكن عليه أن يعرف نهاية من أرادوا «نسف» الاتحاد الاشتراكي ، و المجتمع المدني، و كيف انتهوا في «مزبلة التاريخ» يكفي أن نقول للسيد الوزير....أمريكا ليست للجميع. * عضو المكتب الوطني للشبيبة الاتحادية