لم يكن يعلم (م.ف) أن يومه الأخير سيكون على يد أحد زبنائه الذي يتردد عليه مع نهاية أسبوع ليقتني قنينة خمر بعدما يكون عائدا لبيته في وقت متأخر من الليل بطعنة سكين على مستوى الفخذ الأيسر لم تترك له أي حظ للبقاء على قيد الحياة. تعود أسباب هذه القصة ليوم السبت الماضي حيث تقدم (ع.ق) في حي بنسودة بفاس الى (م.ف) بائع الخمور بالحي وكعادته طلب منه تزويده بقنينة خمر أحمر وبالفعل وضع (م.ف) القنينة في الدلو وأنزلها كعادته عبر الحبل الى زبونه الذي أخذها ووضع في الدلو مبلغ 30 درهما عوض 35 درهم الثمن المتداول في السوق السوداء عندما أخذ الدلو من جديد لم يرقه ذلك وطالب الزبون (ع.ق) بإضافة 5 دراهم إلا أنه بسبب الخمر الذي كان قد شربه وأخذ منه عقله رفض إضافة 5 دراهم معتبرا بأن ثمن القنينة في جهة أخرى لا يتجاوز 30 درهما الشيء الذي جعل (م.ف) يطالب مساعده بالنزول ليتمكن من 5 دراهم إضافية وإلا سيقوم بضربه وتعذيبه وهذا ما كان عندما رفض (ع.ق) تمكين المساعد من الدراهم الاضافية انهالا عليه بالضرب والرفس مما زاد من صياحه وصراخه وأخذ بالوعد والوعيد للمعلم الذي لم يتحمل كل تلك الكلمات الساقطة أمام أعين زوجته وأبنائه وسكان الدرب مما جعله يحمل عصا وينزل لتربية (ع.ق) وعقابه على ما فاه به في حقه. بمجرد خروج (م.ف) باب المنزل أخذ ب (ع.ق) من ملابسه وأخذ يضرب بعصاه في مختلف أنحاء جسده دون أن ينتبه بضحيته الذي أخرج من تحت سترة مدربه وطعن بها (م.ف) على مستوى فخذه للرجل اليسرى بقوة حيث أدخل المدية كلها مما جعل (م.ف) يصرخ بكل ما لديه من قوة دون أن يعيد نفس الصرخة ليصبح جثة هامدة على التو أمام منزله. ليبقى (ع.ق) أمام الجثة ينظر إليها في ذهول كبير ومن خلال ذلك دون شك كان يعيد شريط العراك تم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة ثم العقوبة التي تنتظره والتي لن تقل عن 15 السنة الشيء الذي جعله يستسلم لقضائه ولم يبارح مسرح الجريمة الى حين حضور عناصر الشرطة القضائية الذين حرروا له محضرا باعترافه باقتراف جريمة القتل وتمت إحالته على أنظار غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس.