احتفى مهرجان فاس للمسرح الجامعي في نسخته الحادية عشر/11 بالفنان الإماراتي البشوش "عُمر غُباش" الذي راكم أزيد من ثلاث عقود في مجال المسرح مساء يوم الثلاثاء 3 ماي 2016 بالمركب الثقافي الحرية -فاس، ويحتفظ الفنان بابتسامته ويحاول الإستمتاع بالفعل الإجتماعي حسب صديقه "عبد الإلاه فؤاد" رئيس المركز الأوربي العربي لمسرح الطفل بأصيلا، مضيفا أن "عُمر" مهووس بالفعل الإجتماعي، إذ عمد بعد نهاية دراسته إلى تأسيس جمعية المسرحيين الإماراتيين واستمر يشتغل بها لمدة 13 سنة، ليؤسس منبر مسرحي كبير تحت اسم "كواليس"، لينخرط كذلك في عمل اجتماعي آخر هو صندوق التكافل الإجتماعي الذي عمل فيه على الإهتمام بالجوانب التضامنية للفنانين والمبدعين، خالصا إلى أن "غُباش" فنان مرح يحب الفرح وينشره. لم يدم صمت "عُمر غُباش" طويلا ليقول بأن تكريم مهرجان فاس للمسرح الجامعي الذي تنظمه جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية لشخصه يعد بمثابة خطوة جديدة لعمله الفني الذي بدأ سنة 1974 كممثل ومخرج وكاتب مسرحي. وأدّى الفنان خلال ذات الأمسية مسرحية "الحلاّج وحيدا" من إعداده وإخراجه وتمثيله، والمقدمة من مركز ديرة الثقافي بالتعاون مع مسرح دبي الأهلي. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/عمر-غباش.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/عمر-غباش.jpg" alt="عمر غباش" width="811" height="537" class="alignnone size-full wp-image-25982" / كما احتفى المهرجان بالفنانة المغربية "شرادي فاطمة الغالي" المعروفة ب "دَستورة" القادمة من عمق الرمال المغربية وبالضبط من مدينة الداخلة، التي تعتبر من الفنانات المغربيات الرائدات في جيلها أم لبنتين وثلاث أطفال، انطلقت في مسيرتها الفنية سبعينيات القرن الماضي، وتقول بأن شهرتها ب "دَستورة" جاء بعد التصويت على دستور 1962 لتعرف بذات اللقب إلى أن فطنت لإسمها الحقيقي سنة 1979، معتبرة أن "هُبْ لُبْ " يظل العمل المسرحي الخالد في ذاكرتها لتميزه ومعالجته موضوع الإنتخابات، مؤكدة أن المسرحية كانت هادفة ومتقدمة ومن أروع الأعمال قدمتها بمدينة مكناس تصب فيما جاء بها دستور 2011. وبدأت "دستورة" ممارسة العمل المسرحي وهي في سن صغيرة لتعمد لاحقا إلى تنظيم وتهييء مجموعة من العروض في الهواء الطلق مشركة في ذلك الساكنة ومحيطها، وتضيف الفنانة المغربية التي تعشق المسرح بأن والدها كان يعمل بطرفاية لدى الجيش الإسباني لكنه كان يساند جيش التحرير المغربي، ليقوم بالفرار من المدينة هربا من بطش المستمر الذي كان ينوي تصفيته جسديا بالرصاص، ويلتحق لاحقا بجيش التحرير المغربي ثم بالجيش العسكري ويحصل على تقاعده سنة 1980 لتوافيه المنية سنة 2007. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/المسرح-الجامعي-2.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/المسرح-الجامعي-2.jpg" alt="المسرح الجامعي 2" width="811" height="537" class="alignnone size-full wp-image-25979" / ويصل المهرجان إلى دورته الحادية عشر بفضل إمكانياته الخاصة حسب السيد "سعيد الناجي" مدير المهرجان، بفضل الإمكانيات المادية والبشرية التي توفرها كلية القانون بفاس التي تضم أزيد من 31 ألف طالب، معتبرا كذلك أن المهرجان تصاحبه مؤسسات مانحة على رأسها وزارة الخارجية والتعاون، ووزارة الثقافة ومديريتها الجهوية، والمسرح الوطني محمد الخامس، والمجلس الجماعي لفاس، وجهة فاسمكناس، معولين وفق كلامه كذلك على مصاحبة دائرة الثقافة والإعلام بإمارة الشارقة العربية المتحدة التي تسطر سنويا برنامجا مسرحيا غنيا. مؤكدا أنه يظل الطلبة القوة الأكثر إبهارا في المهرجان، الذي وصل إلى احترافية كبيرة باستقطاب فرق مسرحية من بلدان نائية لم يسبق لها المشاركة في مهرجان جامعي بالمغرب. واعتبر السيد "عبد العزيز الصقلي" رئيس المهرجان وعميد كلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس، بأن المسرح الجامعي أضحى يشكل مكونا لا غنى عنه ضمن المشهد المسرحي المغربي خصوصا بعد تفعيل وتكريس الممارسة المسرحية في فضاء الجامعة المغربية، من خلال يضيف انخراط العديد من المؤسسات الجامعية في بلورة ملامح تجربة مسرحية جامعية ناجحة ومن ضمنها تجربة المسرح الجامعي لمدينة فاس والتي استطاعت حسب ذات المتحدث بعد مرور إحدى عشرة دورة أن تأخذ بعدا دوليا، بانفتاحها على تجارب دولية أخرى وتحقيقها لإستمرارية تجربة المهرجان، ما يدل حسب السيد "الصقلي" على أثر المسرح الجامعي وأهميته كأحد منابر الأدب والثقافة داخل الفضاء الجامعي. وقال السيد "ابراهيم أقديم" نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بأن المهرجان دخل في عقده الثاني بفضل الإيمان القوي بدور مثل هذه الأنشطة الثقافية والفنية المنظمة لفائدة الطلبة، وأثرها الإيجابي كذلك في تكوين شخصيتهم وتهذيب سلوكهم وصقل مواهبهم، وأيضا بفضل الإنخراط الكبير للطلبة في هذه الدينامية والسعي إلى الجمع بين الإنشغال بالتكوين والبحث والتفتح على الفن والثقافة ومختلف الأنشطة الإبداعية. a href="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/المسرح-الجامعي-3.jpg"img src="http://www.alhodoud.com/wp-content/uploads/2016/05/المسرح-الجامعي-3.jpg" alt="المسرح الجامعي 3" width="811" height="537" class="alignnone size-full wp-image-25980" / ويشارك في مهرجان فاس للمسرح الجامعي دول من : إيطاليا والدنمارك وكوريا الجنوبية وفرنسا واستونيا، والسودان، ومصر، وفلسطين، وتونس، ولبنان، والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى المغرب، فيما يترأس لجنة التحكيم السيد "عبد الكريم جواد" مستشار وزير الثقافة بسلطنة عمان ويوجد في عضويتها كل من : نادية برشيد و سناء شدال وعبد الجبار خمران وهشام شكيب وحسن مراني علوي. كما يتضمن المهرجان توقيع مجموعة من الإصدارات : حوارات في المسرح العربي ل عبد الجبار خمران، وكتاب الإيقان والإرتياب أو يوربيدس الجديد، تجريب في المسرح الكوانتي ل فهد الكغاط، ومؤلف قصر البحر/صخور سوداء ل محمد زيطان، وكتاب نقاد ونقود، حول إعلام النقد المسرحي المغربي ل مرية المطيع، بالإضافة إلى ورشات في المسرح يسهر عليها كل من : كاليف كودو المدير الفني بجامعة تارتو بإستونيا، وعلاء قوقة أستاذ التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر، ومحاضرة حول النقل والمسرح سيؤطرها "جون بيير هان" نائب رئيس الجمعية الدولية لنقاد المسرح. الحدود