نظمت الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة بمدينة قليبية من 25 جويلية إلى 01 أوت 2009 الدورة الرابعة و العشرين للمهرجان الدولي لفيلم الهواة. و قليبية مدينة ساحلية تقع في الشمال الشرقي لمدينة تونس العاصمة. و قد دأبت الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة تنظيم المهرجان بهذه المدينة القديمة الموغلة في التاريخ لجمالها و سحرها الصيفي. وتضمن برنامج هذه الدورة المسابقة الوطنية و مسابقة أفلام المدارس السينمائية التونسية (11 فيلما) و المسابقة الدولية من 14 دولة هي لبنان (4 أفلام) و سوريا (6 أفلام) و تونس (6 أفلام) و الجزائر (فيلما واحد) و المغرب (فيلما واحد) و مصر (3 أفلام) و بوركينافاسو (2 أفلام) و السينغال (فيلما واحد) و فرنسا (5 أفلام) و ايطاليا (فيلما واحد) و سويسرا (2 أفلام) و هولاندا (فيلما واحد) و روسيا (2 أفلام) و استونيا (فيلما واحد). و تركبت لجنة التحكيم الدولية من غاستون كابوري (بوركينافاسو) و فلاديمير غابيشاف (روسيا) و سمير عبد الله (مصر-فرنسا) و فيليب سيفستر (فرنسا) و كمال التواتي (تونس). كما تضمن برنامج هذه الدورة استضافة السينما السورية الشابة عبر مجموعة أفلام قصيرة روائية و وثائقية و أفلام الرسوم المتحركة. إلى جانب حلقات نقاش بمشاركة عدد من السينمائيين العرب و الأجانب حول "الصور المتحركة في عصر المعلوماتية" و "واقع سينما الهواة في تونس و فرنسا" و "سينما الواقع:كيف نصور غزة أثناء و بعد الحرب". وكان افتتاح المهرجان بعرض فيلم "غزة...اليوم الموالي" لسمير عبد الله و خير الدين مبروك. و هو فيلم يحكي عن الحرب الهمجية الأخيرة التي تعرضت لها غزّة واصفا جرائم و اعتداءات آلة الحرب الإسرائيلية و يقدم الفيلم تشريحا لعملية إبادة منظمة و منهجية انطلقت منذ سنة 1948 و المحطات التي تلتها في 1956 و 1967 و 1973 و على مرّ السنين إلى اليوم. و قد تجنبا المخرجان الوقوع في البكائيات.. فعشرات الشهادات المقدمة في الفيلم تعكس شعورا عميقا بالكرامة و الصمود و تشبثا لامعقوليا بالحياة رغم سفور الموت و الدمار التي تعرضت له غزّة. صوّر الفيلم مباشرة بعد إعلان وقف إطلاق النار. و سافر المخرجان إلى غزة عبر الحدود المصرية ضمن بعثة طبية فرنسية. و مخرجا الشريط هما على التوالي سمير عبد الله الذي أخرج العديد من التحقيقات و الأشرطة الوثائقية منذ سنة 1983. يتعاون منذ عشر سنوات مع وكالة "أي.أم. ميديا" المتخصصة في الهجرة و الثقافات الحضرية. قام بتأسيس جمعية "العيون المفتوحة" التي تتولى تنظيم ورشات تكوينية في الإخراج و البرمجة السينمائية داخل الأحياء السكنية. يشرف منذ سنة 1994 على شبكة دولية لعروض الأفلام و البرامج الوثائقية تحت اسم "سينيمتاك" وهي تعبر عن نظرة نقدية للعالم المعاصر. أمّا المخرج خير الدين مبروك فهو متخرج من معهد "غوبلينز". يقوم حاليا بإعداد شريط سينمائي عن التصوف في دمشق و ورثة الأمير عبد القادر. يتميز عالمه الفني بروافد الموروث الشرقي و استلهام عمق العالم العربي. يساهم المهرجان الدولي لفيلم الهواة في بناء ثقافة وطنية و ديمقراطية و يشجع الأفلام التي تمثل تراثها الوطني و الاجتماعي. كما يهدف إلى تمكين السينمائيين الهواة من تبادل تجاربهم خاصة من خلال المناقشات المخصصة للأفلام المشاركة في المهرجان مع تسهيل اللقاءات بين مختلف الثقافات الوطنية و يعرّف المهرجان أيضا بأفلام حركات التحرير الوطنية. المهرجان الدولي لفيلم الهواة تظاهرة ثقافية تنظمها الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة بالتعاون مع وزارة الثقافة و المحافظة على التراث و بمساهمة بلدية قليبية و ولاية نابل.
نبيل درغوث / صحفي و كاتب تونسي ''الفوانيس السينمائية''