يمثل ميناء "بارغني-سندو" المعدني الجديد، الواقع على بعد 40 كيلومترًا من العاصمة السنغاليةدكار، مشروعًا محوريًا يُعيد صياغة مستقبل البنية التحتية اللوجستية في غرب إفريقيا. هذا المشروع الضخم، الذي جاء لتخفيف الضغط عن ميناء دكار المزدحم، يُسهم بشكل كبير في دعم رؤية المغرب لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، وهو جزء من المبادرات الملكية المغربية التي تسعى إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وخلق تكامل استراتيجي بين الدول الإفريقية. تُعدّ العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسنغال من أكثر الشراكات استقرارًا وفعالية في القارة الإفريقية، حيث تعمل الشركات المغربية في مختلف القطاعات مثل البنوك، والبناء، والطاقة، والزراعة. ومع افتتاح ميناء "بارغني-سندو"، يُتوقع أن تتوسع آفاق التعاون لتشمل مجالات جديدة مثل اللوجستيات والتجارة البحرية. الميناء الجديد ليس مجرد بنية تحتية للنقل؛ بل يُشكل منصة استراتيجية لتسريع عمليات التصدير والاستيراد، ليس فقط بالنسبة للسنغال، ولكن أيضًا للبلدان المجاورة غير الساحلية مثل مالي وبوركينا فاسو. وهكذا، يُسهم المشروع في تحويل السنغال إلى مركز لوجستي إقليمي، مع استفادة واضحة للشركات المغربية التي تسعى للوصول إلى أسواق غرب إفريقيا. منذ إطلاق مبادرة التعاون جنوب-جنوب، اتخذ المغرب خطوات جريئة لتعزيز العلاقات بين الدول الإفريقية على أسس من التكامل الاقتصادي والتضامن الإقليمي. ويمثل الاستثمار في البنية التحتية مثل الموانئ والنقل أحد أعمدة هذه الاستراتيجية. ميناء "بارغني-سندو" يُعد مثالًا حيًا على كيفية تعاون الدول الإفريقية لتحقيق أهداف تنموية مشتركة. ومع الإمكانيات اللوجستية التي يوفرها، سيُمكّن من تحسين حركة السلع والخدمات، وتقليص التكاليف التشغيلية، وزيادة تنافسية الصادرات الإفريقية على الساحة العالمية. من خلال مشاريع مثل هذا الميناء، تُثبت الشراكة المغربية-السنغالية أنها ليست مجرد تعاون اقتصادي، بل نموذج لبناء مستقبل مشترك قائم على المنفعة المتبادلة. يُظهر المشروع كيف يمكن للبنية التحتية أن تكون محركًا للتنمية الإقليمية وتحقيق أهداف التكامل الإفريقي. ميناء "بارغني-سندو" يُعد نقطة انطلاق جديدة في مسار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب والسنغال، ويمثل فرصة حقيقية لتحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي ولوجستي إقليمي يربط بين شمال وغرب القارة الإفريقية.