أعلنت فرنسا اعترافها الرسمي بسيادة المغرب على الصحراء، ما يعد خطوة تاريخية من شأنها إحداث تغييرات جوهرية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وتعتبر هذه الخطوة الفرنسية تحولًا في مواقف القوى الغربية الكبرى تجاه قضية الصحراء، والتي طالما كانت محل نزاع طويل الأمد بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. يعكس اعتراف فرنسا بالسيادة المغربية على الصحراء رغبة في تعزيز استقرار منطقة شمال إفريقيا، التي تمثل أهمية استراتيجية لأوروبا. فمن خلال دعمها للسيادة المغربية، تأمل فرنسا في تعزيز التعاون الأمني والاقتصادي مع المغرب، باعتباره شريكًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية. كما يمكن أن يعزز هذا الاعتراف التعاون الثنائي بين البلدين، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والتجارة. يشكل الاعتراف الفرنسي ضغطًا على الدول الأوروبية الأخرى وايضاً استراليا وبريطانيا وألمانيا..، لدراسة موقفها من قضية الصحراء. ويتوقع أن يكون لهذا الاعتراف أثرٌ ملموس في تغيير مواقف بعض الدول التي كانت تتبنى نهج الحياد. كما يعزز موقف المغرب داخل المؤسسات الدولية، مثل الأممالمتحدة، ويدعم مطالبه بحل سياسي يستند إلى الحكم الذاتي. يمثل الاعتراف الفرنسي فرصة لتحقيق السلام والتنمية في المنطقة، إذ يمكن أن يؤدي إلى تسوية سياسية تستند إلى الحلول الواقعية. ويمكن للمغرب استثمار هذا الاعتراف لتعزيز مكانته كقوة إقليمية قادرة على تقديم نموذج للاستقرار والتنمية في المنطقة.