في مباراة قمة لن تُمحى من الذاكرة قريبًا، تعرّض ريال مدريد لخسارة ثقيلة أمام غريمه الأزلي برشلونة، الذي ألحق بالملكي هزيمة ساحقة بنتيجة 4-0 على ملعب الكلاسيكو مساء السبت. هذه النتيجة تمثل أول هزيمة للريال بعد سلسلة طويلة من 42 مباراة بلا خسارة في الدوري المحلي، كما أنها تمنح برشلونة فوزه الأول في الكلاسيكو منذ مارس 2023. رغم بداية جيدة للشوط الأول، ظهر انهيار واضح في صفوف الريال مع بداية الشوط الثاني، مما يثير تساؤلات حول وضع الفريق تحت قيادة مدربه كارلو أنشيلوتي. في ما يلي أربعة عوامل تثير القلق وتضع الفريق في أزمة حقيقية قد تستمر لفترة قادمة: لم يتمكن نجوم ريال مدريد، وبالأخص كيليان مبابي وجود بيلينغهام، من تشكيل ضغط هجومي حقيقي على دفاع برشلونة. على الرغم من هيمنة الملكي على الشوط الأول وخلق العديد من الفرص، فإن هجمات مرتدة سريعة من برشلونة بقيادة روبرت ليفاندوفسكي منحته هدفين، ليتبعها أهداف أخرى من لامين يامال ورافينيا، ما ضمن فوزًا كبيرًا للفريق الكتالوني. أحد أكبر المخاوف لدى أنشيلوتي كان نقص التركيز لدى اللاعبين، والذي تجلّى بوضوح بعد الهدف الأول لبرشلونة. على الرغم من تدريبات الفريق المكثفة لكسر مصيدة التسلل، فشل الريال في استغلالها، وسقط مبابي في فخ التسلل 8 مرات، ما يكشف عن تكرار مواقف غير مركزة. من اللافت للنظر أن لاعبي ريال مدريد لم يلتزموا بتعليمات أنشيلوتي، الذي ركز على استغلال الدفاع المتقدم لبرشلونة، لكن الهجمات المتكررة التي افتقرت للدقة وعدم الانصياع لتوجيهات المدرب، تسببت في ضياع عدة فرص حاسمة كانت كفيلة بتغيير مجرى المباراة. أثارت مشاكل اللياقة البدنية قلق الجهاز الفني والجماهير؛ فالفريق لم يصل بعد إلى الحالة البدنية المثلى. ومع تزايد الإصابات في صفوف اللاعبين هذا الموسم، بدأت تثار شكوك حول كفاءة مدرب اللياقة أنتونيو بينتوس، والذي كان قد نال ثقة كبيرة خلال المواسم الماضية. ومع هذا الوضع، قد تكون خسارة الكلاسيكو بداية لتراجع في الثقة بكفاءة التحضير البدني للفريق. تسلط هذه الخسارة الضوء على تحديات كبيرة تواجه ريال مدريد في المرحلة القادمة، حيث يحتاج الفريق إلى إعادة ترتيب أوراقه والتعامل مع أوجه القصور التي ظهرت في الكلاسيكو.