في خطوة أثارت جدلاً واسعاً وتوقعات بعواقب وخيمة، أعلنت حركة حماس مقتل رئيس مكتبها السياسي، إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانيةطهران، في عملية استهداف نُسبت إلى إسرائيل. جاء هذا الاغتيال في ظل استمرار الصراع الدموي في غزة منذ السابع من أكتوبر، ما يثير تساؤلات حول تداعيات هذا الحادث على مسار المفاوضات الجارية ومستقبل النزاع. عملية جريئة أم تصعيد خطير؟ في يوم الأربعاء، أكدت حركة حماس أن هنية قد قُتل مع أحد حراسه الشخصيين بعد استهدافه بقذيفة جوية أثناء وجوده في مقر خاص لقدامى المحاربين في طهران. وعلى الرغم من الاتهامات المباشرة من حماس لإسرائيل بالوقوف وراء العملية، إلا أن السلطات الإسرائيلية لم تُعلق رسميًا على الحادث، واكتفت بالصمت مع استمرار تقييم الأوضاع. مصادر داخلية في إسرائيل، من بينها المحلل السياسي يوآب شتِيرن، رجحت أن العملية كانت بمثابة "ضربة إسرائيلية قوية لحماس في قلب طهران". ويرى شتِيرن أن هذا الاغتيال يمثل خسارة كبيرة لحماس، وقد يتركها عاجزة عن الرد بشكل فاعل، خاصة وأنه وقع في قلب الدولة التي تدعمها. وفي تعليقه على الحادث، أشار المحلل الإسرائيلي إيدي كوهين إلى أن تأثير مقتل هنية قد يكون إيجابياً على المدى الطويل، إذ يكشف عن محدودية قدرات إيران الفعلية في حماية حلفائها. من جهته، وصف المحلل الفلسطيني عادل الغول هذا الاغتيال بأنه "مفاجئ وصاعق"، مشيرًا إلى أنه يرسل رسالة واضحة إلى إيران وحلفائها بأنهم مستهدفون سواء في الداخل أو الخارج. تداعيات على الصراع والمفاوضات كان إسماعيل هنية أحد الأطراف الرئيسية في محادثات وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وكان يتمتع بنفوذ دبلوماسي كبير بفضل تحركاته بين الدوحة وأنقرة. ومع مقتله، تتزايد المخاوف من أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار قد تكون قد تلاشت، وأن الصراع في غزة سيستمر بلا نهاية وشيكة. ويرى المحلل شتِيرن أن مقتل هنية سيؤدي إلى تأجيل أي صفقة تبادل للسجناء والمختطفين، وقد يعمّق من استمرار الحرب في غزة. بينما يرى المحلل أيمن الرقب أن هذه التطورات قد تؤدي إلى تجميد المفاوضات حتى بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، وهو ما قد يكون في مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. أما المحلل عادل الغول، فيتوقع أن تكون هناك تداعيات خطيرة على المدى الطويل، منها اختيار قيادة جديدة لحماس قد تكون أكثر تطرفاً، مما سيزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني في المنطقة. وفي سياق متصل، أكد نبيل عمرو، عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن هذا الاغتيال سيعطل المفاوضات تماماً، وسيجعل من الصعب تحقيق أي تقدم في محاولات الوساطة الجارية. هذا التصعيد الأخير يضع المنطقة أمام مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، مع احتمالات واسعة لتفاقم الصراع وتعقيد فرص الحل السلمي.