تمثل القمة العربية الصينية الأولى التي ستستضيفها المملكة العربية السعودية غدا الجمعة محطة بارزة في مسيرة الشراكة الإستراتيجية بين الدول العربية والصين. وتندرج القمة العربية الصينية ضمن إطار مبادرة التنمية العالمية المشتركة التي أطلقتها جمهورية الصين الشعبية بعد مبادرة "الحزام والطريق" . وتهتم المبادرة بقضية التنمية المشتركة بين الدول العربية والصين إيمانا منها بضرورة توجيه الجهود العالمية نحو هذا الهدف المنشود والمتمثل بالأساس في تحقيق التنمية العالمية الشاملة العادلة والمتوازنة والإنمائية التي نادت بها الأممالمتحدة في إطار التنمية المستدامة. وتعتبر هذه القمة استثنائية لما تسعى إلى تحقيقه من تعاون وتبادل في مجالات وأنماط أكثر تطورا على غرار الاقتصاد الرقمي ومجالات الاتصالات وتقنيات الجيل الخامس والبيانات الكبرى وغيرها من المجالات ذات الطابع التكنولوجي. وسيبحث الجانبان العربي والصيني في هذه القمة، آليات تفعيل جسور التواصل بين الجانبين بما يحقق المنفعة المتبادلة في مجالات شتى كمكافحة الفقر والأمن الغذائي والصحة والتنمية الخضراء والتغير المناخي والتجارة والتصنيع والتطور التكنولوجي، والسعي بخطى حثيثة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. ويشارك في قمة الرياض العربية – الصينية للتعاون والتنمية ، التي ستسبقها قمة سعودية -صينية وأخرى خليجية -صينية للتعاون والتنمية ، أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية. ولعل ترؤس الرئيس الصيني شي جين بينغ وفد بلاده لقمة السعودية ، له مدلولات عميقة تجاه استراتيجية علاقة الجانبين، في ظل الاضطرابات العالمية وأزمة إنتاج النفط وإشكاليات نقص الطاقة، وحتما ستغطي الزيارة جميع الملفات المهمة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وستعزز التعاون الثنائي الأمني والدفاعي، وتفتح الطريق للتعاون في مجالات الفضاء والتكنولوجيا والصناعات الجديدة في الطاقة وتعزيز المبادلات التجارية. وقد شهدت العلاقات الاقتصادية والاستثمارية تطورا ملموسا في السنوات الأحيرة عكسته بيانات المبادلات التجارية بين الصين والدول العربية والتي بلغت 319,3 مليار دولار هذا العام، أي بارتفاع بحوالي 35,28 في المائة مقارنة بسنة 2021، وذلك وفقا لتقرير صدر في بكين. وأوضح تقرير التعاون الصيني العربي، الصادر بمناسبة منتدى التعاون الصيني العربي المنعقد الأسبوع الماضي حول سبل تعزيز علاقات التعاون بين الطرفين، أن الاستثمار المباشر بين الصين والدول العربية بلغ 27 مليار دولار سنة 2021. وقال يو تسيرونغ ، نائب رئيس الأكاديمية الصينية للتجارة الدولية والتعاون الاقتصادي (كايتك) ، في كلمة خلال هذا المنتدى ، إن التعاون الاقتصادي والتجاري يمثل حجر الزاوية للعلاقات بين الصين والدول العربية. وسجل أنه منذ إحداث منتدى التعاون الصيني العربي سنة 2004 ، لاسيما منذ خلق مبادرة الحزام والطريق، تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول العربية بشكل شامل وحقق نتائج ملحوظة. وأفاد تقرير التعاون الصيني العربي في العصر الجديد الذي أصدرته وزارة الخارجية الصينية مؤخرا ، عزم الصين على تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة والحفاظ على المصالح المشتركة مع الدول العربية. المصدر الدار : و م ع