أشاد المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، اليوم الإثنين بفاس، بريادة المملكة المغربية في مجال تحالف الحضارات وتعزيز العيش المشترك. وأبرز السيد المالك، خلال لقاء نظم على هامش المنتدى التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات الذي تحتضنه العاصمة الروحية للمملكة يومي 22 و 23 نونبر الجاري، تحت شعار تحت شعار "المتاحف كفضاء للاكتشاف والانفتاح على الآخر والحوار بين الثقافات" أن المملكة المغربية تؤسس منذ قرون لتحالفات ومنتديات تكتسي أهمية كبيرة في لم الشمل بين الديانات والحضارات. واستعرض، في سياق متصل، أهمية ورمزية المتاحف باعتبارها جزءا لا يتجزأ من الهوية، مؤكدا على أهمية تأطير الأجيال القادمة وتعريفها بأهمية المتاحف باعتبارها تاريخا وتراثا للأجداد وصلة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل. من جهة أخرى، دعا المدير العام لمنظمة إيسيسكو إلى ترسيخ الفكر المتحفي، والعمل على مواكبة أداء المتاحف للثورة التكنولوجية ومواجهة سلبياتها، لما لذلك من مساهمة في إثراء الحوار الحضاري، باعتبار المتاحف وما تضمه من كنوز تراثية نتاج وإرث للحضارات، وأنها مسارح مفتوحة لكل أنماط الإبداع الإنساني المتجاوز لحدود الزمان والمكان، ومراكز مدنية واجتماعية بامتياز تساعد في تجاوز الأزمات. واعتبر السيد المالك أن المتحف صرح موثوق لسرد تجاربنا الحضارية، ومسرح مفتوح لشتى أنماط الإبداع الإنساني، ومراكز مدنية واجتماعية بامتياز، بحمولة فكرية ومنهجية، ومسؤولية ثقافية. كما سلط الضوء على دور المتاحف كآلية من آليات تحالف الحضارات، وارتباط النشاط المتحفي بالأسس الفكرية الضامنة لاستدامة عطائه، على اعتبار أن الفكر نافذة مضيئة للتلاقح الحضاري. وتساءل، من جهة أخرى، عن قدرة العطاء المتحفي على تجاوز الطوارئ والأزمات، حيث جاءت المتاحف في طليعة المجالات الثقافية المتأثرة جراء الإغلاق بسبب جائحة كوفيد 19، ومدى قدرتنا على تمثل الأداء المتحفي لإبداعات الثورة الاتصالية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي من أجل ضمان استدامته. وأكد، في سياق متصل، على أهمية تطوير القوانين والتشريعات والمواثيق المتعلقة بالسرقات الإلكترونية والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية. وقد جرى هذا اللقاء بحضور الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ميغيل أنخيل موراتينوس، والسيد المهدي قطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ومستشار صاحب الجلالة أندري أزلاي، ووالي جهة فاس -مكناس، وعدد من السفراء الأجانب المعتمدين بالمغرب، وشخصيات أخرى. وباستضافته للمنتدى العالمي التاسع لتحالف الأممالمتحدة للحضارات يومي 22 و23 نونبر الجاري بفاس، يكرس المغرب من جديد مكانته كأرض للسلام والحوار، ويؤكد انخراطه الراسخ في الجهود الدولية المبذولة في مجال تعزيز وإشاعة التفاهم المتبادل بين الشعوب والثقافات. ولا يأتي اختيار المملكة، من خلال حاضرة فاس العريقة، لاحتضان هذا المنتدى العالمي، من قبيل الصدفة، فالعاصمة الروحية للمغرب تميزت على مر العصور كأرض للحوار ورمز للتسامح والتعايش. كما يعكس تنظيم النسخة الحالية من هذه التظاهرة العالمية بفاس العريقة، اعترافا من المنتظم الدولي بالالتزام الدائم للمغرب. المصدر الدار: و م ع