يصفه الكثيرون بالدبلوماسي الماكر، الذي يشعل نيران الفتنة بتصريحاته المتضاربة والمتناقضة، وهو الأمر جعل العمامرة محط انتقاد ليس من العرب فحسب بل حتى من الجزائريين أنفسهم، الذين يتهمون العمامرة بتأجيج الصراع الداخلي وخدمة النظام الجزائري وجنرالاته. وفي مجال العلاقات بين البلدان، وحسب المحللين السياسيين فرمطان لعمامرة حقق مستوى "غير مسبوق" في الفشل الدبلوماسي ، بتصريحاته التي وصفها البعض ب"المراهقة" التي لا تبالي بثقل المسؤولية الملقاة على عاتق مثل هذه الوزارات . و كان آخر تصريح لهذا الدبلوماسي، والذي يظهر بجلاء تناقض أقواله، تأكيده على تورط الدبلوماسية الجزائرية في "تشنجات" قضية الصحراء المغربية، بعدما أقر العمامرة بمسؤولية الجزائر في هذا النزاع الذي عمّر طويلا، بتبنيها رسميا خيار المساندة لجبهة البوليساريو . تصريحات العمامرة، كانت سببا في موجة استهزاء قوية من طرف المحللين السياسيين، الذين تساءلوا كيف للدبلوماسية الجزائرية أن تكون سببا في إنعاش وإصلاح العلاقات بين الدول العربية من خلال القمة العربية التي ستنظم في الأول والثاني من نونبر، وهي بسبب تصريحات وزير الخارجية تعترف بضلوعها في النزاع مع جيرانها؟ ولم يخفي العمامرة عداءه للمغرب، وهو ما عبر عنه أكثر من مرة بطريقة غير مباشرة، بعد تعيينه وزيرا للخارجية يعول عليه النظام الجزائري في تحريك ملف الصحراء المغربية، والدفاع عن جبهة البوليساريو، خصوصا بعد الأزمة الأخيرة التي عرفها معبر الكركارات، وانتهت بانتصار ميداني وديبلوماسي للمغرب، تجلى في فتح أكثر من 20 قنصلية أجنبية، بمدينتي العيون والداخلة . ويتوهم رمطان العمامرة ومن معه، أنه بعد تعيينه وزيرا لخارجية الجزائر، أنه أضحى قادرا على قلب موازين القوى الدولية لصالح بلاده وتحريض الدول العربية، من خلال القمة العربية الذي أكد عدد من المحللين السياسيين فشلها قبل بدايتها. خاصة بعدما قامت قناة الجزائر الدولية بنشر خريطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تخالف الخريطة التي درجت جامعة الدول العربية على اعتمادها، مما أثار تحفظ الوفد المغربي، وأكدت جامعة الدول العربية، أنها تتبنى خريطة للوطن العربي بدون إظهار للحدود بين الدول تعزيزا لمفهوم الوحدة العربية. ومن يريد معرفة رمطان العمامرة وتاريخه الحافل بالتصدعات والإنشقاقات والإنزلاقات الدبلوماسية، يبحث عن أسباب رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية له ليكون وسيطا دبلوماسيا في ليبيا. كما أن رمطان لعمامرة ، متورط في دعمه وتسويقه لانقلاب يناير 1992 الذي أدى إلى مقتل أكثر من 200 الف شخص بالجزائر، والكثير من أبناء جلدته من الجزائريين يرفضون تعيينه كوزير خارجية للبلاد، بسبب ماضية الديكتاتوري. والعمامرة اشتغل سابقا كمبعوث للأمم المتحدة إلى ليبيريا بين عامي 2003 و 2007، وفي المجال الدبلوماسي اشتغل كسفير الجزائر لدى الأممالمتحدة في الفترة بين 1993 و 1996، وانخرط في العديد من الوساطات لحل عدد من النزاعات في القارة الأفريقية، حتى تم تعيينه وزير الشؤون الخارجية في 11 سبتمبر 2013. وأعيد تكليفه من قبل الرئيس عبد المجيد تبون بتاريخ 07 يوليو 2021 على رأس وزارة الخارجية بموجب المرسوم رقم 281-21. غير أنه رغم مناصبه الكثيرة والمتوالية، يجمع عدد من المحللين أنه فشل دبلوماسيا مع المغرب ومع عدد من الدول العربية، حيث برز ذلك في القضية السورية بعدما صرح رسميا " أن روسيا بلد صديق ولا تتدخل في شؤون الدول" وهو ما أثار حفيظة عدد من السوريين لدرجة أن البعض وصفه عبر تغريدات في التويتر بأنه "مجرم لم ير حتى الآن الاجرام الروسي في سوريا". وتصريحات العمامرة يقول الكثيرون، أنها تعكس خدمته لأجندة عصابات الجزائر التي تريد تأجيج النزاع المتعلق بقضية الصحراء المغربية، حيث تستغل كل مناسبة عربية كانت أو دولية لتمرير رسائلها السامة عبر وزير خارجيتها الذي أكد من خلال تصريحاته، حجم التناقضات الكبيرة التي تعيشها المؤسسات السياسية الجزائرية فيما يتعلق بهذا النزاع الإقليمي الذي تتخذه الجزائر وسيلة لتحركاتها الدبلوماسية إقليميا ودوليا.