تلقى كابرانات قصر "المرادية" صفعة قوية من المملكة العربية السعودية، بعدما قرر الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء، عدم حضور القمة العربية المقرر انعقادها بالعاصمة الجزائر في مستهل شهر نونبر المقبل. وسارعت الرئاسة الجزائرية، التي وجدت نفسها في موقف جد حرج، الى اصدار بيان أكدت فيه أن " غياب الأمير محمد بن سلمان، يعزى الى أسباب صحية طارئة"، وذلك عقب مكالمة هاتفية، أجراها مع الرئيس عبد المجيد تبون. وجاء في بيان الخارجية الجزائرية بأن " عبد المجيد تبون تلقى، تلقى مساء أمس، مكالمة هاتفية من "أخيه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية الشقيقة، رئيس مجلس الوزراء، أعرب له فيها عن تأسفه لعدم حضوره اجتماع القمة العربية التي ستنعقد بالجزائر، امتثالا لنصائح وتوصيات الأطباء بتجنب السفر". و أبدى الرئيس الجزائري، بحسب ذات البيان، تفهمه لهذه الوضعية، وتأسفه لتعذر حضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، متمنيا له موفور الصحة والعافية". غير أن توقيت اعتذار ولي العهد السعودي، يؤكد بأن السبب هو رفض الجزائر وساطة المملكة السعودية الشقيقة لحل الأزمة التي خلقها حكام الجزائر مع المغرب، خاصة وأن القرار السعودي جاء بعد ستة أيام من زيارة وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للرياض حاملا رسالة من جلالة الملك محمد السادس. وكان المغرب قد أكد على لسان، ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، على تضامن المملكة مع ما تتخذه السعودية من قرارات في سياستها الخارجية، مبرزا أنها تسير في "الطريق الصحيح". وأوضح بوريطة، في تصريحات للتلفزيون السعودي عقب لقائه بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، قبل أيام، أن " الرباط تقف بشكل تام مع المملكة السعودية في كل القرارات التي تتخذها، خاصة فيما يخص أمنها واستقرارها، وأمن واستقرار أسواق الطاقة". غياب شخصية من حجم وقيمة ولي العهد السعودي، في القمة العربية المزمع انعقادها في الجزائر، يشكل ضربة قوية لنظام عسكري جزائري، يراهن على لم الشمل العربي، رغم أن الكابرانات يكيدون المكائد ضد المغرب، ووحدته الترابية، وقرروا قطع العلاقات الدبلوماسية، واغلاق الأجوار أمام الطائرات المغربية، مما جعل البلدان العربية، تكتشف نفاق وبهتان نظام يدفع الشعوب العربية نحو التفرقة عوض لم شملها، كما يحاول كابرنات قصر "المرادية" الترويج لذلك. يشار الى أن غياب ولي عهد السعودية عن القمة العربية، يأتي في وقت يحرص فيه النظام العسكري الجزائري على حضور ملوك وزعماء الدول العربية في خضم هاجس الكابرانات بإنجاح القمة، وإظهارها بمظهر البلد الذي يجمع شمل العرب.