ظل موضوع الجنس، يشكل أحد المحرمات الكبرى، في المجتمع العربية، الذي لا ينبغي الحديث بشأنه منذ زمن طويل، ومع ذلك نجد بعض الإنتاجات الثقافية والأدبية التي تبدو وكأنها تحاول أن تتحدى خجل المجتمع، وتقوم بتشريح علله على طاولة البحث العلمي. ويتعلق الأمر بكتاب "مثليو المغرب "، للسوسيولوجي الفرنسي جون زاجانياريس. ففي حوالي 400 صفحة، يحاول الباحث تسليط الضوء على الأشخاص الذين يصنفهم المجتمع المغربي بذوي الميولات الجنسية غير السوية، ويشكلون طابو مجتمعي. وسبق نشر الكتاب في فرنسا في عام 2014، لكن لم يتم نشره بالمغرب، مع أنه يسلط الضوء على أحد أهم القضايا التي يعيشها المجتمع المغربي، نظرا إلى الأثر الذي يحدثه حرج هذا الموضوع. وولج الكتاب الأروقة الأدبية المغربية للمرة الأولى، بعدما أعادت مكتبة الألفية الثالثة بالرباط نشره، برسم سنة 2019، ليكون على موعد مع القراء المغاربة. يشار إلى أن هذا الكتاب، يعالج التمثلات الثقافية للمغاربة تجاه بعض القضايا من قبيل الهيمنة الذكورية، والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.