أكد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اليوم الاثنين بالرباط، أن " عملية مرحبا لهذه السنة يرتقب أن تعرف تزايدا ملحوظا في أعداد الوافدين مقارنة مع السنتين السابقتين". وأوضح ناصر بوريطة، خلال الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، أن " عملية مرحبا لهذه السنة تأتي في سياق خاص، بحيث هي الأولى من نوعها بعد تحسن الوضعية الوبائية، المرتبطة بفيروي "كوفييد 19″ بعد سنتين من التباطؤ القسري للعبور جراء تداعيات الجائحة، والتدابير الاحترازية التي رافقتها، كما تأتي العملية هذه السنة في اطار تنزيل خارطة الطريق المعلن عنها في البيان المشترك المغربي-الاسباني، والذي أكد على إعادة الربط البحري للمسافرين وانطلاق الاستعدادات المشتركة لعملية مرحبا". وأشار الوزير الى أن " الوزارة انخرطت مع باقي السلطات الحكومية، والفاعلين الآخرين، والمتدخلين في تنسيق الجهود وتحضير الشروط الملائمة لإنجاح عملية مرحبا لهذه السنة، من خلال انعقاد اللجنة الوطنية المختصة أولى اجتماعها في 20 أبريل الماضي، كما عقدت اللجنة الاسبانية المغربية المشتركة المكلفة بالعبور اجتماعها في الرباط في 5 ماي الجاري". احداث خلية يقظة بالوزارة وأبرز ناصر بوريطة أن " الوزارة عملت هذه السنة على تجويد الخدمات القنصلية لمواكبة عملية مرحبا وذلك من خلال احداث خلية يقظة مركزية على مستوى الوزارة لتتبع وسير عملية العبور والتنسيق مع سلطات بلدان الاستقبال والسلطات المغربية المختصة ضمن اللجنة الوطنية، و التعبئة الاستثنائية لمصالح قطاع المغاربة المقيمين بالخارج لمواكبة واستقبال المرتفقين من مغاربة العالم". افتتاح وكالات قنصلية متنقلة في موانئ العبور كما تم كذلك، يؤكد وزير الخارجية، افتتاح وكلات قنصلية متنقلة في موانئ العبور من بداية العملية الى نهايتها في موانئ "سيت" جينوا"، و "الجزيرة الخضراء" لتقديم خدمات إدارية وخدمات الارشاد والمساعدة بشكل مستمر 24-24 ساعة وسبعة أيام في الأسبوع لفائدة افراد الجالية العائدين لقضاء عطلتهم بارض الوطن". من جهة أخرى، الوزير أنه تم تعزيز الموارد البشرية والمادية للمراكز القنصلية خاصة في اسبانيا، فرنسا، إيطاليا، بلجيكا، و هولندا بأعوان ومستخدمين عرضيين خلال عملية العبور قصد تأمين المداومة أيام السبت والأحد وايام العطل الرسمية بالمراكز القنصلية، الى جانب تنظيم الأبواب المفتوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع وايام العطل ببلدان الاستقبال وذلك لتيسر الحصول على الخدمات القنصلية لأفراد الجالية المغربية". ناصر بوريطة أكد كذلك على أن الوزارة عملت على تدعيم مركز الاتصال القنصلي للتعامل مع طلب المواطنين المتزايد مع المعلومة والاستجابة باللغة العربية ولغات بلدان الاستقبال، فضلا عن الاستمرار في الإصلاحات الهيكلية التي تقوم بها الوزارة في تنزيل مخطط الإصلاح القنصلي من خلال التحول التدريجي الى الرقمنة والسعي لتطوير الأداء القنصلي". تعبئة 32 سفينة والخطوط البحرية مع اسبانيا تمثل 95 في المائة كشف ناصر بوريطة أنه " قصد ضمان الانسيابية في حركة التنقل خلال عملية مرحبا لهذه السنة، تم اعتماد مخطط للنقل البحري يعبئ 32 سفينة على مجمل الخطوط البحرية التي تربط الموانئ المغربية بنظيرتها في كل من اسبانيا، فرنسا، وإيطاليا، وذلك بسعة أسبوعية تناهز 478 ألف مسافر، و 123 ألف سيارة، كما تم تفعيل الحجز المسبق للتذاكر قصد معرفة عدد المسافرين مسبقا واتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان الانسيابية". وأضاف وزير الخارجية في هذا الصدد، الى أن " الخطوط البحرية مع اسبانيا تمثل 95 في المائة من المسافرين خلال عملية مرحبا لهذه السنة، كما تمت تقوية العرض النقل الجوي من خلال الزيادة في عدد الرحلات بالنسبة للخطوط التي تعرف اقبالا كبيرا خلال هذه الفترة وفتح خطوط جديدة استثنائية تربط بين مدن المملكة و عدد من بلدان الإقامة". الترخيص لشركات جديدة للنقل البري وفيما يخص النقل البري، قال ناصر بوريطة انه " تم الترخيص لمجموعة جديدة لشركات النقل المواطنين المقيمين بأوربا، وتم وضع دليل حول شركات النقل البري المعتمدة ودفتر تحملات خاص يضمن ضمانات مالية للالتزام باحترام الضوابط المعمول بها". تحديث مراكز استقبال وتطوير موانئ وفي المحور المتصل بتعزيز البنيات التحتية واللوجستية والخدمات، كشف وزير الخارجية أنه "تم تخصيص مبلغ مالي يقدر ب200 مليون جرهم لتطوير وتدبير وتحديث الموانئ، منها 157 لميناء طنجة المتوسط، كما تم تنفيذ برنامج يهدف الى تطوير آليات الاستقبال وتعزيز الخدمات، كما وضعت مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتعليمات من جلالة الملك مخطط خاص تم بموجبه تحديث ما يناهز 20 مركز للاستقبال منها 14 داخل التراب الوطني و 6 في الخارج بكل من ألميريا، الجزيرة الخضراء، مورتيل سييت، مارسيليا، وجينوة، وتعبئة 1200 من العناصر البشرية المؤهلة، والمتخصصة تشمل 300 اطار طبي، و 800 مساعد اجتماعي و 100 متطوع". تعبئة أعداد كافية من قوات الأمن والدرك والجمارك والقوات المساعدة أما في الشق المتصل بمحور السلامة والأمن، فقد كشف ناصر بوريطة عن توفير الموارد البشرية الكافية لتأطير عملية العبور خلال الفترة الصيفية من خلال تعبئة العدد الكافي من عناصر الامن والجمارك والدرك والقوات المساعدة، وتعزيز آليات المراقبة كصيانة المعابر الحدودية بمعدات الكشف الالكتروني و الماسحات الضوئية". شهادة التلقيح أو PCR لدخول التراب الوطني هذا، وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه " سيتم تسهيل ولوج المغاربة المقيمين بالخارج الى ارض الوطن، حيث وضعت السلطات المغربية المختصة بروتوكول صحي ميسر ومرن يتمثل في شرط التوفر اما على شهادة التلقيح أو كشف سلبي PCR تم اجراءه قبل 72 ساعة على الأقل من موعد السفر"، مشيرا الى أن " السلطات المغربية ستعمل على توفير طبيب ومكان للعزل على متن كل باخرة، حرصا منها عل توفير سبل الوقاية من انتشار فيروس كورنا او أي مرض اخر". الوزير ناصر بوريطة شدد على أن " عملية مرحبا تمكن سنويا حوالي 3 ملايين مواطن مغربي من الرجوع الى أرض الوطن، وزيارة أهاليهم، مضيفا أن هذه العملية هي تحدي لوجستيكي وأمني وتنظيمي فريد على المستوى الأوربي والافريقي، وربما على المستوى العالمي، حيث يتم تأطير العملية بشكل مكثف على مدار الأسبوع ذهابا وإيابا بمتوسط 35 ألف شخص، و 4500 مركبة يوميا، ويصل العدد في أوقات الذروة الى 66 ألف شخص أسبوعيا، مما يتطلب تدخل عدد من الفاعلين". وتابع الوزير أن " عملية مرحبا هي أيضا فترة الذروة للعمل القنصلي، حيث يتم تعزيز وتكثيف الموارد البشرية والمادية والتنظيمية للشبكة القنصلية للمملكة، كما تمثل عملية مرحبا رهانا اقتصاديا مهما، حيث تساهم في انتعاش القطاع الاقتصادي والسياحي والفندقي والنسيج الاقتصادي بشكل عام في المغرب وفي مجموعة من دول العبور، الى جانب كونها نموذجا متفردا للتنسيق الثنائي والإقليمي بين المغرب ومجموعة من الدول، على رأسها اسبانيا".