لازالت الأشغال متواصلة على قدم وساق في "برج محمد السادس" بمارينا وادي أبي رقراق الذي يفصل مدينة سلا عن العاصمة الرباط، حيث يتم حاليا تركيب الألواح الزجاجية للبرج، على أساس أن يكون البرج جاهزا عام 2023. وقد تم الانتهاء من أشغال إنجاز أساسيات المشروع، حيث يمكن معاينة انبثاق المنشأة من خلال أجنحة نواة البرج التي بلغت 32 طابقا وهيكل معدني تم وضعه على مستوى الطابقين ال13 وال14، طبقا لأفضل المعايير الدولية، في مجال الهندسة المعمارية وتقنية البناء والاندماج البيئي. ويعكف 810 أشخاص كل يوم في موقع بناء الورش، من بينهم مسيرون وأطر ومهندسون ومهندسون معماريون من أجل تسريع وثيرة انجاز هذا المشروع الضخم، في حين تناهز اليد العاملة المباشرة 750 عاملا، موزعين على مناوبتين، الأولى خلال اليوم والثانية في الليل. كما تمت تعبئة فرق مختلطة بموقع الورش، كما يعتمد المسؤولون على التكامل بين الفرق الدولية المتوفرة على تجربة في مجال الأبراج والبنايات الشاهقة، والكفاءات المغربية الجيدة المعترف بدقتها ومهنيتها، مما يمكن من إدارة وتتبع الدراسات والأشغال. ورغم أن تصور المنشأة يعود للمهندسين المعماريين الإسباني، "رفاييل دي لا أوث"، والمغربي "حكيم بنجلون"، الا أن فرق إدارة المشروع والفرق المواكبة لها في غالبيتها مغربية وتعتمد على مكاتب دراسات واستشاريين متخصصين مغاربة أو أجانب، وفق تخصص الموضوع. وتبقى المعدات التي تمت تعبئتها من طرف المجموعة المكلفة بالبناء (BESIX-TGCC) جد هامة، وتشمل على الخصوص أربع رافعات برجية أفقية، ورافعة برجية صاعدة، ومصعدين للشحن، فضلا عن مركزية خرسانة بموقع الورش. ويندرج مشروع بناء برج محمد السادس، ضمن مقاربة جد صارمة ودقيق في ما يتعلق بالحفاظ على البيئة وحمايتها، تروم الحصول على شهادة مزدوجة: "LEED Gold" (الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة)، و"HQE" (الجودة البيئية العالية(. وتم إعداد دفتر تحملات صارم طيلة مرحلة إنجاز المشروع ومرحلة استغلاله، بهدف تحقيق اندماجه في محيطه، سواء على مستوى اختيار مواد البناء، أو مخططات تدبير المياه العادمة والنجاعة الطاقية وتدبير النفايات. ويتمثل الهدف في الحرص على راحة للمرتفقين، مع ضمان استدامة الصيانة والاستغلال. و يتألف برج محمد السادس بالرباط من 55 طابقا، ليصنف بذلك كأعلى برج في إفريقيا، إذ يبلغ ارتفاعه 250 مترا وعرضه 35 مترا، وستتولى تشييده مجموعة البنك المغربي للتجارة الخارجية. وكان جلالة الملك محمد السادس، قد أعطى في نونبر 2018، الضوء الأخضر لانطلاق أشغال بناء البُرج بالضفة اليمنى لنهر أبي رقراق ليكون أعلى برج في القارة الإفريقية.