أكدت مصادر ليبية مطلعة ،أمس الاثنين، أن البرلمان الليبي سيعلن خلال جلسته المقبلة يوم الاثنين القادم تأجيل الانتخابات من ثلاثة إلى ستة أشهر،فيما دعا وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو،أمس الاثنين، جميع الأطراف الليبية إلى «الالتزام البناء»لإنجاح الانتخابات، في حين أقر المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، بوجود عقبات تعترض إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقررة يوم 24 الجاري. وقالت المصادر إن جلسة البرلمان المقبلة يرأسها عقيلة صالح، وسيتم الإعلان عن حكومة جديدة. كما أوضحت أن مهام الحكومة الليبية المقبلة ستكون مقيدة ومحددة للتحضير للانتخابات. وقالت المصادر إن مفوضية الانتخابات أرجعت تأجيل الانتخابات لعدم تفسير أحكام الطعون. وكان النائب إبراهيم الدرسي قال إن البرلمان يستعد لاتخاذ قرارات «مصيرية وقوية» بشأن الانتخابات الرئاسية. من جهة أخرى ،قال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو في تصريحات نشرتها وكالة «نوفا» الإيطالية «لقد أصبح ملحاً الآن أكثر من أي وقت مضى دعوة الأطراف الليبية إلى الالتزام البناء». كما أضاف: «تؤدي التوترات المتزايدة إلى استبعاد احتمالات انسحاب المرتزقة الأجانب من البلاد، لذلك فإن الأمر الأكثر إلحاحاً هو دعوة الأطراف الليبية إلى الالتزام البناء». وتابع أن «تحقيق الاستقرار في ليبيا موحدة وذات سيادة هو هدف استراتيجي بالنسبة لنا»، مشيراً إلى أن «وقف إطلاق النار ساري المفعول اليوم في ليبيا، والعمل جارٍ لتحقيق الهدف المعقد للانتخابات». تصريحات الوزير الإيطالي، تتزامن مع جولات مكثفة للمبعوثة الأممية في ليبيا ستيفاني وليامز، قبل الإعلان عن خريطة الطريق المقبلة، بعد استحالة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد سلفاً، بحسب برلمانيين ليبيين. وعبرت وليامز، في تغريدة على «تويتر»، عن فخرها بلقاء المرشحتين للانتخابات الرئاسية ليلى بن خليفة وهنيدة محمد المهدي تومية. حوارات بناءة قالت وليامز: أجرينا حوارات بناءة وإيجابية، واستمعتُ لرؤاهم حول مستقبل بلدهم، بما في ذلك سبل الدفع قُدماً بالعملية الانتخابية. حرة ونزيهة في غضون ذلك، أكد السفير الأمريكي في ليبيا ريتشارد نورلاند أمس الاثنين، أن الليبيين يتوقون للمشاركة في انتخابات حرة ونزيهة. وقال عقب لقاء مع ممثلين عن منظمات للمجتمع المدني الليبي في طرابلس، إن المؤسسات الليبية لديها القدرة على ضمان نزاهة الانتخابات. وقال نورلاند: إن واشنطن لا تدعم أي مرشح للرئاسة ونهدف لإجراء انتتخابات رئاسية وبرلمانية سلمية وحرة ونزيهة. كما قال نورلاند في وقت سابق أمس، إن المساعدة الفنية المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات ستدعم إجراء انتخابات «حرة ونزيهة تعكس إرادة الناخبين». وأضاف أنه «انبهر» بالاستعدادات للتصويت خلال زيارته لمركز اقتراع برفقة عماد السايح رئيس مفوضية الانتخابات الليبية. ودعا سبعة عشرة مرشحاً للانتخابات الرئاسية الليبية، مفوضية الانتخابات إلى تزويدهم بتفسيرات لأسباب عدم إجراء الاقتراع في الموعد المحدد. أوروبا تجدد التزامها في الأثناء، أكد الاتحاد الأوروبي مجدداً التزامه بعقد الانتخابات في ليبيا وفي أي وقت تجرى ولكن من الأفضل احترام موعد الانتخابات الرئاسية في 24 الجاري، ثم الانتخابات التشريعية مطلع العام المقبل. وقال المتحدث باسم خدمة العمل الخارجي الأوروبي، «بيتر ستانو»خلال مؤتمر صحفي في بروكسل أنه «لا يجوز لنا التعليق على إمكانية تأجيل الانتخابات في ليبيا وأن الاتحاد الأوروبي يدعم إجراء انتخابات حرة وشفافة باعتبارها خطوة مهمة في العملية السياسية التي ينبغي أن تقود لحل الأزمة الليبية». وأضاف ستانو قائلاً: ندعم كل المؤسسات الليبية التي تعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية ومن ثم الانتخابات التشريعية. إشعال التوترات وقال تقرير فرنسي إن تأجيل الانتخابات الرئاسية في ليبيا صار أمراً حتمياً في وقت يبدو فيه الشعب الليبي غارقاً في حالة من عدم اليقين، والانقسامات، وغموض الأفق. ونقل التقرير الذي نشره موقع جيوبوليتيك الفرنسي عن المحللة المتخصصة في الشؤون الليبية، فيرجيني كولومبييه،أستاذة العلوم السياسية في المعهد الأوروبي في فلورنسا، إشارتها إلى أن هناك عدم توافق تام بين الأطراف المختلفة على قواعد اللعبة الانتخابية، والإطار الدستوري. وتساءلت: إذا أجلنا الاقتراع، فهل سنبذل جهوداً للحصول على حد أدنى من الإجماع؟ أم ببساطة نؤجل الأزمة إلى وقت لاحق؟. وذهبت إلى أن نتيجة الانتخابات قد تؤدي إلى إشعال التوترات في هذا البلد.