مهد قادة الحزب الشيوعي الحاكم في الصين، أمس الخميس، الطريق أمام الرئيس شي جين بينج لتمديد حكمه العام المقبل، مشيدين بدوره في نهوض البلاد كقوة اقتصادية واستراتيجية، ما دفعهم إلى اعتباره رسمياً أحد أهم زعماء الحزب في التاريخ، في وقت حذر الزعيم الصيني من عودة أجواء توتر تشبه الحرب الباردة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مع استمرار تصاعد الخلافات خصوصاً حول تايوان، بينما ينتظر أن تجمعه قمة افتراضية مع نظيره الأمريكي جو بايدن «افتراضياً» الاثنين المقبل. ويترأس شي، اجتماعاً مفصلياً لكبرى شخصيات الحزب الحاكم في بكين منذ الاثنين. وأقرّ نحو 350 من أعضاء اللجنة المركزية النافذة التابعة للحزب الشيوعي قرار الصين بشأن «المنجزات الرئيسية والخبرة التاريخية لكفاح الحزب على مدى قرن»، وهو الثالث من نوعه في تاريخ البلد منذ مئة عام. وصدر القراران الماضيان في عهد الزعيمين السابقين ماو تسي تونغ عام 1945 ودينغ دينغ شياو بينغ عام 1981. ودعا الإعلان المطوّل إلى المحافظة على «الرؤيا الصحيحة لتاريخ الحزب»، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصينالجديدة، مشيرة إلى أن الحزب «سطر أروع ملحمة في تاريخ الأمة الصينية على مدى آلاف السنوات». وأضاف، «دعت اللجنة المركزية الحزب بأكمله والجيش بأكمله والناس من كافة المجموعات العرقية لتوحيد صفوفهم بشكل مرصوص أكثر حول اللجنة المركزية للحزب، وفي صلبها الرفيق شي جين بينج، من أجل التطبيق الكامل لحقبة شي جين بينغ الجديدة للشيوعية بميزات صينية». ويمهّد اجتماع العام الجاري المغلق الطريق لمؤتمر الحزب العشرين المرتقب الخريف المقبل، والذي يرجّح بأن يهدي شي ولاية ثالثة على رأس السلطة، ليضمن موقعه كأقوى قائد للصين منذ ماو. من جهة أخرى، قال شي خلال مؤتمر افتراضي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، إن «محاولات رسم حدود عقائدية أو تشكيل مجموعات صغيرة على أساس جيوسياسي محكوم عليها بالفشل». وأضاف، «لا يمكن ولا يجب أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مواجهات وانقسامات الحرب الباردة». وجاءت تصريحات شي بعد ساعات من الإعلان المفاجئ للولايات المتحدةوالصين في قمة جلاسكو، مضاعفة جهودهما بشكل مشترك لمكافحة الاحتباس الحراري. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الرئيسين الصيني والأمريكي سيلتقيان «قريباً» افتراضياً.