قررت شركة صناعة السيارات الكورية الجنوبية العملاقة "هيونداي" مغادرة الجزائر مع متم سنة 2021 والاستقرار في المغرب، وفق ما كشفت عنه تقرير لصحيفة "الجيريا تايمز". وعزت الصحيفة سبب مغادرة "هيونداي" للجزائر ملاحظاتها السلبية حول مناخ الاستثمار في الجزائر في ظل مقارنته بما هو مطروح لدى المغرب، الذي يقدم بدائل أكثر نجاعة. وأشارت صحيفة "ألجيريا تايمز" الى أن شركة "هيونداي" سارت على نهج "فولكس فاكن" الألمانية التي قررت بدورها مغادرة الجزائر، حيث ارتكزت الشركة الآسيوية في قرارها على "حالة عدم الإستقرار السياسي" التي تخيم حاليا على قطاع صناعة وتجارة السيارات في البلاد، وفق ما كشفت عنه صحيفة "Le soir d'Algérie"، وتحديدا بخصوص رخص تسويق السيارات الجديدة التي أوقفتها السلطات الجزائرية. وأضاف المصدر ذاته أن "شركة "هيونداي" سجلت وجود تردد لدى السلطات الجزائرية بخصوص إحياء عملية استيراد السيارات الجديدة والتأجيل المستمرة لإصدار التراخيص لفائدة الشركات المرشحة للقيام بهذا النشاط، لذلك قررت إنهاء وجودها في الجزائر خلال السنة الجارية والانسحاب نحو أسواق دولية " واعدة وأكثر استقرارا من حيث التنظيم، لإيجاد المنافذ التجارية، وتحديدا في المغرب". وأبرزت الصحيفة أن قطاع صناعة السيارات يستمر بمراكمة "فشل ذريع" باعتراف الحكومة، حيث تبخر أمل إنتاج سيارات تحمل علامة "صُنع في الجزائر" المُعلن عنه سنة 2012 من خلال اتفاق بين شركة "رونو" الفرنسية والحكومة الجزائرية وقتها، والذي فتح الباب لاستثمار شركة "هيونداي" و"فولكس فاغن" في مصنعين في كل من تيارت وغليزان سنتي 2016 و2017 تواليا. وسبق أن أعلنت "فولكس فاغن" الألمانية عن وقف نشاطها في الشهر نفسه، ما أدى إلى فقدان 700 شخص لوظائفهم، قبل أن يغلق مصنع التجميع الجزائري المتخصص في سيارات "كيا" الكورية الجنوبية في ماي من سنة 2020، ما أدى لفقدان 1200 شخص لعملهم، لتنطلق بعد ذلك محاكمات حول قضايا فساد في مجال السيارات شملت وزيرين أولين سابقين، هما أحمد أويحيى وعبد المالك سلال، بالإضافة إلى وزراء ورجال أعمال.