توِّج فريق أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني بعد فوزه على بلد الوليد بهدفين مقابل هدف، ويرفع بذلك رصيده إلى 86 نقطة متقدما على غريمه ريال مدريد بنقطتين لينهي الموسم الحالي في المركز الأول. بالرغم من فوز ريال مدريد على فياريال بالنتيجة نفسها إلا إن فوز أتلتيكو مدريد حرمه من الظفر بالبطولة، وكان على بلد الوليد أن يحرز الفوز ليحقق مفاجأة مزدوجة بالابتعاد عن شبح الهبوط لدوري الدرجة الثانية وحرمان أتلتيكو من الفوز بالبطولة. بتسجيله هدف الفوز على مضيفه بلد الوليد، أهدى المهاجم الأوروغوياني المخضرم لويس سواريس فريقه أتلتيكو مدريد لقب الدوري الإسباني في كرة القدم للمرة الأولى منذ عام 2014 والحادية عشرة في تاريخه بعد الفوز بنتيجة 2-1. وجرَّد بذلك "جاره" وغريمه ريال من اللقب برغم فوزه على ضيفه فياريال 2-1، في المرحلة الثامنة والثلاثين الأخيرة السبت. ورفع أتلتيكو رصيده إلى 86 نقطة مقابل 84 لجاره ريال مدريد بطل الموسم الماضي. وتخلف أتلتيكو بهدف سجله أوسكار بلانو (18)، قبل أن يدرك التعادل بواسطة الأرجنتيني أنخل كوريا (57) ويسجل له سواريس هدف الفوز في الدقيقة 67 رافعا رصيده إلى 21 هدفا هذا الموسم. وكان مهاجم برشلونة السابق سواريس (33 عاما) انتقل إلى صفوف أتلتيكو مطلع الموسم الماضي بعد رفض النادي الكاتالوني تجديد عقده. "سأبقى دائما ممتنا لأتلتيكو" وقال سواريس بعد المباراة "ثمة حالات تعيشها لا تكون سهلة، كانت الأمور صعبة الصيف الماضي. الطريقة التي احتقروني بها (مسؤولو برشلونة)، وقللوا من أهميتي، سأبقى دائما ممتنا لأتلتيكو مدريد الذي شرع لي أبوابه لكي استمر في إثبات بأني جيد". وأضاف "أشخاص عدة عانوا معي، أولادي وزوجتي على مدى الأيام، لقد أمضيت سنوات عدة في عالم كرة القدم لكن العام الحالي كان الأصعب". أما مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني فقال "كان عاما صعبا علينا وعلى العالم، صعب على كل فريق، وقد نجحنا في التتويج باللقب وسط هذه الصعاب". وأضاف "إنه تتويج يحمل رمزية خاصة لأنه يعني بأن النادي والفريق تخطيا جميع هذه الصعوبات وسط الجائحة ومن دون تواجد الجماهير لكي يتوج باللقب. بذل اللاعبون جهودا كبيرة، إنهم من معدن مختلف". وكان اللقب انحصر بين قطبي العاصمة الإسبانية بعد خروج برشلونة من الصراع الثلاثي في المرحلة قبل الأخيرة، وكان أتلتيكو يملك مصيره بيده لأنه كان يبتعد عن منافسه المباشر بنقطتين. واستحق أتلتيكو بقيادة سيميوني التتويج باللقب لأنه لم يتخل عن الصدارة منذ كانون الأول/ديسمبر الفائت حتى أنه تقدم بفارق شاسع في إحدى مراحل الدوري قبل أن يتقلص في الأسابيع الأخيرة. أما ريال مدريد، فتخلف بدوره أمام فياريال بهدف سجله يريمي بينو (20)، قبل أن يرد بهدفين في الدقائق الأخيرة بواسطة هدافه الفرنسي كريم بنزيمة (87) والكرواتي لوكا مودريتش (90+2). وأدت خسارة فياريال إلى تراجعه للمركز السابع في الترتيب خلف ريال سوسييداد الخامس الفائز على أوساسونا 1-صفر وريال بيتيس السادس الفائز على سلتا فيغو 3-2، علما أنهما ضمنا تأهلهما إلى مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في الموسم المقبل. وكان فريق "الغواصات الصفراء" يمني النفس بالتحضير بشكل أفضل لاستحقاقه الأوروبي في نهائي "يوروبا ليغ" أمام مانشستر يونايتد الإنكليزي الأربعاء. بلد الوليد إلى الثانية في المباراة الأولى، لم يخسر أتلتيكو مدريد أي من مبارياته ال 12 الأخيرة أمام بلد الوليد في "الليغا"، حيث حقق 11 انتصارا مقابل تعادل. ولم يتمكن بلد الوليد المملوك من النجم البرازيلي رونالدو من تفادي الهبوط إلى الثانية بعد أن حلّ في المركز التاسع عشر، علما أن مصيره لم يكن بين يديه إذ توجب عليه تحقيق مفاجأة والفوز على أتلتيكو، على أمل دعسة ناقصة من إلتشي السابع عشر الفائز على أتلتيك بلباو 2-صفر أو هويسكا الثامن عشر والذي سقط بدوره إلى الثانية بتعادله سلبا مع فالنسيا. واعتمد مدرب أتلتيكو الأرجنتيني سيميوني على تشكيلة هجومية فدفع بالثلاثي كوريا وسواريس والبلجيكي يانيك كاراسو في المقدمة. فيما أشرك الأوروغوياني خوسيه خيمينيس في الدفاع بدلا من المونتينيغري ستيفان سافيتش الموقوف. سريعا بدأ أتلتيكو المباراة ضاغطا لافتتاح التسجيل، فشكل خطرا عبر كاراسكو الذي مرر كرة عرضية عند نقطة الجزاء فتابعها أحد مدافعي بلد الوليد لتسقط أمام القائم الثاني، تابعها سواريس "على الطاير" من دون خطورة (9). ورد الفريق المضيف بعد دقيقة بتسديدة من 20 مترا من توني فيا صدها الحارس السلوفيني يان أوبلاك، قبل أن يفتتح التسجيل بهجمة مرتدة ضربت الدفاع المدريدي ومصيدة التسلل وصلت إلى بلانو الذي اندفع ودخل المنطقة وسدد بقدمه اليمنى أرضية عند حافة القائم الأيمن (18). خرج أتلتيكو لخوض الشوط الثاني بصورة مغايرة عن الأوّل، فسجل هدفين عززا من صدارته وأبعدا شبح "جاره" ريال عنه: بعد فاصل مراوغة ساحر من كوريا تخلص من سان إيميتيريو وسدد بسن قدمه من 16 مترا كرة مرت بين قدمي المدافع المغربي جواد الياميق واستقرت في الشباك (57)، ليضيف سواريس هدف الفوز بعد كرة غير متعمدة من لاعب فياريال غوارديولا، فانفرد الأوروغوياني وسدد بالزاوية المعاكسة للحارس خوردي ماسيب (67). وأجرى سيميوني عدة تبديلات قبل أن يعلن الحكم فوز أتلتيكو بالمباراة وبلقبه ال11 في مسيرته والأول منذ عام 2014. فوز من دون جدوى في المباراة الثانية في مدريد، وعلى ملعب "ألفريدو دي ستيفانو" أشرك مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان مواطنه بنزيمة العائد إلى صفوف منتخب بلاده للمرة الأولى منذ 5 أعوام ونصف العام في المقدمة إلى جانب ماركو أسنسيو والبرازيلي فينيسيوس جونيور. فيما غاب الألماني توني كروس بسبب إصابته بفيروس كورونا. بدأ الشوط الأول من دون خطورة تذكر من الفريقين، ونجح فياريال في افتتاح التسجيل من أول هجمة فعلية في الدقيقة 20 بعدما نجح بينو في السيطرة على الكرة داخل المنطقة والتخلص من ألفارو أودريوسولا ليسدد بسن قدمه اليمنى خادعا الحارس البلجيكي تيبو كورتوا. وحاول النادي الملكي عبر رأسية من أسنسيو مرت إلى جانب المرمى بعد ركلة ركنية من مودريتش (24)، غير أن فياريال بدا الأخطر مجددا بفضل هشاشة دفاع منافسه بعدما اخترق الفرنسي إتيان كابو الجدار الأبيض وسدد كرة قوية إلى جانب المرمى (29). وتابع ريال إهدار الفرص، فبعد تمريرة من الجهة اليسرى لبنزيمة سدد مودريتش كرة استقرت في الشباك الخارجية للحارس الأرجنتيني جيريونيمو رولي بعد تمريرة من الجهة اليسرى لبنزيمة (34)، قبل أن يتحول الأول إلى مسدد لكرة من 20 مترا لم تثمر أيضا (44)، ومحاولة جديدة بعد دقيقة إثر تمريرة من مودريتش تابعها البرازيلي كاسيميرو ضربة رأسية التقطها الحارس. ومع بداية الشوط الثاني، اعتقد الريال أنه افتتح التسجيل عبر ضربة رأسية من هدافه بنزيمة بعد تمريرة عرضية من كاسيميرو، إلا إن الحكم استعان بتقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) لإلغاء الهدف بداعي التسلل على الفرنسي (55). ولاحت فرصة لمودريتش بعد تسديدة من 20 مترا مرت إلى يسار المرمى (83)، قبل أن يسجل بنزيمة هدف التعادل بعد هجمة قادها رودريغو منه إلى الفرنسي الذي سدد في الشباك (87)، مسجلا هدفه ال23 في الدوري في هذا الموسم. واقتنص مودريتش هدف الفوز في الدقيقة الثانية من الوقت الإضافي بدل الضائع بعد تمريرة من بنزيمة، فسيطر على الكرة وسدد بالقدم اليسرى في الشباك (90+2)، من دون أن يحول هذا الفوز من تتويج "الجار" أتلتيكو بلقبه الأول منذ عام 2014. وفي أبرز المباريات، عاد برشلونة بالفوز من أرض التشي بهدف وحيد سجله الفرنسي أنطوان غريزمان في الدقيقة 81، علما بأن الفريق الكاتالوني خاض المباراة من دون نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي غادر إلى بلاده في إجازة مبكرة. المصدر: الدار- أف ب