صدر حديثا للشاعر محمد بلمو ديوان جديد بعنوان "زر أسود لقتل الربيع". والديوان الصادر عن منشورات مؤسسة "مقاربات" بفاس هو الثامن عشر ضمن سلسلة "شهر الشعر" التي تتضمن نشر ثلاثين مجموعة شعرية في الفترة من 19 فبراير الى 21 مارس. تتضمن مجموعة "زر أسود لقتل الربيع" نصوصا مختارة من مجموعات شعرية سابقة لمحمد بلمو، بالاضافة الى نصين جديدين هما "وحدها النوافذ" وهو نص شعري يرصد التغيرات اللامتوقعة بسبب انتشار الوباء والحجر الصحي حيث تصبح النوافذ وحدها التي تتيح النظر خارج البيت، ثم "زر أسود لقتل الربيع" وهو نص يختتم به المجموعة ويتحدث عن التغيرات الكبيرة التي عرفها الإنسان بسبب انتشار الآلة وخصوصا انتشار الحواسيب والهواتف الذكية والوقوف عند التخوفات والآثار السلبية التي يشكلها الإفراط في الارتهان بهذه الآلات في كل شيء. أما باقي نصوص الديوان فهي "السجن أحيانا" و"حفاوة" و"سفر الخرير" و"مطر" و"عراء" من المجموعة الأولى "صوت التراب" و"بيانات للحزن والفرح" و"رسالة وداع إلى السيد شوينغوم" و"لم يمهلني كي أراك" و"جواب" من المجموعة الثانية "حماقات السلمون المشتركة مع عبد العاطي جميل، و"هل أنا الريح أيها المداد" و"رماد اليقين" من المجموعة الثالثة التي تحمل نفس العنوان، و"عودي أريج كي نرقص" و"بريد الجثث" و"بين قوس وقوس" من ديوان "طعنات في ظهر الهواء". وتحمل معظم نصوص الديوان هموم المجتمع الانساني المعاصر من قبيل تدمير البيئة الطبيعية التي تهدد الوجود الإنساني في حد ذاته بالإضافة إلى انتشار الحروب ومظاهر الموت والتهجير والنزوح خصوصا في أوساط الأطفال والنساء والشيوخ. وتنضح أخرى بألم الفقدان الذي نخر كيان الشاعر برحيل أعزاء له. يرى الناقد أبو علي لغزيوي أن الشاعر يدرك بشكل وجداني أن كل تجربة لا تعبر عنها إلا لغة تستوحي صيغتها التعبيرية وصورها البيانية وإيقاعاتها الموسيقية من التجربة الذاتية، ومناخاتها الطبيعية. فلغته أكثر صلابة تتجاوز مصطلح السهولة نظرا لارتباطها بالصورة الشعرية التي أصبحت مقياس الحداثة، بكل صنوفها، فهي ليست ضربا من ضروب التقليد، بل إدراك جديد لمعنى الحياة والموت، ورغبة في جعل وظيفة الصورة نابعة من تجربته ومن رؤيته للحياة. ويخلص الى أن الوحدة العضوية، والموضوعية، والإيقاع المتنوع، والموسيقى الصامتة جعلت الشاعر ينخرط في خريطة جغرافية شعراء الحداثة. يذكر أن الديوان الذي أبدعت لوحة غلافه هبة بلمو سيقدم مع باقي دواوين "شهر الشعر" ضمن المنتدى العربي الثامن الذي ستحتضنه مدينة فاس في الأسبوع الثالث من مارس. المصدر: الدار- وم ع