إيمانا منها بتضافر الجهود وتوحيد الطاقات، انخرطت مختلف القوى الحية بالصويرة بشكل إرادي، منذ أسابيع خلت، في سلسلة من المشاورات التفاعلية والتفكير الجماعي حول الوسائل والأدوات الواجب تنزيلها لضمان إنعاش متعدد الأبعاد لحاضرة الرياح، يجمع بين الإبداع والإرادة خلال فترة ما بعد الحجر الصحي. ومكنت هذه اللقاءات، التي نظمت بمبادرة من جمعية الصويرة موكادور بشراكة مع المجلس الإقليمي للسياحة تحت شعار "الصويرة، اليوم الموالي" وتميزت بالودية والنقاش الصريح، الشخصيات والفاعلين المشاركين، المنحدرين من آفاق متعددة، من إثارة نقاشات غنية وبناءة حول المنهجية الواجب اعتمادها لضمان إقلاع إقليمالصويرة بعد الحجر الصحي، في كافة المجالات، خاصة في مجالي السياحة والثقافة. كما مكنت هذه المشاورات، التي حضرها مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور أندري أزولاي، المتدخلين من استعراض آرائهم والتعبير عن انتظاراتهم وأفكارهم بخصوص العديد من المشاريع، مع السعي بشكل خاص نحو "إعادة الابتكار" في الترويج لوجهة الصويرة والتموقع بشكل أفضل لهذه الحاضرة، الغنية بتاريخها وحضارتها وهندستها المتفردة، بشكل يسمح لها باستعادة مكانتها المرموقة على الصعيدين الوطني والدولي. وفي هذا الإطار، نظمت ندوة تفاعلية ثالثة، أمس السبت، بحضور حوالي خمسين مشاركا، مع التركيز بشكل خاص على سلسلة من المشاريع المدرجة وإمكانية تنزيلها من أجل التحضير لإقلاع جديد في كافة الاتجاهات لحاضرة الرياح. وخلال هذا اللقاء، الذي تميز بتكريم خاص لروح المناضل الكبير الراحل عبد الرحمان اليوسفي، الوزير الأول الأسبق، المتوفى عن عمر ناهز 96 سنة، أشاد رئيس مجلس إدارة جمعية الصويرة موكادور، رضوان خان، بالمشاركة القوية لعدد من الشخصيات والفاعلين من مختلف القطاعات، مبرزا نوعية النقاشات الغنية والمثمرة. وبعد أن ذكر بأن اللقاء الافتراضي الأول كان مناسبة لتجديد الوصال وإطلاق نقاشات والشروع في التفكير اللازم حول "اليوم الموالي" بالصويرة، سجل خان أن اللقاء الثاني من سلك الندوات التفاعلية مكن من تقديم مشاريع أدرجت وفق هذا المنظور"، موضحا أن هذه الندوة الجديدة خصصت للمشاريع المذكورة وإمكانية تنفيذها. واتسمت المشاريع المقدمة بوجاهتها، حيث ضمت مشروع تطبيق محمول يمكن من إبراز قيمة التراث التاريخي والثقافي لحاضرة الرياح، واستهداف فئات أكبر من السياح والترويج للصويرة على شبكة الإنترنت، وتحقيق التقدم في مجال التواصل التفاعلي والتسويق الرقمي قصد إخبار أفضل للزائرين وبث صورة أكثر دينامية عن المدينة. ويتعلق الأمر أيضا، بإنجاز كبسولات مصورة للترويج لوجهة الصويرة وإحداث فضاء متحفي مخصص بالأساس، للفن وثقافة كناوة، وإرساء برنامج تنشيطي يومي خلال فترة الصيف حول مواضيع الثقافات الثلاث من أجل تقاسم تراث ثقافي وديني بالصويرة، أرض العيش المشترك ورمز بارز للتعايش المثالي بين الأديان والحوار بين الثقافات. ومن بين المشاريع التي تجسد للإشعاع الإبداعي للصويرة، مشروع "موكا مباشر 2020" الذي قدمه مهرجان "موكا" ويقترح عملية رقمية وحدثا ثقافيا حصريا لإشعاع المملكة وحاضرة الرياح، المتوفرة على كافة المقومات لإنجاح هذا المشروع دوليا. واستعرضت أفكار مشاريع أخرى أيضا، همت تشبيك مجموعة من الفاعلين لتمكين السياح من مسلك ومسار يتعلق بالطبخ والبيئة والمنتوجات المجالية لمحيط الصويرة، وتطوير تطبيق مخصص للمسالك السياحية داخل المدينة وخارجها من أجل الترويج للسياحة الداخلية، إلى جانب صياغة دليل مبسط حول التدابير الصحية الوقائية لاستئناف الأنشطة الثقافية بالمدينة. وقد مكن هذا التفكير الجماعي والاستشرافي في إطار مقاربة تشاركية، من وضع الأسس لرؤية مستقبلية ومبتكرة ومتجددة، قصد الاستجابة لانتظارات المجتمع الصويري من أجل "يوم موال" جدير بالسمعة الوطنية والدولية لهذه الحاضرة التاريخية.